Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 15 حزيران 2024   الساعة 16:41:23
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
تطهير حلب لا يحتاج مفاوضات

دام برس :

أحيا تقدّم قواتنا المسلّحة في حلب الأمل في النفوس، وأثار مشاعر الثقة والاعتزاز بالوطن وبالمدافعين عن وحدته وعزته وكرامته، فتطهير حلب هو إسقاط لمشروع التقسيم وليس العكس كما يرى أعداء الوطن والأمة.
فها هم أهلنا في حلب وغيرها على امتداد أرض الوطن يترقّبون مابعد حلب، ولاسيما هؤلاء الأحبة الذين يحاصرهم الإرهاب المجرم في أكثر من بقعة على أرض سورية الحبيبة ويستبّد بهم ويعبث بهويتهم وانتمائهم ووعيهم.. ولهذا جاء مرسوم العفو الرئاسي في موعده المناسب مخرجاً إنسانياً ووطنياً مهمّاً جداً.
بالمقابل أثار هذا التقدّم قلق الغرب والرجعية العربية وصارت الدول الداعمة للإرهاب كالجالس على جمر، خاصة حين ترافق هذا مع إعلان الحكومة السورية عن رغبتها في متابعة المسار السياسي لحل الأزمة، رغبةً لم تأتِ من فراغ.
وقع هؤلاء في الفخ. الجيش السوري يدكّ معاقل الإرهابيين، وانفضح أمر مهزلة «المعارضة المعتدلة»، وبدأ وعي أهلنا المحاصرين بالإرهاب والتضليل في شمال سورية وجنوبها يفعل فعله، وهم يرَون تناثر فلول الإرهابيين وأشلائهم الممزقة عدة وعتاداً وتكفيراً إلى مزابل الواقع والتاريخ.
صرخت الإدارة الأمريكية، وتردد صدى الصراخ عند الرجعية العربية بلبوسها الوهابي القاتم القاتل. فقد أرعبهم تطهير حلب. حرّكوا المفاوضات بشروط جديدة أمْلتها هزيمتهم في حلب. لم يستطع ديمستورا أن ينهض بالحمل الثقيل الذي ألقوا به على كاهله وهو الفاشل في حصد نتيجة أي جهد مطلوب منه لوقف دعم الدول المعروفة للعصابات الإرهابية، وحصرَه تصريح الحكومة السورية بالاستعداد للحوار السوري السوري دون شروط مسبقة، فزار تابعه رمزي سورية مستعجلاً طرحَ الانتقال السياسي، جاهلاً أو متجاهلاً أن القرارات الأممية ذات الصلة ولاسيما 2253-2254 هدفها الأوسع والأسطع محاربة الإرهاب أولاً.
اليوم، وبينما نمضي فيما ينتظره منّا شعبنا وأهلنا في حلب وغيرها من تطهير كل شبر من رجس الإرهاب والتطرف والتكفير، يطالب كيري بوقف «الهجمات»، أي بعدم محاربة الإرهاب، في الوقت الذي يصرّح فيه البنتاغون بأن القصف الأمريكي على الإرهابيين في ليبيا لن يتوقف عند زمن محدد، لكنه في سورية يجب أن يُوضع حدٌّ له؟!.
إذن، قرار محاربة الإرهاب في سورية غير متخذ أمريكياً، وهو خاضع كالعادة لازدواجية المعايير، مع العلم أن الإرهابي في سورية هو نفسه في ليبيا، مايؤكد أن القرار الأمريكي الرجعي العربي ليس ضد الإرهاب، بل هو لصالحه، فالمطلوب إذن دعم الإرهابي والوقوف إلى جانبه في هدف واحد هو إسقاط الدولة الوطنية برموزها العتيدة الشعب والجيش والقيادة.
ومع النجاح في معركة حلب تم إحياء طروحات المفاوضات، والمسار السياسي، والانتقال السياسي، ووصولاً إلى التقسيم، وأبدى برينان مدير CIA تشاؤمه بشأن مستقبل سورية جرّاء تطهير حلب، وأهاب بموسكو للمفاوضات، وقام الدبلوماسي الأمريكي الغرّ المبعوث الخاص في الحرب على داعش بريت ماكفورك ليعرب عن قلقه المتصاعد من تطهير سورية من الإرهاب على أن هذا ضرب من الخيال. وهنا يصدق القول: من فمِك أُدينك، فالأمريكان وعملاؤهم لا ولن يحاربوا الإرهابيين.
لذلك صار واضحاً أن تطهير حلب وغيرها من الإرهابيين مسؤولية وطنية وقومية وأخلاقية، وأن هذا التطهير واجب غير قابل للتفاوض، وإذا كانت المعركة سياسياً وعسكرياً فيها كرّ وفرّ فإن الشعب السوري عامة وأهلنا في حلب خاصة يستصرخون على الدوام همة الجندي العربي السوري.
على العموم، وفي هذا المعترك المصيري فإن جماهير شعبنا في سورية، وفي غيرها من الأقطار العربية ترنو إلى حركة تحرر وطني عروبي معاصرة آخذة في النهوض على غرار حركة التحرر والاستقلال الوطني العربية في القرن الماضي، نحارب فيها سويةً اليوم أعداء الماضي وعملاءهم.
وإننا على ثقة أن شعبنا في سورية سيناضل في صراعه مع الوهابية ومشغّليها حتى تعود الأمور إلى ماقبل 15 آذار 2011، كما كان ولايزال يناضل في صراعه مع الصهيونية للعودة إلى ما قبل 4 حزيران 1967، خاصة أن الوطنيين والعروبيين جميعاً يدركون مخاطر تكامل المشروع الصهيووهابي.

د. عبد اللطيف عمران

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz