دام برس:

فاجأ رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو العالم بعرض قسري لفيلم هوليوودي فاشل من إخراجه عنوانه "سفينة السلاح الإيرانية" !!

والهدف الرئيسي لهذا الفيلم علني ومفضوح وهو شيطنة "محور الشر الإقليمي" أي إيران وسورية والمقاومة الفلسطينية !

وهللت الإدارة الأمريكية لهذا الفيلم فأعلنت بفخر انها شاركت في أحداثه ووتصويره وتسويقه وإخراجه!

ولكي لايغيب حزب الله عن المشهدفي هذا الفيلم وهو "الشر الأعظم" سارعت إسرائيل لاتهامه بزرع عبوات ناسفة عند الحدود مع سورية في الجولان المحتل !

وبرزت براعة نتانياهو بتوقيت إعلان عرض الفيلم من واشنطن أثناء زيارته الرسمية لها ، ولعله استأذن الرئيس الأمريكي بمنحه شرف إطلاق العرض الأول بعد انتهاء اجتماعه به ، أو لعل الإثنان اتفقا على أسلوب الإخراج ، وهذا مابرز جليا من خلال التناغم الأمريكي الإسرائيلي !

لاشك أن المخرج الهوليوودي نتنياهو فشل تماما حتى الآن بتأليب الغرب على محور الشر الإقليمي من خلال فيلم حافل بالتشويق والإثارة المفبركة ، لأن هذا العالم مشغول بحدث حقيقي في أوكرانيا يهدد السلم العالمي فعلا لاقولا !!

صحيح أن فيلم نتانياهو"سفينة السلاح الإيرانية" .. لم يقتصر على خبر مكتوب تناقلته وسائل الأنباء العالمية يدعو فيه العالم لمشاهدته قريبا في صالات العرض ، بل كان فيلما كاملا ومجانيا ، تم تصويره بحرفية عالية وعرضه على الهواء!

لم يترك المخرج نتانياهو شيئا للصدفة فقد أمر بحضور كاميرات   "الأتش دي" لتصوير عملية "قرصنة" السفينة الإيرانية المزعومة ..بعيدا جدا عن  المياه الإقليمية لكيان العدو!

وطلب المخرج نتانياهو من طاقم التصوير والقراصنة عرض متقن للصواريخ المصادرة "السورية الصنع والمتوجة إلى الإرهابيين الفلسطينيين"!

وأذعنت فضائيات الغرب لطلب المخرج نتانياهو بعرض الفيلم مرارا وتكرارا على مدار الساعة لإجراء عملية غسيل دماغ للرأي العام العالمي الذي كاد أن يقتنع ـ حسب رأيه ـ أن إيران دولة مسالمة !!

ماالرسالة التي أراد المخرج نتانياهو أن يوصلها للغرب والرأي العام الأمريكي تحديدا ؟

انها رسالة بمنتهى الوضوح والمباشرة : إيران دولة مخادعة لاتزال مستمرة بالتنسيق والتحالف مع سورية

بتسليح الحركات الإرهابية في المنطقة لقتل الإسرائيليين المسالمين !

المذهل في فيلم نتانياهو .. هو الحبكة التي تضمنها الفيلم المفبرك ، فهو يسرد لنا "حدوتة " : مصدر الصواريخ سورية تم شحنها من مطار دمشق جوا إلى طهران ، ثم تم نقلها بالشاحنات إلى مرفأ بندر عباس على شاطىء الخليج ، وهناك تم تعبئتها وتمويهها داخل حاويات ونقلها إلى العراق فبورتسودان ، وكان من المقرر ان يقوم مهربون بنقلها من المرفأ إلى الحدود السودانية الأريتيرية فسيناء فرفح فغزة !!

وعلى طريقة الأفلام الهوليوودية .. تمكنت أجهزة المخابرات من كشف العملية منذ انطلاقها في مطار دمشق وتابعتها خطوة بخطوة وبدأ المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر المداولات بشأن عملية اعتراض السفينة وكانت الذروة اختيار ساعة الصفر أي الإستيلاء على السفينة ، وهنا اعطى نتانياهو امر المباشرة : اعتراض السفينة سيكون بعد اجتماعي بالرئيس أوباما !

وتوهم نتانياهو انه يقوم بـ "ضربة معلم" وهو يعلن من واشنطن :

"في الوقت الذي تتحدث فيه إيران مع الدول العظمى، وفي الوقت الذي تبتسم فيه وتتحدث بكلام ناعم، إيران هذه نفسها ترسل سلاحاً فتاكاً للمنظمات الإرهابية ..  هذه هي إيران الحقيقية، ومن غير المسموح أن تحصل هذه الدولة على سلاح نووي، وسنواصل العمل قدر المستطاع من أجل حماية مواطني إسرائيل" !

حتى الآن لاصوت يعلو على الصوت الإسرائيلي ..

لكن النتائج كانت مخيبة للآمال!

إيران نفت ووصفها فيلم نتانياهو حول نقل أسلحة إيرانية إلى غزة بأنه عبارة  أكاذيب لاأساس لها ..

والمقاومة الفلسطينية وصفته بـ "المزحة السخيفة" وبفبركة فاشلة قد تبرر العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين .. 

وربما كان المستفيد الوحيد من فيلم نتانياهو الفاشل هو الإدارة الأمريكية لنها ستثتسمره إلى أقصى درجة ممكنة لزيادة الضغط على إيران وابتزازها في المفاوضات القادمة حول ملفها النووي ..!
وضمن هذا السياق نفهم تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني : «سنظل على موقفنا المعارض للدعم الذي تقدمه إيران لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وذلك بالتنسيق مع شركائنا وحلفائنا أن هذه النشاطات تشكل انتهاكاً صارخاً لالتزامات إيران إزاء مجلس الأمن الدولي"!

نتانياهو أخرج فيلما هوليووديا فاشلا جدا مشوقا  .. وأوباما منحه جائزة أوسكار على هذا الفيلم لأنه سيزيد الضغط على إيران .. ولكن السؤال :هل سيتجاوب الغرب وعلى رأسه الإدارة الأمريكية مع فيلم نتانياهو ويقرر إعلان الحرب على  إيران .. أم سينتهي العرض قريبا جدا مع أول جولة جديدة من المفاوضات القادمة مع إيران ؟

الملفت أن الإعلام الصهيوني اكتشف الفيلم الفضيحة وأكد أن العالم لن تنطلي عليه ألاعيب نتانياهو الصبيانية وفيلمه الهوليوودي الفاشل .. لأنه مشغول بقضية أهم من إيران بكثير اسمها .. أوكرانيا!!