دام برس - أيمن الدوري :

شهدت سورية في الآونة الأخيرة من خلال الأحداث المتلاحقة أن هناك من يحاول أن يعبث في نسيح الوطن محاولاً إحداث خلل في تماسكه الذى دام  لقرون مديدة وتجلى ذلك تقديم تسهيلات الهجرة لبعض الدول من القارة العجوز, بهدف إفراغ الوطن من الشباب والعقول العلمية تحت مسميات مختلفة ,ماهي الخطوات التي يجب على الحكومة فعلها للحد من تلك الخطوة..؟ 

سيبقى هذا النسيج متماسكا ومتينا وعصيا على هؤلاء الحفنة من عملاء الداخل والحقيقة ان سياسة الاستعمار كانت دائما وابدا تسعى لاضعاف الشعوب عبر تلك الوسائل القذرة ففي منتصف القرن الماضي كتب المؤرخ ميشيل كريستيان دافت كتاب جاء فيه (حاول الفرنسيون بكافة الوسائل مقاومة تطور للشعور الوطني الوحدوي السوري )وتلك مهجية في فكر وسلوك دول الاستعمار فليس غريبا عليهم ذلك ولكنهم في سورية سيصدمون اليوم كما بالامس وسيبقى السوريين فوق تلك النواقص برغم عثورهم على ثغرة من هنا وهناك لكنها عابرة ولاتترك اثر يثير قلقنا على الاطلاق وفي العجالة هذه لايمكن شرح ماعلى الحكومة ان تفعل فالهجرات كانت ومازالت وستبقى والسوريين بدراسة موثقة في العالم حوالي 80 مليون ومن مازال سوري يعادك في المهجر عدد سكان سورية وفي منتصف القرن التامن عشر وبدايات التاسع عشر هاجر حوالي ثلث سكان سورية نتيجة الحروب والفقر والخ والسعي لتحسين مواردهم واليوم لايختلف كثيرا عن الماضي للهجرة اسباب كثيرة وعلى راسها طبعا الحرب والعدوان والغلاء وانعدام الفرص والخ والحكومة مطالبة بالكثير الحد من البطالة وتوفير فرص العمل والعدل وعدم المحسوبيات واعطاء الفرص لمن يستحق وخلق فرص عمل والتشجيع على ايجاد بدائل عن الوظيفة والخ المطلوب كثير والمنجز اقل من القليل فلا توازن منطقي لذا على الحكومة ان تجد حلا للمشكلة كي لاتكون وهي كذلك مساهمة الى حد بعيد بتلك الهجرة ويمكنني القول انها احد اسبابها بتقصيرها المخجل

هل كل مهاجر ترك بلده تعتبره الدولة خائناً ..؟

السؤال افتراضي بمعنى انه لايحاكي الواقع اذ لايمكن ان تعتبر الدولة المهاجر خائن وهي قطعا لاتعتبره كذلك وطالما قلنا هجرة هذا يعني اقرارنا ضمنيا بعدم خيانته والهارب وحده من يعتبر خائنا اي من هرب وخان اي انه لم يكن يرتبط بوطنه اصلا قبل فراره ليمارس طقس خيانته والامثلة كثيرة .

يطالب المجتمع الدولي بتشكيل حكومة تجمع كل أطياف المجتمع على حد زعمهم ويطالبون بانخراط بعض الشخصيات المعارضة للحكومة الجديدة علماً أن تلك الشخصيات كان لها دور كبير في نزيف الدم السوري كيف سوف يتعامل الدولة مع هذا المقترح..؟

ليس هنالك من مجتمع دولي بالمعنى الحرفي للكلمة هنالك مجتمعات دولية وغربية تحديدا تقودهم امبراطورية الشر في العالم امريكا التي تسعى للهيمنة على اقتصاديات العالم بوسائل مختلفة ومسميات وهمية من حقوق الانسان الى العولمة حسب مفهومها اي الاستعلاء واعتبار انهم الاسياد فيما الاخرين عبيد بدرجات متفاوته بين هنا وهناك ومازالوا يمارسون طقوس الرق التي تطورت بحيث غدت اكثر اناقة بظاهرها ولكنها تحمل نزعة الشر في جوهر تكوينها هذا المجتمع المسمى الدولي يطالبون بانخراط من هم عملاء لهم او لنقل بصراحة عبيد لديهم وانت قلت في سؤالك كان لهم دور في نزيف الدم السوري وتسقط عن هؤلاء مقولة شخصيات فالشخصية ترتبط بؤلائها للوطن اولا وتنتمي لبيئتها التي ماعرفنا بيئة سورية تمتهن الدم عبر التاريخ المعاصر انا لا استطيع ان اجيب عن الدولة كيف ستتعامل مع المقترح ولكن من وجهة نظر شخصية هؤلاء لايؤتمنون فمن خان وغدر وتسبب بنزف الدماء سيبقى ملفوظا خارج السياق الانساني والوجداني ويشبه دمامل قيح في جسد الوطن يجب استئصالها من جذورها

البعض يتهم الحكومة بالتقصير تجاه محاسبة الفاسدين وتجار الأزمات في ظل ارتفاع للأسعار وتدني لمستويات المعيشة هل فعلاً هنالك تقصيران الحكومة أم أن هذه الفترة ليست بفترة محاسبات..؟

اتهام الحكومة بالتقصير في بعض الجوانب صحيح وواقعي ولكن لنكن ايضا عقلانيين لو اردت وسط زحمة الفوضى هذه ان تحاسب بميزان العدل لاحتجنا استيراد شعب اخر ليقوم بالمحاسبة فالفساد فيه ماهو متعمد وفيه ماهو مفروض وقسري وفيه ماهو للاسف ثقافة انتجها هذا الكم من المحسوبيات فغدا الفاسد شريك التاجر والتاجر شريك المسؤل وتلك اشكالية كبرى وطبعا تدني مستوى المعيشة هو من سمات وطبيعة الكوارث والمحن التي تحيق بوطن تكالبت عليه انياب الشر وغرزت انياب حقدها لمواقفه بجسده فلا بد للترهل من ان يترك تلك الندوب هنا وهناك ويجب ان لايكون مبررا ماقلته لعدم المحاسبة وتلك تقع بالدرجة الاولى على عاتق مجلس الشعب لانه يمثل ارادة المجتمع وهو صوتهم الدستوري والقانوني وعليهم تقع مسؤلية محاسبة الحكومة كما على الحكومة تقع محاسبة الجميع.

ماذا تترجم انتصارات الجيش العربي السوري على الأرض وخصوصاً بمدينة حلب بعد تمكن الجيش من فتح شريان حلب الوحيد بعد أن أغلقه تنظيم داعش الارهابي و حصار دام أيام ناهيك عن فك حصار مطار كويرس العسكري الذي يقع شرق مدينة حلب والمحاصر منذ ما يقارب العامين ,هذه الإنجازات كيف لها أن تؤثر على جدول أعمال فيينا وماهي الثمار السياسية التي يمكن أن تترافق مع تلك الإنجازات..؟

لاتحتاج انتصارات الجيش العربي السوري الى تزكية فمنذ اندلاع الازمة كتبت ستسقط سورية فقط ان قامت القيامة ليقيني ورؤيتي الواقعية والتاريخية ان من كان على حق لايهزم وسورية كانت دائما وابدا على حق واراد اصحاب الباطل ان ينتزعوا حقها بالجغرافيا والتاريخ الجغرافيا السياسية والتاريخ العريق وان تكون تابع وهذا ليس من شيم السوريين النبلاء والشرفاء وهم الاكثرية الساحقة بكل مكوناتهم العرقية والدينية والمذهبية والخ سورية عظيمة بتاريخها وعراقتها وجيشها وشعبها وقيادتها وهم اعمدة الحكمة بالمعرفة والنصر وهم سياج وطن علم الدنيا قديما ابجدية اللغة وها هو يعلمهم ابجدية السياسة والقيم وكل جدول بما فيه فينا لاقيمة له ان لم يكن مراعيا حقوقنا وثوابتنا الوطنية وقد كان كذلك مع تحفظنا على بعض النقاط الفضفاضة التي تحتاج الدخول الى مفردات تفاصيلها والثمار تنضج بخصوبة فكر السيد الرئيس وشجرة الشعب المغروسة بجذور الحق وجذور ارضها جيش يسقيها بطهر الدم والنصر سيكون لسورية شعبا وفيا وجيشا ابيا وقائدا نديا نحن قراء تاريخ واليوم نصنع التاريخ كسوريين وسيكتبه الاخر كما نريده حقيقة تطال زحل الدنيا بعليائها .

كل الشكر لمؤسستكم دام برس الاعلامية متمنيا لكم المزيد من التقدم والازدهار والسلام عليكم .

مع جزيل الشكر والامتنان...