Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 06 حزيران 2024   الساعة 23:52:15
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مفتاح التواصل .. بقلم ميلانا يوسف زين الدين

دام برس :

يعد التواصل من أحد العمليات الضرورية لاستمرار حياتنا وهو يقوم على فهم الآخرين والتآلف والتفاعل معهم بشكل ناجح مما يضمن تحقيق شروط الراحة والاستقرار. ويحدث أحياناً أن نتواصل مع أشخاص في محيطنا لكن لا يكون التواصل مثمرا أو لا يحقق أهدافه، لهذا نحن بحاجة لأن نفهم هذه العملية وقنواتها حتى نصل لأفضل العلاقات، حيث يختلف الأشخاص من جهة استقبالهم للمعلومات والتعبير عن آرائهم.

تبدأ القصة من الصورة ولا تنتهي فالبعض يتواصل عبر البصر إذ يرى الشخص العالم حوله من خلال الصور والرؤية بالعين أي النمط البصري، ويحول المعاني المجردة إلى صور،هنا الشخص يركز أغلب انتباهه على الصور والألوان،ويصف الأحداث حوله من خلال الصور، ويغلب على حديثه كلمات من مثل أرى ـ أنظر ـ مشهد ـ وضوح ـ لمعان ـ ألوان ـ ظلام. هذا الشخص تجده سريعًا في حركته سريعًا في كلامه حتى في أكله،حياته على نمط متواتر وذلك بسبب تأثره بالنمط الصوري القائم على الصور المتلاحقة والضوء.وعلى ذلك يصنف معظم الرجال من النمط البصري ويميلون إلى النظر والمشاهدة وتشكل القناة البصرية أساس الإثارة وهو الأمر الذي يفسر اهتمام المرآة بشكلها ومظهرها وزينتها لأن لذلك الأثر الكبير على الرجل،ومن هنا يلاحظ أن أغلب مصممين الأزياء المشهورين ذكور.

لكن قد يبدأ التواصل عند البعض الآخر بالكلمة وتكون الحاسة الغالبة عليه في استقبال المعلومات وفي رؤية العالم من حوله هو السمع،فهو وإن كان يشاهد ويرى إلا أن القناة الحسية العظيمة التأثير عليه هو القناة السمعية،وبالتالي فإن هذا الشخص يحب ويجيد الاستماع كثيرًا وله مقدرة فائقة على الإصغاء دون مقاطعة،ويهتم كثيرًا باختيار الألفاظ والعبارات فتجد كلامه بطيئًا، ويركز على نبرات صوته عند الكلام كما أنه يميل للمعاني التجريدية النظرية كثيرًا.وتجد عباراته يكثر فيها: اسمع ـ أنصت ـ إصغاء ـ صوت ـ رنين ـ لهجة ـ إزعاج ـ صياح ـ همس ـ ثرثرة ـ صهيل ـ زئير ـ رعد- نغم - لحنوبما أن الشخص الذي يغلب عليه النمط السمعي يتقن فن الاستماع والإصغاء فإنه يتأنى في اتخاذ القرار ويجمع أكبر قدر من المعلومات مقللاً في ذلك الخطورة إلى أدنى مستوياتها ملتزما بالحذر. وقد قال احد الحكماء : المستمع الجيد خطيب جيد . وتعتبر المرآة بشكل خاص كائنا سمعيا بامتياز فتتأثر بشكل كبير بالكلمات ولذلك نظمت قصائد الغزل ووجهت للمرآة وقلما نجد قصيدة تتغزل بالرجل ،فتلك الكلمات التي تصل عبر القناة السمعية تلامس أحاسيس المرآة الرقيقة وهكذا يصح القول(والأذن تعشق قبل العين أحيانا) ونتثبت من فكرة أن المرآة تعشق من السمع على عكس الرجل الذي يعشق من النظر ويستأثر الشعر والغزل بأحاسيسها .وقد قيل على سبيل المعرفة والفكاهة أيضا :الرجل يعشق من النظر لذلك خلق الله النساء جميلات والمرآة تعشق من السمع لذلك خلق الله رجال كاذبين .وإما وأن كان الرجل سمعيا ستجد المرأة من يصغي لها وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لها وعنصر مهم جدا لتوطيد العلاقة بين الأزواج.

 وهناك من الناس من لا ينتمي إلى الأنماط البصرية أو السمعية وإنما ينصب اهتمامه الرئيسي على الشعور والإحساس، فإذا تكلم عن تجربة معينة سيحكيها لك من خلال ما شعر به وما أحس به، ولذلك فإن قراراته مبنية على المشاعر والعواطف المستنبطة من التجربة الحسية.وهذا الشخص هو النمط الحسي فتجد كلامه أكثر بطئًا من سابقيه ويستشعر ثقل المسؤولية أكثر من غيره ولذلك ينفعل للمبادئ ويندفع للعمل لها وتجد عباراته يكثر فيها: شعور ـ إحساس ـ لمس ـ إمساك ـ حار ـ بارد ـ ضغط ـ شدة ـ ألم ـ حزن ـ سرور ـ ثقل ـ جرح ـ ضيقوالأشخاص الذين ينتمون للنمط الحسي في الغالب حساسون وللمسة اليد عندهم معنى وللاحتضان أثر كبير على نفوسهم فهم يتوقون ليخبروا العالم من خلال تلك الأحاسيس والتجارب المعاشة ونراهم في لحظات السعادة ميالين للاقتراب ممن يحبون جاعلين من العناق سبيلا للتعبير عن فرحهم فترقص أحاسيسهم لتعبر أيضا عنهم.

 وهكذا عزيزي القارئ ستجد أن الأشخاص من حولك يختلفون من حيث نمط استقبالهم للمعلومات،فبعضهم من النمط البصري وقناته العيون والبعض من النمط السمعي وقناته الآذان والبعض الآخر من النمط الحسي وقناته الجسد.وبالتالي فإن فهمك لنمط الشخص الذي تتواصل معه ومن ثم تحديد نمط إدراكه سيساعدك كثيرًا في تحقيق التآلف معه فصاحب النمط البصري يهتم بالشكل والصورة والسمعي يهتم بالكلمة والصوت والحسي يهتم بالأحاسيس والمشاعر والملموس، ولا تنسى أننا نملك جميع الأنماط معاً ولكن بدرجات مختلة وبالغالب هناك نمط مسيطر هو صاحب الأثر الأكبر وهو ما قصدت به مفتاح التواصل

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-05-23 18:05:14   صديقتي الغالية
دوما تنشدين التألق ،طموحك حدوده السماء،استطعت تحقيق الكثير رغم كل الصعوبات ،فنانة وكاتبة وإنسانة لا تتكرر ،قد يستغرب البعض عند سماع تعليق حول الكاتب وليس المقالة،ولكني أردت أن أعرف القارئيين بحقيقة الكاتب وجوهره الثمين ............ لك مني كل التوفيق
سلام الجهماني  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz