Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 07 حزيران 2024   الساعة 17:44:39
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الأزمة وتداعياتها..القاسم المشترك لأعمال ملتقى أغافي للنحت على الحجر
دام برس : دام برس | الأزمة وتداعياتها..القاسم المشترك لأعمال ملتقى أغافي للنحت على الحجر

دام برس :

واقع الأزمة التي تعيشها سورية وتداعياتها وآثارها هي القاسم المشترك لأغلب الأعمال التي يقدمها الفنانون المشاركون بملتقى النحت على الحجر"أغافي"  والذي يقام باللاذقية برعاية وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة، ويأتي هذا الملتقى بظل ظروف استثنائية وصعبة ،ورغم ذلك أعلن  الفنانون المشاركون  تحديهم لكل الظروف  ومتابعة العمل لنشر ثقافة الحب والجمال.

  تحديات

 تابع الفنانون المشاركون عملهم بالنحت على الصخور الضخمة في الهواء الطلق بالقرب من معهد التربية الفنية التشكيلية والتطبيقية باللاذقية رغم التحديات التي واجهتهم وتكيفوا مع كل الظروف الأخرى ، ومن أهم التحديات هو هطول الأمطار المفاجئ الذي رافق الأيام الأولى للملتقى ولم يكن بالحسبان ، وكان الفنانون بأمس الحاجة لخيم تغطي الكتل الصخرية أما التحدي الثاني فتمثل بانقطاع التيار الكهربائي المستمر بسبب التقنين، علماً أن الكهرباء هي العمود الرئيسي للآلات التي يعملون بها.

وهو الملتقى الثالث الذي يقام تحت عنوان " أغافي" هذا العام في اللاذقية حيث كان الأول للنحت على الخشب والثاني للتصوير الزيتي، والاسم " أغافي" يتكرر لرمزيته حيث أغافي تمثل تلك المرأة التي قدمت نفسها قرباناً لحماية مدينة اللاذقية ،وهذه الرمزية مازالت مستمرة حتى الآن بين أبناء سورية الذين يضحون بأنفسهم من أجل الوطن المقدس، والفن التشكيلي له دور في بناء وإنهاض الوطن.

  إستراتيجية

وتكمن  أهمية هذا الملتقى وغيره من الملتقيات كما يرى الفنان عماد كسحود مدير الملتقى ومدير الفنون الجميلة بوزارة الثقافة ،أنها تخلق حالة من الحوار بين الفنانين والجمهور الذي يحضر ليرى ماذا وكيف يشتغل الفنانون، يرى كيف يخلق معرض بالهواء الطلق ، هذه الحالة تولد لديه ثقافة بصرية.

ويشارك بالملتقى عشر فنانين من مختلف محافظات القطر،والميزة المهمة بهذا الملتقى بالإستراتيجية المتبعة وهو وجود فنانين لهم تجارب فنية مهمة ولهم حضورهم على الساحة الفنية السورية والعالمية، مع حضور فنانين شباب، ما يخلق حالة من الحوار الثقافي بين الجانبين،ويعطي الشباب فرصة للإطلاع على تجارب وخبرات مهمة والاستفادة منها ، وهذا بدوره يساهم بظهور فنانين جدد ويكسبهم المزيد من التألق ،ما يضمن استمرار فن النحت هذا الفن العريق.

استمرارية     

دام برس كانت حاضرة والتقت الفنانين للحديث عن إعمالهم

فحول عمله قال الفنان كسحود  :هو عبارة عن وجه لامرأة بمرحلة المسير وخلفها وبتاريخها يوجد شهداء وناس ضحوا بأنفسهم،وهي تمثل استمرارية تقديم الأفدية لكي يظل الوطن حراً عزيزاً وكريماً، سورية كانت دائماً معرضة للنكبات لكنها بالنهاية كانت تنتصر وتعود من جديد.

إن نشر الثقافة والفن يعني أن هناك حياة وحضارة، لأنه من خلال الثقافة نبني أجيال جديدة مثقفة تعمل على البناء، لذلك نحاول دائما ربط الجيل القديم من الفنانين مع الجيل الشاب  الهدف منه إكسابهم الخبرة وضمان الاستمرارية والألق.

الفنان محمد بعجانو ركز على فكرة الهجرة ، حيث جسد فكرته من خلال قارب فيه وجوه وبعض الأجنحة الطائرة ، وتمثل معاناة المهاجرين السوريين، فكل شخص من هذه الوجوه يحمل همومه ،وجميع الوجوه  تنظر بشكل عشوائي و باتجاهات مختلفة، والقارب يبحر بدون ربان وبالتالي هي تمثل حالة من الضياع والخسارة الكبيرة للبلد.

  ملامح تتلاشى

أما فكرة الفنان أكثم عبد الحميد أتت أيضاً بنفس السياق وهي تمثل العائلة الراحلة عن أرض الوطن سورية، هذه العائلة التي ستفقد مع الزمن ومع الأجيال القادمة ملامحها السورية العريقة، وعاداتها وتقاليدها ،وارتباطها بالوطن سوف يتلاشى، هذه الفكرة نابعة من الواقع الذي تعيشه سورية الآن ومن الاحتكاك مع الجاليات السورية بالخارج، فالجد يمثل الارتباط الأقوى، مع الأب يخف الارتباط ،أما مع الابن يتلاشى ويصبح لا علاقة له بوطنه ولا يعرف سورية إلا من خلال الخريطة، يتعاطف مع وطن أجداده لكن لا يتعايش العادات والتقاليد ولا يتنفس هوى بلده الأصلي ، ويتطبع بالبيئة والمكان الذي يعيش به، لذلك لا بد من أن يكون للدولة السورية حضور في الخارج وبين أبناء الجالية، من خلال برامج ثقافية وسياحية لربط المجتمع السوري المهاجر مع بلده الأم وإلا سنفقد تلك العائلات إلى الأبد وهي ثروة وطنية كبيرة لا يجوز التخلي عنها. 

أما عمل الفنان أنور الرشيد يمثل بورتريه للمرأة مع بعض المجسمات والمكعبات الهندسية ،ويقول بأن العمل مستوحى من عنوان الملتقى " أغافي"،  وأن حضور المرأة هو المهيمن على أغلب أعماله، فهو يحب أن يحكي عن همومها ومشاكلها وأن يصف عوالمها الداخلية.

وحول التحديات السابقة التي ذكرناه يضيف الفنان الرشيد بأن الكتل الحجرية قاسية جداً وهي غير مناسبة للنحت، ويضطر الفنانون التحايل على الحجر كي يخرجوا منه قطعة فنية جميلة.

 قوة وثقة 

كما كان لنا لقاءات مع جيل الشباب من الفنان المشاركين :

حيث قالت الفنانة ربا كنج: أنا أرغب بالعمل بهذه الملتقيات لأنها تكسبنا الخبرة والثقة من خلال تواجدنا مع قامات فنية كبيرة لها خبرتها وحضورها على الساحة الفنية،وعملي هو عبارة عن تحوير لوجه يخرج من الصخر بحالة معينة، جزء منه واضح والجزء الآخر تجريدي ، وهو يمثل حالة الحلم، فأغلب الناس يحلمون بغد أفضل و بالخلاص وانتهاء الكابوس الفظيع الذي تعيشه سورية.

وأضافت :أن غلب الأعمال التي تقدمها في أي ملتقى فني له علاقة بالاستمرار والبقاء، وأحس مجرد أننا نعمل ونشتغل هذا له علاقة بالوجود والاستمرارية وإرادة الحياة

الفنان الشاب منتجب يوسف يقدم عملاً تعبيرياً يمثل رأس كبش وأغلب أعماله تركز على الحيوانات والتي لها رمزية معينة، فالكبش يمثل القوة والفحولة وكذلك هو رمز للأضحية، والعمل مستوحى من الواقع الحالي الذي نعيشه فهناك الكثير ممن يعتقدون ويتخيلون أنفسهم بأنهم بموقع القوة ولا شيء يمكن أن يؤثر عليهم لكنهم ينخدعوا بالواقع ويكتشفون بالنهاية  بأنهم كانوا هم الضحية.

أما عمل الفنان الشاب علي الخضر يتحدث عن العلاقات الإنسانية بشكل تجريدي منطلقاً، ويؤكد أن وجود الفنانين الشباب مع الفنانين الكبار والذين يتمتعون بخبرة عالية بمجال النحت والفن بشكل عام فرصة كبيرة للتعلم والاستفادة  واستخلاص العبر من تجاربهم الطويلة، وهذا يعطينا المزيد من الحماس والقوة والثقة بالنفس.

    

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz