دام برس _ ريتا قاجو :
برعابة نقابة أطباء سوريا وبالتعاون مع جامعة دمشق وهيئة الطب الشرعي، انطلقت فعاليات مؤتمر "أخلاقيات وآداب"، بمشاركة جمعيات أهلية وذلك في قاعة المحاضرات الرئيسية في مبنى الجامعة في دمشق.
وفي كلمة له خلال افتتاح فعاليات المؤتمر قال سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن أساس الأزمة التى نعيشها الآن غياب الآخلاق وإهمالها وفصلها عن الدين، داعياً إلى إعادة النظر بالقيم الأخلاقية ودراستها بتعمق من أجل بلوغ السمو الأخلاقي وبناء الساجد والعابد قبل بناء المساجد والكنائس والمعابد..
ودعا المفتي حسون إلى التمسك بالعلم والحكمة ونبذ التطرف والابتعاد عن التعصب ونشر المحبة والتسامح بين أبناء الشعب الواحد مؤكدا أنه لا وجود لتصارع للحضارات وإنما الصراع هو صراع سياسي بين الدول حول الحضارة.
ودعا نقيب أطباء سورية الدكتور عبد القادر الحسن إلى حشد الجهود وتعبئة الطاقات من أجل العمل لنشر وتعزيز ثقافة المبادئ الإنسانية وضمان حماية حقوق المدافعين عنها في ظل الأوضاع الصعبة وتقديم العون وتخفيف معاناة المتضررين واعتماد مبدأ الحيادية وعدم التحيز والاستقلالية والشمول لكل المحتاجين.
وأوضح أن هجرة الأطباء لأسباب اقتصادية واستهداف الأطباء والكوادر الصحية والمشافي وسيارات الإسعاف والمراكز الصحية تأتي كجزء من استراتيجيات الحرب على سورية.
بدوره تطرق رئيس الهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور حسين نوفل إلى تجارة الأعضاء في فترة الحرب والإرهاب وأشكال الاستغلال في الاتجار بالأشخاص معتبرا أن الاتجار بالأشخاص هو تجنيد أو نقل أو تنقيل أو إيواء أو استقبال أي شخص بواسطة التهديد بالقوة أو الاختطاف أو الاحتيال أو الخداع أو إساءة استعمال السلطة أو تلقي مبالغ مالية أو مزايا معينة.
وعلى هامش المؤتمر كان لدام برس لقاءات مع مجموعة من المحاضرين والمشاركين بتنظيم المؤتمر ، وكانت البداية مع الدكتور ياسر الصافي الذي أكد أن ما يحدث في سوريا هو بالأساس حرب أخلاقية ومن هنا تنبثق أهمية هذه المؤتمرات، مبيناً أن جهات مختلفة في العالم بما فيه الجهات الإعلامية شاركت في الحرب الأخلاقية على سوريا، ويضيف أن الأخلاق لا تتغير بتغير الزمان والمكان، مشيراً أن قلب الحقائق والخلط بين الحق والباطل ، كان من أبرز التجليات اللا أخلاقية في الحرب على سوريا.
الدكتور أيميل كتيان الأخصائي في الجراحة العظمية ، كان له مشركة في المؤتمر حيث ألقى كلمة نيابة عن الخبير الفرنسي آلان كورفيز، أشار من خلالها إلى أن إلى أن الصراعات الجارية في العالم وخاصة في الشرق الأوسط أدت إلى الأعمال الرهيبة والبشعة التي ارتكبها المتعصبون والتي تغذيها القوى الكبرى من أجل الوصول إلى أهدافها الإستراتيجية من خلال الحفاظ على الأزمات الإقليمية، وفي لقاء خاص مع دام برس أشار إلى أهمية الأخلاق خاصة في هذه الظروف الاسثنائية التي تمر بها سوريا،مما يستعدعي استذكار جميع القيم الأخلاقية في جميع المجالات، بما فيها الطب، وجعله موجهاً لخدمة الإنسان وتحقيق الأهداف النبيلة.
المحامي وسام سليم الدين  رئيس مجلس إدارة مركز الوفاق للتحكيم التجاري أشار لدام برس أن المركز شارك في فعاليات المؤتمر من خلال الإعلان عن جائزة الوفاق للبحث العلمي، ويضيف " أردنا أن نتحدث عن أخلقيات البحث العلمي وتوثيق المعلومات وضرورة الأخلاق في البحوث العلمية وتعريف الباحثين السوريين بذلك" ، مشيراً إلى وجود معايير علمية وأخلاقية يعتمد عليها منح الجائزة.
وشارك في تنظيم المؤتمرمجموعة "بصمة شباب سوريا" ، حيث عبر المتطوع أحمد العلي عن سعادته وفخره في المشاركة بتنظيم هذا المؤتمر الذي يعنى بالأخلاق ولآداب خاصة في زمن الحاجة إليها، ويضيف " نحن نكون حيث نجب أن نكون من أجل خدمة وطننا وإعادة إعماره" .
ويشارك في المؤتمر أساتذة وباحثون وخبراء من هيئات وجمعيات حكومية وأهلية من سورية وفرنسا والجزائر ويقدر عدد الأوراق المقدمة إلى المؤتمر بنحو 20 ورقة علمية..