دام برس:

لم يتفاجأ الكثير من السوريين بوجود مسؤولين و"أبواق إعلامية" ونافذين سابقين في صفوف المعارضة الخارجية المصنعة في دوائر الإستخبارات الغربية والخليجية !

وقد راهن بعض هؤلاء "السابقين" على حدوث انهيار سريع "للنظام" كما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن فآثروا الإنضمام إلى معارضة الخارج علهم يفوزون بمنصب ما في تركيبة "النظام" الجديدة ، وقلة منهم لم تجد مكانا يقبلها في الخارج فالتحقت بمعارضة الداخل للهدف نفسه !

ولم يتفاجأ السوريون أيضا بوجود رموز سابقة للفساد خرجت من مواقع المسؤولية منذ زمن عادت إلى الواجهة في معارضة الخارج وسعت لتبوء مواقع متقدمة في هذه المعارضة تارة كرئيس للإتئلاف "رياض حجاب"  وأخرى كأعضاء في الحكومة الإنتقالية "أسعد مصطفى" أو كرؤساء "لتنسيقيات الثورة" مثل "بسام جعارة" او مسؤول عن فضائيات معارضة "سميرة المسالمة"!!

مهما يكن من أمر فإن ما من سوري  تفاجأ بهؤلاء فهو خبرهم من قبل واكتشف مبكرا انهم ليسوا سوى حفنة من الإنتهازيين المدعومين من أصحاب قرار سابقين !!

وهؤلاء يعملون بشعار :اما مسؤول أو معارض .. ولا ثالث بينهما !!

وإليكم نماذج من معتنقي هذا الشعار :

ـ رياض حجاب .. من رئيس فرع اتحاد الطلبة في دير الزور إلى أمين فرع حزب البعث في المحافظة بين عامي 1224 ـ 2008 فمحافظ للقنيطرة من 2008 إلى شباط 2011 فمحافظ للاذقية من 2008 إلى تاريخ تعيينه وزيرا للزراعة  في 14/4/2011 فرئيس للحكومة في 6/6/2012 .. وما أن شعر انه سيقال قريبا     قرر أن يعمل بطلا ويهرب بصورة دراماتيكية عن طريق رئيس شعبة المعلومات في لبنان اللواء الراحل وسام الحسن إلى صفوف معارضة استنبول .. 

ـ عبد الله الدردري : من باحث إقتصادي في جامعة الدول العربية في لندن (1986 ـ 1988) .. إلى محرر الشؤون الدولية في صحيفة الحياة السعودية في لندن (1988ـ 1989) .. فمدير لمكتبها في دمشق (1989 ـ 1993) .. فالمدير الوطني لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية (1993 ـ 1997) .. مستشار لدى مركز الأعمال السوري الأوروبي في دمشق (1996 ـ 1997)  ..   فرئيس هيئة تخطيط الدولة (2003 ـ 2006) .. فنائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الإقتصادية (2006 ـ 2011) .. وبعد إقالته من منصبه ظهر سريعا في منصب أممي في بيروت بصفة كبير إقتصاديي منظمة "الأسكوا"! 

ـ رياض نعسان أغا من مدرس في ثانويات إدلب إلى معد برامج ثقافية في التلفزيون السوري فإلى مدير للبرامج  والإنتاج الدرامي فإلى عضو في مجلس الشعب عام 1990 فمدير لمكتب الشؤون السياسية في رئاسة الجمهورية حتى عام 2000 ..فسفير لسورية في سلطنة عمان فسفير لها في الإمارات فوزير للثقافة في عام 2006 .. حتى انضمامه لمعارضي النظام بعد إقالته بأيام في 8/7/2012 .. وهو بانتظار منصب مهم في "السلطة" القادمة !! 

ـ أسعد مصطفى تسلل إلى صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي في ثمانينات القرن الماضي ومنه إلى مجلس الشعب فوزير زراعة في حكومة المهندس محمود الزعبي طيلة عقد التسعينات ثم خرج من مواقع المسؤولية ليبقى في الظل عدة سنوات ليظهر بعدها في استنبول كمعارض شرس للنظام ماأهله ليفوز بمنصب وزير الدفاع في حكومة الإئتلاف !

ـ نواف الشيخ فارس .. شغل منصب رئيس أحد قطاعات الأمن السياسي ، ثم عُيّن محافظا لدير الزور عام 1994 فمحافظا للاذقية عام1998 فمحافظا لإدلب عام 2000 فللقنيطرة عام 2002 ثم عين سفيرا في العراق عام 2008 .. ويبدو انه لم يكن راضيا في منصبه الجديد "حيث لامكاسب ولانفوذ ولافساد" فاستغل العرض الذي قدمته له قطر فأعلن انضمامه للمعارضة الخارجية في 12 تموز 2012 .. !

ـ بسام جعارة من صحفي في جريدة الثورة فمعد لأول برنامج إقتصادي إعلاني "مدفوع الأجر مسبقا" ، فإلى مدير المكتب الصحفي لرئيس الحكمة السابق المهندس محمود الزعبي ، تعرض خلالها إلى هجوم من عدد من أعضاء مجلس الشعب اتهموه بالفساد ووصفوه بـ "بوق السلطة" .. فإلى مدير مكتب سانا في المغرب .. وبعدها غاب عن الأضواء ليظهر فجأة كمعارض شرس "للنظام" في الخارج .. 

ـ سميرة المسالمة : من مصححة في جريدة الثورة فمندوبة إعلانات في جريدة الإقتصادية الخاصة قي عام 2002 فمديرة تحرير في هذه الجريدة عام 2004 ومنها رئيسة تحرير لجريدة تشرين في عام 2008 إلى تاريخ إقالتها عام 2011.. فإلى مديرة فضائية معارضة في الخارج !

وقد تكون الشخصية الشخصية الأكثر إشكالية التي مرت على سورية هي عبد الله الدردري نعتوه بصفات عديدة تراوحت مابين  حصان طروادة و"جاسوس أمريكي" لكن مهمته الفعلية كانت "قاتل إقتصادي " متنكرا كسائر "القتلة الإقتصاديين" في العالم باسم خبير أومستشار إقتصادي .. وهو لم يكن يهتم بالمنصب الحكومي في سورية بقدر اهتمامه بتنفيذ مهمته الرئيسية أي تخريب الإقتصاد السوريي وتهشيم بنيته الإجتماعية وإلحاقه بالغرب بشتى الأساليب المتاحة .. وقد نجح في مهمته إلى حد بعيد !

وكدليل على نجاحه .. ما أن خرج من سورية حتى وجدت له أمريكا منصبا مهما في الأسكوا وكلفته بإعداد "أجندة إقتصادية" لتنفيذها بعد سقوط "النظام" .. أجندة تُغرقه في الديون بما يضمن تبعيته الدائمة للمحور الأمريكي!

بالمختصر المفيد : اكتشف السوريون أن الإنتهازيين يعملون بشعار :اما مسؤول أو معارض !

البعض من هؤلاء استعجل والتحق بمعارضة الخارج المتحالفة مع أعداء سورية ، والبعض الآخر آثر الإنضمام لمعارضة الداخل مراهنا على إعادة تركيب "السلطة" بما يضمن له الفوز بمنصب جديد فيها !

ولكن الأخطر من الإثنين هم الإنتهازيون الذين لايزالون في مواقعهم ويراهنون على صمود "النظام" وانتصاره في الحرب التي يشنها الغرب على سورية .. مايعني استمرارهم في مواقعهم وتعاظم نفوذهم أوترقيهم إلى مناصب أعلى .. فأعلى!!