دام برس - بلال سليطين :

في مشهد يعيد السوريين إلى ذكريات الفرح التي عايشتها بلادهم خلال عقود سبقت الأزمة السورية، زفت اللاذقية 100 عريس وعروس من مختلف المحافظات السورية برعاية من شركة سيريتل التي تطلق شعار "أسر الشهداء أمانة في أعناقنا".

العرسان جميعهم من مقاتلي الجيش السوري وهم من ذوي الشهداء وينحدرون من الرقة، حمص، اللاذقية، السويداء، الحسكة ... وغيرهم من المحافظات السورية، جمعهم العرس كما جمعتهم ساحات القتال وجمعه استشهاد أب أو أخ من عوائلهم.

عَ الحلوة والمرة، هو شعار العرس الذي يقام للعام الثاني على التوالي، العرس الذي أريد له أن يكون احتفالية وطنية، ليقول من خلالها منظموه أن سورية تحتفل بالحب في احتفالية صمود.

الفلكلور السوري كان في استقبال العرسان الذين وضعت أكاليل الغار على رؤوسهم قبل دخولهم إلى الحفل تتقدمهم عروستان واحدة لفت بعلم الوطن والأخرى ببذة الجيش السوري ويصحبهما شريكا الحياة باللباس العسكري.

المقاتلون في جيش البلاد دخلوا ملوحين بأياديهم التي لطالما ضغطوا بها على زناد البندقية دفاعاً عن الوطن في وجه الإرهاب، دخلوا قفص الزوجية وهم على علم أنهم بعد أيام عائدون إلى ساحة القتال لكنهم مؤمنون أن إرادة الحياة جزء من المعركة، هكذا يقول "علي" وهو عريس مقاتل على خطوط التماس.

الفرح يشبه السوريين ويليق بهم، فهم لطالما كانوا صناعه، يقول البطل "جعفر صادق" ويضيف نحن نقاتل من أجل حياة أفضل، وهذه الفعالية الوطنية تلم الشمل وتؤسس لعائلات ستكبر على التضحية والعطاء من أجل الوطن، لأن هذا مانحتاجه في هذه المرحلة.

رئيس قسم الإعلام في "سيريتل" الزميل "علاء سلمور" استغل المناسبة للتأكيد على التزام "سيرتيل" بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه سورية، وأضاف مبادرات برنامج أسر الشهداء أمانة في أعناقنا تقدم الدعم لأكثر من 5420 عائلة من عائلات شهداء الجيش والقوات المسلحة، من خلال الاستثمار في الإنسان ومنحه الأدوات اللازمة لبدء مستقبل جديد بأمل كبير، وع الحلوة والمرة" إنما هو احتفال بالصمود، والنصر لتبقى سورية عامرة بالأمل.

لحظة العرس في ظاهرها فرح لكن مضمونها برأي الإعلامي اللبناني "سالم زهران" أبعد بكثير على اعتبار أنه _أي العرس_ جزء من ثقافة تحدي الواقع، وزراعة الحب، وأن سورية صنعت وتصنع أجيالاً مقاومة.

ويضيف "زهران" الزواج جزء أساسي في بناء الأجيال، ورعاية هذا الزواج من قبل شركة سيريتل يؤكد أنها شركة بهوية اجتماعية ومشروعها الرئيس مشروع مجتمعي.

يليق بسورية تعميم ثقافة الأمل والفرح والثبات بالأرض والاستمرار، ولاسيما أن العرسان أبناء أو أخوة شهداء، يقول الإعلامي "عباس ضاهر" ويضيف: مشهد السوريين اليوم يذكرني بمشهد اللبنانيين الذين واجهوا العدو الصهيوني، وكما واجه الشعب المقاوم آنذاك اليوم يقاوم الشعب السوري، وكما كانت النتيجة انتصار لبنان سينتصر السوريين، فالنصر يحتاج ثقافة مجتمعة مقاومة، وهذا ما يتشكل في الداخل السوري.

مقدم برنامج من دمشق يقول من اللاذقية أن مهمته اليوم وحضوره كإعلامي غايته إظهار وجه من وجوه التحدي عند السوريين والمتجسد في هذا العرس الوطني السوري.

العرس الذي ظهر بأبهى حلة أشرف على تنظيمه والتحضير له فريق شركة سيريتل، يقول "فراس مرادي" متحدثاً باسم "سيريتل" أن هدفهم من إقامة هذا الحفل التأكيد على أن الحياة مستمرة رغم الإرهاب، وأن الحب هو المنتصر، حب الوطن، حب الحياة، وحبنا لبعضنا البعض، فهذا الانتصار ترسمه شجاعة أبطال الجيش العربي السوري وتضحيات شهداءه وعوائله التي يستمد السوريون منهم صمودهم ويتعلمون البذل والعطاء والوطنية.