Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 05 حزيران 2024   الساعة 20:27:58
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الحرب على السويداء ... بدأها عبد السلام الخليلي
دام برس : دام برس | الحرب على السويداء ... بدأها عبد السلام الخليلي

دام برس - السويداء - بلال سليطين :

لازالت كلمات شيخ الثورة الدرعاوية "عبد السلام الخليلي"  حاضرةً في أذهان أهالي السويداء، وهو يلقي خطبةً في العام 2011 أمام مئات المصلين ويشتم خلالها نساء السويداء ويتهكم على قائد الثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش".

وقد عجزت كل محاولات "فيصل القاسم" محو هذه الصورة من ذاكرة أهالي محافظته "السويداء"، فقد ساهم في تثبيتها مئات (الثوار) الذين حضروا الخطبة آنذاك وكانت صيحات تكبيرهم تصدح في المسجد على وقع كلمات الخليلي الذي حُمل على الأكتاف بعد الخطبة وجالوا فيه شوارع المحافظة منادين للثورة والحرية وما إلى ذلك من شعارات سادت في بداية الأزمة السورية.

هذا المشهد لم يعلق عليه فيصل القاسم وجماهير دولته الفيسبوكية، ولا  حتى منظرو الحراك في سورية، فيما استنكره الشارع السوري الموالي للدولة بمختلف ألوانه وأطيافه، في موقف وضّح منذ تلك المرحلة هوية الحراك ودفع أهالي جبل العرب لأخذ موقف منه ماكانوا ليغيروه رغم الضغوطات الهائلة التي مورست عليهم من قبل وليد جنبلاط وغيره.

أربع سنوات مضت على الصراع الدائر في سورية والذي تعددت تسمياته، وخلال تلك السنون كان موقف أهالي السويداء واضحاً باتجاه تأييد الدولة السورية، والوقوف في وجه التنظيمات التكفيرية التي عبرت عن تكفيريتها منذ آذار 2011 عبر خطبة الخليلي حسب تعبير ناشطين من السويداء.

التنظيمات التي يعتبرها أهالي السويداء خطراً على الجميع وليس فقط عليهم، ويستشهدون بآلاف المواطنين من أهالي درعا والذين لجأوا إلى السويداء للإقامة فيها، وقد تم احتضانهم من قبل أهالي الجبل وفتحت لهم بيوتهم، ولم يكون التكفريون خطراً على الجميع لما لجأ هؤلاء الأهالي إلى السويداء حسب تعبير قيس وهو ناشط من السويداء.

هذا الموقف الحاسم من أهالي الجبل أدى لضخ إعلامي من الجهة المعاكسة باتجاه قلقة الوضع في الجبل والضغط على أهله، وكان عراب هذا الضغط فيصل القاسم الذي لا يتوقف سواء عبر برنامجه أو عبر صفحته في الفيسبوك عن التحريض على السويداء، ويقف مع جبهة النصرة وحلفاءها التكفيريين ضد أهالي درعا.

جبهة النصرة التي كانت قبل أيام قليلة قد قتلت عشرات المدنيين من طائفة "الدروز الموحدين" في محافظة إدلب وتحديداً جبل السماق، حيث تنتشر في تلك المنطقة قرابة 17 قرية تنتمي لطائفة الدروز الموحدين وقد أجبروا جميعاً في وقت سابق على الدخول في الإسلام حسب "جبهة النصرة" التي لم تكن تعتبرهم مسلمين رغم أنهم يدينون بالشهادتين، هذه المجزرة أحرجت "وليد جنبلاط" الزعيم الدرزي اللبناني المؤيد لجبهة النصرة، لكن شعرة واحدة لم تهتز من "فيصل القاسم" الذي راح يبحث عن مبررات لها.

اللافت أن مطار الثعلة الذي يعد خط الدفاع الأول عن السويداء تعرض لهجوم عنيف من التنظيمات التكفيرية ذاتها التي ارتكبت المجزرة في إدلب، إلا أن فيصل القاسم على الفور أعلن تأييده لهذا الهجوم وبدأ يروج لإطلاق اسمه على المطار، متجاهلاً أنه لو سقط المطار لكان المهاجمون ارتكبوا المجازر بأهله وذويه، وأكثر من ذلك فقد أخذ يروج لسقوط المطار في يد المجموعات المهاجمة في إطار حرب نفسية يخوضها ضد أهل الجبل.

الجيش السوري المرابط في المطار استطاع مدعوماً بقوات الدفاع الشعبي من أهل السويداء صد الهجوم، وتقول المصادر أن القوات المتمركزة هناك تتمتع بقدرات قتالية عالية وهي قادرة على الدفاع والصمود، خصوصاً وأن هناك حاضنة شعبية للجيش السوري والقوات الرديفة التي تحظى بكل الدعم.

كما أن حرب السويداء هي معركة وجود بالنسبة للأهالي الذين عبروا في تصريحات لهم أن لا مكان يذهبون إليه وقد ربطوا أقدامهم بهذه الأرض وسيدافعون عنها حتى النهاية.

العدو الصهيوني دخل على خط الحرب وسجلت تصريحات لمسؤولين صهاينة تتحدث عن الرغبة في التدخل لحماية الدروز، وهذا ما قوبل برفض قاطع من مشيخة العقل في الجبل.

تواجه السويداء خطر النصرة من جهة وداعش من جهة أخرى وكذلك العدو الصهيوني وإن كان الثلاثة يمثلون جبهة واحدة حسب تعبير أحد شيوخ العقل، إلى جانب جبهة العملاء الذين يعملون على شق الصفوف، ومع ذلك حافظ أهالي السويداء على جبهتهم وتخندقهم في خندق الوطن السوري، وصمدوا مع الجيش العربي السوري في مطار الثعلة وهم يقولون أنهم سيصمدون في كل سورية.

قضية السويداء ليست قضية عابرة هي جزء من حرب شاملة على البلاد، والتعاطي معها لابد أن يكون بأعلى درجات الوعي، وما الخطر على السويداء إلا خطراً على كل سوري وكل سورية.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz