دام برس:
مذ وجدنا على سطح الأرض,ونحن نسمع عن حروب هنا,وحروب هناك,وصراعات وقتلى بالألوف,وفي التاريخ قرأنا عن معارك وحروب واستمرار بعضها لعقود.
كما نشاهد يومياً كيف تستباح فلسطين ومقدساتها ويقتل شعبها منذ إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948م وحتى يومنا هذا.
وفي سياق الحروب التي كنا ولازلنا نعاني الأمرين من تداعياتها من استعمار قديم ولىّ إلى استعمار جديد استنزف ولازال خبرات وخيرات امتنا,والصراع كما المد والجزر إلى أن استطاعت قوى الهيمنة من اختراق شعوب امتنا لإشغالها في حروب لا نتوقع نهاية لها.
رغم المحاولات الجادة في السهر على الشؤون العامة على الشؤون الكبرى في البلاد,وإسباغ حياة سياسية على كل بقعة من ارض البلاد المضاعفة الفرص أمام المواطنين ليعملوا ويهتموا معاً بالخير العام,ويحسوا كل يوم أنهم مرتبطون بعضهم ببعضهم الآخر,وبأنهم يعيشون في مجتمع ,وكان الهدف من ذلك انتزاع الإنسان من ذاته لكي يهتم بمصير الدولة كلها.وفي خضم الحروب التي ترعاها وتنفذها قوى الهيمنة "أمريكا وحلفائها" لتكون منقذاً لها من أزمات تعصف بها .فكانت هذه المرة وجهتهم سورية على اعتبارها الأغلى عالمياً,وهذا دليل قاطع على حجم الأزمة المالية التي تعاني منها قوى الهيمنة والاستعمار.
هذه الحرب التي أثارت وقدمت حزمة من المصطلحات منها:
صراع سياسي-صراع مسلح-معارضة وطنية-معارضة مسلحة
الجيش الحر-الإخوان المسلمين-القاعدة-داعش-الجبهة الأسلامية
دول داعمة-دول حيادية-دول مؤيدة-دول ممولة-دول راعية-دول حاضنة-دول تخطط-دول تسلح-دول تحرض
مجلس اسطنبول-ائتلاف الدوحة-المجلس الوطني
جامعة العرب-الأمم المتحدة-حقوق الإنسان-مجلس الأمن الدولي
أمريكا وحلفائها وأدواتها-روسيا ودول البريكس
كل هؤلاء أطراف الصراع على سورية موزعة بين أطراف شركاء في الحرب,وأطراف تساند الحق وتدرك حجم المؤامرة وهدفها,وأطراف أخرى تقف على خط المنتصف تميل حيث الثقل يكون.
أنها الحرب الأخطر على المنطقة برمتها,هي حرب مجنونة,ولم تعد مقبولة حتى من رعاتها,وهاهم في ديمومة البحث عن حلول تحفظ ماء الوجه لهم,وإرضاء الشركاء والأدوات.
هي معادلة معقدة للغاية,والخروج منها بالحوار ,ولا بديل عن الحوار,ومحور الحوار المتفق عليه جنيف,ولمَ جنيف؟وأطراف الحوار سوريون,وما المطلوب من الحوار؟
تنازلات من القيادة السورية لأطراف تدعي أنها معارضة,والقيادة السورية بدورها ستحيل أي طلب إلى الشعب السوري وصناديق الاقتراع بحضور مراقبين دوليين,وهذا لن يرضي شركاء الحرب على سورية لأنها تدرك مسبقاً النتائج التي ستتمخض عن الاستفتاء الشعبي,وبذلك الحرب مستمرة ولن تتوقف إلا باتفاق روسي أمريكي ينهي الحرب التي بدأت تداعياتها تمتد إلى دول الجوار مع قابلية التمدد لتتخطى الحدود الإقليمية,مما سيشكل خطراً على العديد من الدول وستشعل ناراً من الصعب محاصرتها أو إطفائها,ويمكن تحاشي الخطر الذي يهدد مستقبل العالم,ويمكن أن يتم إنقاذ كل شيء,ونحن نزعم أن القوى الكبرى تمتلك المحرك الأول الذي يضمن الأمن والاستقرار ,وإنهاء هذه الحرب التي أسهمت في تدمير البنى التحتية والفوقية والاجتماعية,وأسهمت في تفكيك المجتمع لخلق حالة من التدهور لاستمرار الصراع بين أطياف المجتمع ومكوناته,ففي خراب المؤسسات والأخلاق يبقى شيء ما قوي وجديد لم يمس ,حب الوطن من معظم أبنائه وهذا لن ينجرف ضمن انهيار القيم الأخلاقية عند فئة من التكفيريين ,وهذا سيسهم في قطع الطريق أمام هؤلاء المفسدين.
يتبع في الجزء الثاني" سبر لأفكار المعارضة الخارجية والداخلية ضمن حقائق لم يفصح عنها"