دام برس _ ريتا قاجو :
تحت عنوان " محور المقاومة في مواجهة المشروع الصهيو-أمريكي" ، عقدت قيادة فرع ريف دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي ملتقى البعث للحوار، وذلك في مقر القيادة القومية للحزب في دمشق.
الجلسة الحوارية التي أدارها الدكتور وائل الإمام، تناولت الحديث عن تعزيز ثقافة المقاومة والممانعة ، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة العربية، والتأكيد على ثوابت مواجهة المشروع الغربي الذي يستهدف المنطقة.
الأستاذ حسين مرتضى مدير مكتب قناة العالم في دمشق، أكد في لقاء خاص مع دام برس أن ثقافة المقاومة انتشرت وازدادت رسوخاً على امتداد الوطن العربي، وأن الوعي الجماهيري ازداد في الفترة الأخيرة ، واتجهت الكثير من الشعوب العربية نحو رفض الهيمنة الغربية والأمريكية،وخاصة بعد الانتصارات التي حققتها المقاومة وعلى رأسها انتصار عام 2006، وكذلك وقوف المقاومة مع الجيش السوري في خندق واحد ضد الإرهاب.
كما أكد الأستاذ حسين أن عقيدة  الجيش السوري والقيادة السورية لم تتغير تجاه مقاومة العدو الإسرائيلي، في الوقت الذي تغيرت فيه توجهات الكثير من الدول العربية تزامناً مع توقيع اتفاقيات مع العدو االإسرائيلي، وأن هذه التغيرات أنجبت واقعاً جديداً غير أسلوب المواجهة.
كما أشار إلى أن انتصار الثورة الإسلامية في إيران أعاد الروح للقضية الفلسطينية ، بعد أن استغل العدو الإسرائيلي حالة الانفراط العربي، في الوقت الذي كانت فيه سوريا الوحيدة المدركة لأهمية انتصار هذه الثورة ودورها في عملية المواجهة.
وشدد الأستاذ حسين أن المقاومة اللبنانية  لم تكن لتحقق كل هذه الانتصارات لولا دعم سوريا وقيادتها ، ودعم حزب البعث العربي الاشتراكي، مذكراً بالشهداء السوريين الذين سقطوا دفاعاً عن لبنان في اجتياح بيروت عام 1982، مؤكداً أن سوريا كانت الأساس في انتصار المقاومة اللبنانية عامي 2000 و2006 ، وأن القائد حافظ الأسد هو من رسخ شرعية وثقافة المقاومة.
بدوره أشار الدكتور سليم بركات في لقاء خاص مع دام برس إلى ما أسماه حوار الأجيال، الذي يجب أن يبنى على الصدق والشفافية والديمقراطية، من أجل بناء جيل محصن بالمفاهيم الصحيحة وثقافة المقاومة، من خلال جلسات حوار تشير الضوء إلى التجارب والقيم والواجبات، وهذا يتجلى بدور الحركة الثقافية وكذلك المؤسسات التعليمية في الوطن العربي.
كما تطرق الدكتور سليم إلى الحديث عن تاريخ المقاومة، وعمق أبعاد الصارع العربي الإسرائيلي ، الذي هو صراع وجود قبل أن يكون صراع حدود، مضيفاً أن المقاومة وعبر التاريخ تكون ذات الإمكانيات الأضعف، لكنها بقوة العقيدة تنتصر على العدو دائماً مثل المقاومة اللبنانية والفلسطينية والجزائرية وغيرها.
وتحدث الدكتور سليم عن الارتباط بين حزب البعث العربي الاشتراكي والمقاومة، ودور الحزب في دعمها ، مذكراً بحضور القضية الفلسطينية على رأس القائمة في كل مؤتمرات الحزب، وهو ما يؤكد ثبوتية هذه العلاقة، مشيراً إلى ضرورة التمييز بين المقاومين والذين يرتدون قناع المقاومة لمصالحهم الشخصية.
الدكتور أنور رجا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن دور المقاومة مصيري وهو تحدي في الدرجة الأولى وبلغ ذروته في المعارك التي يخوضها اليوم الجيش العربي السوري ضد الإرهابيين، مؤكاً أن هذه الجيش أصبح العنوان الأول للمقاومة، والمعارك التي يخوضها اليوم والانتصارات التي يحققها ستحدد مصير الأمة العربية كاملة.
كما تحدث الدكتور أنور رجا عن حالة الخذلان التي أصابت السوريين بعد موقف حركة "حماس" ، ونكرانها لكل الدعم الذي قدمته سوريا لها، مما جعل بعض ردود الأفعال تتجه نحو إهمال القضية الفلسطينية ، غلى أن خرج السيد الرئيس بشار الأسد مؤكداً على التمسك بهذه القضية عندما قال "فلسطين ستبقى قضيتنا".
الباحث الاستراتيجي عبد الحميد سلهب أكد لدام برس أن هذه الحوارات واللقاءات الهدف منها دائماً هو تعزيز الحوار والتواصل للوصول بسوريا إلى بر الأمان، خاصة في ظل ما يحققه الجيش العربي السوري من انتصارات ضد الإرهاب، والدور المتواطئ لبعض القوى العربية والإقليمية في الحرب على سوريا،  ومن هنا تأتي أهمية هذه الملتقيات لتسليط الضوء على ابعاد المؤامرة والتأكيد على التمسك بالنهج المقاوم وفي مقدمته الجيش العربي السوري، كما اشهد السيد سلهب إلى خطورة الفكر الوهابي التكفيري الذي يجتاح المنطقة وضرورة مواجهته بكل السبل الممكنة.
وبعد انتهاء كلمات السادة المحاضرين، تخلل الملتقى مداخلات وأسئلة من الحاضرين، وكان ختامها مع السيد خلف المفتاح عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، والذي أسهم في إقامة هذه الملتقى، حيث أكد أن الهدف هو تأسيس منظومة إعلامية مقاومة في مواجهة الإعلام المتآمر، وأن عمل قيادة الحزب في هذا المجال هو عمل منهجي ، وبتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد ، الذي يريدها نتائج قابلة للقياس، وأكد السيد خلف في الختام على أهمية الإرادة السياسية للقيادة السورية ممثلة بالسيد الرئيس، بالإضافة إلى بطولات الجيش العربي السوري والمقاومة الشعبية .