Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 13 حزيران 2024   الساعة 16:26:31
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
إعادة هندسة الإرهاب وصفقة القرن .. بقلم: محمد فياض
دام برس : دام برس | إعادة هندسة الإرهاب وصفقة القرن .. بقلم: محمد فياض

دام برس :
لم تقرر الولايات المتحدة الأمريكية إستخدام تنظيمات الثيوقرات للسلفية الجهادية المسلحة لمواجهة العرب من أجل تحقيق انتصار في معركة معينة في سباقات السياسة أو الإقتصاد .وبعد أن ظنت - لحداثة تكوينها وجهلها بكيمياء الشعوب وعبقريتها- أنها قد حسمت للأبد الصراع القطبي لصالحها بتفكك الإتحاد السوفييتي .وبينما قد استخدمت الأنظمة العربية العميلة والموالية في إرسال شباب التأسلف للجهاد ضد الشيوعية وتبنتها المخابرات المركزية تدريبا وتسليحا وتمويلا ..لأنها واشنطن تخطط لأبعد من ذلك.فبعد انفضاض الحرب الباردة واعتقاد أمريكا أن الصراع القطبي قد تم حسمه .وبات الأمر لسيادة العالم وتعيين البيت الأبيض مجلسا لإدارة الكرة الأرضية يحتاج إلى البحث عن مناطق صراع وعن أرض بديلة للحرب .وعن عدو جديد .هنا وواشنطن ترعى وترى التكوينات الشاذة من مخلفات الحرب في الشيشان تتألف وتنشطر وتتعدد صراعا وتكفيرا فيما بينها ليذهب رئيس جهاز المخابرات المركزية الى لندن ويحضر عن قرب اجتماع الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ويلتقي القرضاوي وبرفقة نفر منهم .يطلب منهم تكوين جيشا من الملتحين لتعطيهم الولايات المتحدة الأمريكية إمارات إسلامية في بلدانهم..على الفور تتألف جيوش الملتحين ويتم هندسة الصراع وتوزيع التكليفات والأوامر ..ميادين التدريب العسكري وجنرالات لوضع الخطط وخزائن للتمويل دون أن تتجرأ حكومات هذه الخزائن لطرح الأسئلة من نوعية ..ماهي وجهة تلك الجيوش.والزمن الإفتراضي للحرب وأسقف التمويل ..
 لم يكن في خطط البيت الأبيض مايجعلها تمارس دهاءًا وإخفاءًا هي ليست مضطرة إليه..فقد أعلنت أن غايتها أمن إسرائيل..خرجت للحرب ضد الجيش العراقي لا لشيء أبعد من التخلص منه بتسريحه وخَصْمه من القوة العربية المكلفة وفق حقائق التاريخ والجغرافيا بمواجهة إسرائيل لهدف حرب كبرى لتحرير فلسطين من النهر الى البحر..وأثناء صناعة الفوضى في العراق تمكنت من الإتيان بأبي مصعب الزرقاوي لتأسيس فرع القاعدة الذي ييتولى تفريخ التنظيمات الأخرى وإعلان ولائه لأيمن الظواهري ..تزامن لقاء القرضاوي بالمخابرات المركزية.مع تأسيس فرع القاعدة بقيادة أبومصعب..
تخرج واشنطن علينا ببجاحة وردا على زحف الأنظمة العربية إليها رجاءًا في الذهاب إلى طاولة يجلس عليها الفلسطيني والإسرائيلي .بإعلان اتفاق الأمن الإستيراتيجي بين واشنطن وتل أبيب وبمقتضاه يتم نقل أسلحة أمريكية استيراتيجية إلى الأخيرة يتم تخزينها لتصبح قريبة من مناطق الصراع - التي سوف تشعل فتيلها فيما بعد العراق- ويعطي الإتفاق الحق لإسرائيل باستخدام هذه الأسلحة المتقدمة الاستيراتيجية في أي صراع تدخله في المنطقة.
بعد العراق كانت هندسة الإرهاب قد قفزت في الخطط والطموح إلى مرحلة تغطية الجغرافيا العربية .ولم يكن لدى البيت الأبيض ثمة مانع واحد يمكن أن تقف عنده طموحات واشنطن في سعيها لإعادة تقسيم المنطقة..وقد أمرت أمريكا القيادة في إسرائيل بعدم التدخل في سلسلة المعارك التي تخوضها أو تتدخل فيها أو تشعلها وقدمت الإدارة الأمريكية الضمانات الكافية لضمان تل أبيب مبتغاها ..ولمعرفة واشنطن مدى حساسية دخول اسرائيل على الخط في أي صراع عربي .
 أرسلت الولايات المتحدة إلى الجمهورية العربية السورية أكثر من 360 ألف من مرتزقة التأسلف الجهادي من 93 جنسية يقودهم جنرالات وقيادات مخابراتية ويقف خلفهم خزائن ومصانع أسلحة .وفُتِحَت أمامها مطارات وموانيء دول كبرى عالمية وإقليمية .
أجنبية وعربية.وكان الهدف محدد وواضح ودقيق لايخرج عن سلوك كل إجراءات الفوضى للوصول إلى تدمير الجيش العربي السوري وإخراجه من الخدمة نهائيا بتسريحه.ومد الخط على استقامته للقضاء على قوات حزب الله اللبناني..وُضِعَت هندسة الإرهاب لجعل القوة الضاربة ضد سورية .وكانت مساحة وأشكال هندسة الميادين تعطي مصر وجيشها إلى ميليشيات التأسلم والتأسلف وكانت باترسون تدير هذا الملف باحتراف لتسليم مصر الى الإخوان ودقائق ويبعث أردوغان مدده للاستقواء على جيش مصر.
