دام برس:
أثارت تقارير إعلامية قضية وجود المقاتلين الصينيين من أقلية الإيغور مع داعش في الأراضي السورية والعراقية، وذلك بعد أن تمكنت القوات العراقية من اعتقال أحد هؤلاء المقاتلين، وعرضت صوراً له تؤكد النبأ، وبينت التقارير الإعلامية أن آلاف من هؤلاء المقاتلين وصلوا إلى الأراضي السورية مؤخراً لينخرطوا ضمن صفوف تنظيم داعش.
مصادر مقربة من التنظيم في الرقة كشفت لموقع عربي برس عن تواجد عدد كبير من الصينيين الإغواريين الذين تم استقدامهم عبر الأراضي التركية إلى الداخل السوري، ليتم توزيعهم على عدد من المعسكرات التابعة لتنظيم داعش في ريفي الرقة ومدينة الثورة (الطبقة).
ولفت مصدر خاص إلى أن عملية تجنيد هؤلاء الصينيين تمت خلال شهور خلت، وكان يتم استقدامهم عبر حافلات صغيرة من منطقة "تل أبيض" الحدودية مع تركيا، والتي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم داعش، مشيراً إلى أن توزيعهم مع أسرهم على القرى الصغيرة في مناطق ريف الرقة كان تمهيداً لزجهم في المعارك خلال المرحلة القادمة.
المصدر بيّن إن داعش عمل على تدريب هؤلاء الصينيين بشكل سري، وبعيد عن معسكرات التدريب المعروفة للتنظيم، إذ اعتمد على المدارس في القرى مثل الكسرة وقرى ناحية كـ «بتيت - المويلح - حبيتر - تل عثمان - سمرة صغيرة وكبيرة»، موضحاً أن التنظيم منع على مقاتليه المهاجرين من حملة الجنسيات الأخرى الاقتراب من المناطق التي يتواجد فيها الصينيين إلى فترة قريبة، حيث بدأت عملية نقل المقاتلين الصينيين لزجهم في معارك تدمر، كما تم نقل قسم منهم يقدر بنحو 200 مقاتل إلى الريف الشرقي لدير الزور.
مصدر طبي من محافظة الرقة، كشف لعربي برس حدوث أكثر من حالة ولادة لنساء صينيات داخل المشفى الوطني للرقة، كما عمل التنظيم على فصل النساء المتزوجات عن أزواجهن من خلال منح الرجال "سبايا" من المخطوفات، ولفت المصدر إلى أن التنظيم كان قد نقل عدد من الصينين مصابين إلى المشفى ليصار إلى علاجهم، وأغلبهم أصيب خلال معارك عين عيسى التي حدثت في المرحلة الأخيرة بين مقاتلي داعش، والوحدات الكردية.
وقدر المصدر أن عدد الصينيين الموجودين في سوريا، وصل إلى نحو 1000 مقاتل، وصلوا إلى الأراضي السوري مع أسرهم من الحدود التركية، وتعتبر المناطق التي يتواجد فيها هؤلاء من المناطق الهادئة التي لا تدخل في خارطة الاستهدافات الجوية من قبل التحالف الأمريكي، وتؤكد المصادر إن المسؤول عن هؤلاء بشكل مباشر هو "أبو عبيد الله"، وهو أحد الصينيين المتواجدين في مدينة الرقة، وقلما يظهر في المدينة، وينحصر ظهوره بمرافقة أي حالة إسعاف إلى المشفى الوطني، ويبقى موجوداً إلى أن يتم علاج الحالة، ونقلها خارج المشفى.
كما لفت المصدر إنه و "في كل مرة يتم فيها نقل مصاب صيني إلى المشفى يحضر شخص أسود البشرة يتلكم الإنكليزية، لا يعرف ما هي صفته، لكنه مرافق بشكل مستمر لـ «أبو عبيد الله»، ولأي صيني يتم نقله إلى المشفى الوطني في الرقة".
إلى ذلك تحدثت مصادر من مدينة دير الزور عن انتقال نحو 300 مقاتل صيني برفقة أسرهم إلى مناطق من الريف الشرقي للمحافظة، وتم وضعهم في بيوت ومعسكرات منعزلة بعيدة عن القرى في منطقة "البصيرة" الواقعة شمال شرق محافظة دير الزور بنحو 70 كم، في حين أن مصادر أخرى أكدت إن المراد أن يتم توطين الصينيين لزجهم في معارك جديدة في محيط مدينة الحسكة بعد أن يتم نقلهم إلى معسكرات في منطقة مركدة للتأكد من جهوزيتهم القتالية.
وعلم موقع عربي برس من مصادره في مدينة الشدادي التابعة لمحافظة الحسكة أن من بين الانتحاريين الخمسين الذين نفذوا هجمات في بسيارات مفخخة على حواجز المدينة خلال الهجوم الأخير، كان ثمة ثلاث صينين، اثنين منهم ينحدرون من إقليم الإغوار، موضحاً أنه وإلى الآن لم يتم استقدام مقاتلين صينيين سوى هؤلاء الثلاثة.
هذا وبينت المصادر الخاصة بموقع عربي برس إنها لم تتمكن من التمييز بين الصينيين الإيغواريين أو غير الإيغواريين، وكانت تعرفهم على أنهم ينحدرون من أصول صينية وفقط.
يشار إلى أن وزارة الخارجية الصينية اتهمت في وقت سابق الحكومة التركية بتسهيل عبور الآلاف من الإيغواريين إلى الأراضي السورية، كما إن القوات العراقية كانت قد اعتقلت أحد هؤلاء المقاتلين.
وكان المقاتلين الإيغواريين قد شاركوا لأول مرة ضمن ساحات القتال الجهادي، خلال حرب حركة طالبان وتنظيم القاعدة مع الاتحاد السوفيتي في أفغانستان خلال الثمانينات من القرن الماضي، وبقي وجودهم في افغانستان حتى المرحلة الحالية، حيث أكدت تقارير إعلامية أمريكية إن الجيش الأمريكي اعتقل 22 مقاتلاً إيغواريا خلال العام 2006.
يذكر أن الإيغور أقلية مسلمة التي تعيش في إقليم «كسينغيانغ» الصيني الغني بالثروات، لكنه يعيش حالة من الاضطربات الأمنية تحمل الحكومة الصينية مسؤوليتها لجماعات انفصالية في البلاد.