 إن كارثة قد حلت بالذهنية الأمريكية والصهيونية من تمكن الأسد من إدارة الأزمة ودون تقديم أية تنازلات في الدبلوماسية أو في الميدان ..وتنتصر سورية ويسقط معسكر الإستثمار في الإرهاب خاسرا باعترافه ..سنوات من الحرب والحلف الذي يستند الى أكبر عشرة جيوش في العالم ضمن أكثر من 60 دولة تشارك الحرب مع الإرهابيين ضد الجيش العربي السوري .ولم يبق في الجغرافيا السورية سوى إدلب ..ووعي الإدارة القومية للأسد بحتمية تحريرها بالسلاح ووقتما يقرر..
وتقرأ القاهرة عناوين الهندسة وتتدخل لتفكيكها ونزع تيار الإخوان من سدة الحكم في ملحمة شعبية جماهيرية لم تترك الشارع المصري حتى استقرت عملية النزع والخلع .
 ترتبك الإدارة في البيت الأبيض وتقرر المتاجرة بحلفائها وعملائها في المنطقة ..تذهب لتجريف أموال الخليج جباية مقابل الحماية..وقدمت للخليج البعبع الإيراني لتجريدهم من سراويلهم التي لم تعد تستر أي عورة .وتدفعهم للوقوف إنتباه ..طوابيرا لاستقبال نتنياهو ورجال حكمه .
ولاتجرؤ واشنطن على عمل عسكري ضد إيران لا من أجل الوفاء بتقديم الحماية لقاء ما أخذته وتأخذه من جباية .ولا حتى لتأمين تفرد تل أبيب بامتلاك سلاح الردع النووي.
ولهذه المسألة حسابات أخرى.
نلخصها أن واشنطن لاتعمل بالأجر لدى الكفيل .
 وعلى اثر ماوصلت إليه قوة الجيش والساسة في سورية ليعلن الدكتور بشار الجعفري أمام العالم أن الجولان أرض سورية وستستعيدها سورية ان سلما أو حربا .
تلهث واشنطن لإعادة هندسة سلاح الإرهاب من جديد ..تخلت وأوروبا العجوز وإمارات الخليج عن المطلب رقم ( 1) الذي صدع رؤوسنا به الجبير كل صباح .لابد من رحيل الأسد.
وفقدت كل الدول المشغلة للإرهاب بالأصالة والوكالة كل طموحاتها تحت البوط العسكري لجندي الجيش العربي السوري.
وتعيد واشنطن توزيع الأدوار الإقليمية الآن لتشغيل الإرهابيين في جغرافيا أخرى وقد اقتنعت اليوم وأكثر من أي وقت مضى ومن خلال
تجربة الخروج في فرنسا وخشية أن تتدافع الجماهير الغربية إلى الشوارع لممارسة حقوقها في ااتأييد أو التضامن أو الرفض واعتبارها تربة خصبة للعائدين من الهزيمة في سورية والذين نجوا من شراسة الأسود وهي تدافع عن أرضها وشرفها..
دائما الأرض البديلة في بلادنا ..مرشحة وبقوة ليبيا والسودان وةلبوابات إلى داخل سيناء..ليس الهدف فقط من إعادة هندسة الإرهاب وتوزيعه وتكليفه بأوامر أخرى مجرد استيعاب هزيمتهم في سورية وتيقن قيادات المنظمات الإرهابية من سعي الإدارات المختلفة في امريكا وانجلتراوفرنسا الى التخلص منهم ٥في محرقة الشام..ولا مجرد تدويرهم وإعادة إنتاجهم لتحقيق أجندات أخرى ..بل وخشية ارتداد تلك القوة الغاشمة السوداء الى بلد المنشأ في اوروبا والولايات المتحدة .
 ولم تدخر واشنطن جهدا إلا وبذلته من جيوب شيوخ الخليج لتحقيق هدف استيراتيجي تتبناه الإدارات الأمريكية بالتناوب لضمان أمن اسرائيل وتوسعاتها كبرى من النهر الى النهر .
ترسل بأموال الخليج العربي السكين المسموم لإحداث انشطارات وجروح وتقيحات لتهيئة المنطقة لصفقة نهائية .صفقة القرن.
لقد قال المستوطن الصهيوني سفير أمريكا في اسرائيل ديفيد فريدمان  منذ عدة أيام:
.." حين تتوصل الإدارة الأمريكية إلى الإستنتاج بأن احتمال قبولها وتنفيذها يصل إلى الذروة .."
وقد انضم مؤخرا إلى الطاقم المكلف بصياغة صفقة القرن قبل عرضها كل من مايك بومبيو وزير الخارجية..وجون بولتون مستشار الأمن القومي .
وبالرغم من عدم طرح أية تفاصيل عن تلك الصفقة وعدم توافر معلومات عنها لإخراج نفاذ التخلص من حق العودة واللاجئين بتوطين الفلسطينيين في وطن بديل .وتصريح نتنياهو مرارا رفض اسرائيل المطلق بقبول حل الدولتين قائلا ببجاحة أن أرض فلسطين كلها لم تعد تكفي اسرائيل .
بالرغم من هذا إلا أن الحكام العرب منقسمون بين فريقين ..الأول يبارك ويوقع على بياض على صفقة القرن دون أن يكون له حق السؤال عن ماهيتها وتفاصيلها..
..والثاني ينتظر أن تصدر له الأوامر بالموافقة عليها.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz