دام برس:

  بعد النهاية التعيسة لرياض الأسعد، هوذا انقلاب جديد ينفذ في ما يسمى "الجيش الحر"، فيتم إقصاء سليم إدريس ويعيَّن مكانه عبد الإله البشير رئيساً لأركان الجيش المذكور.
المعلومات الواردة من اسطنبول أشارت إلى أن الأسعد حاول أن ينتحر جراء نهايته البائسة لكنه أُنقذ في اللحظات الأخيرة.
إدريس الذي بدأ سيرته في وحول الخيانة الوطنية بعدما قبض الملايين الخضراء من الدوحة، استُبدل بمنشق عن جيشه ووطنه هو البشير، حيث تشير المعلومات إلى علاقات ينسجها الرجل مع المخابرات "الإسرائيلية" والسعودية، لكن السؤل هنا: هل سيستطيع العميل الجديد إنقاذ ما يمكن من فلول "الحر"؟ وهل سيتمكن من الصمود أمام الجماعات التكفيرية من "داعش" و"النصرة" وغيرها من التسميات التي تتوالد من بعضها البعض كالفطر، لتعيث خراباً وفساداً في بلاد الأمويين؟
لن نذهب هنا في سرد الوقائع أو التحليلات، لكن نطرح خلاصة واحدة، وهي أن كل المجموعات المسلحة في سورية وامتداداً إلى العراق ولبنان.. وحتى إلى بلاد النيل، من حيث لا تدري أو تدري، لكن مموليها ورعاتها بالتأكيد يدرون، كلها تنفّذ وصايا تاريخية للعقلية الصهيونية والتلمودية، فقبل نحو مئة عام يقول زئيف جابوتنسكي إن "اليهود سيكونون ملوك الشرق الأوسط"، وبنظرة بعيدة المدى يقول الكاتب "اليساري" إسحاق دويتشر: "عبقرية اليهودي تكمن في أن نصف عقله في الماضي، ونصفه الآخر في المستقبل".
هكذا إذن ينفذ أكثر من 120 ألف مسلح أجنبي وعربي كما يقدّر مصدر من هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، مهمة خراب سورية، بالإضافة طبعاً إلى المسلحين في الداخل السوري ممن ينتمون إلى "الإخوان" والجماعات التكفيرية.
هذه الجماعات المسلحة التكفيرية تأتي بكل بدعها التي لا تمتّ إلى الاسلام بصلة من قريب أو بعيد، وبالعودة إلى التلمود البابلي، تجد أنهم فعلاً ينفذون توصيات "أنبياء" الصهيونية، ففي سفر اشعيا في الإصحاح الثالث - البند الرابع، جاء: "واجعل صبياناً رؤساء لهم وأطفالاً تتسلط عليهم".. فهل لاحظتم كيف يوجهون الورود والبراعم على القتل والذبح؟
كما: "يتمرد الصبي على الشيخ والدنئ على الشريف".. فهل أقذر من أن يصبح تاجر مخدرات زعيماً في ائتلاف المعارضات؟
وفي سفر أشعيا ثمة اعتقاد بخراب دمشق، حيث جاء في الإصحاح السابع البند الثامن: "الآن رأس ارام دمشق، ورأس دمشق رصين، وفي مدة ينكسر رأس افرايم حتى لا يكون شعباً".
ورأس افرايم هو السامرة، ليوضح في السفر العاشر بالقول: "أليست السامرة مثل دمشق"؟
وفي الإصحاح السابع عشر يقول في السفر الأول: "وهي من جهة دمشق، هوذا دمشق تزال من بين المدن وتكون رجمة ردم".
وليأتي في السفر الثاني: "مدن عراعير متروكة تكون للقطعان فتريض وليس من يخاف"..
إلى أن يقول في السفر السابع: "في ذلك اليوم يلتفت الإنسان إلى صانعه وتنظر عيناه إلى قدوس إسرائيل".
بعد هذا هل لنا أن نسأل: لماذا هؤلاء الأعراب، وخصوصاً العائلة المالكة على نجد والحجاز التي يقال الكثير عن أصولها وفصولها، لماذا هذا الانشراح والبسط في تخريب العالم العربي؟ وماذا بعد العالم العربي؟ ولماذا هذه العدوانية المتوحشة ضد سورية؟
الملك الأردني ابن البريطانية انطوانيت التي سمّاها أبوه الراحل منى، كيف كان يغمض عينيه وهو الذي يقود مملكة ذات دور وظيفي وليس دولة، عن إخوانه المسلمين في إربد وهم ينسقون لوجتسياً وميدايناً مع إخوانه في درعا وما بعد درعا منذ نحو سنتين.. ولماذا؟
حبذا لو أن الأعراب وقد قال عنهم القرآن المبارك ما قال، يتمعنون في عمق ما قاله التلمود والتوراة، لعلهم كانوا يشعرون ببعض الخجل، لكن "من يهن يسهل الهوان عليه، ما لجرح بميت إيلام".
حبذا لو أن المسلحين الذين اقتحموا مخيم اليرموك نفذوا عملية واحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن ما همّهم وقد أكد التلمود "أنه سيجعل كل الشعوب مطية لشهوات بني إسرائيل".
ربما كان جيداً في هذا المجال أن نتذكر قولاً لخالد مشعل ذات يوم من حكم الأيام الأولى لمحمد مرسي أنه سيحكم غزة من مصر.. وهنا ضروري لفت نظره إلى الإصحاح التاسع عشر في سفر أشعيا، وما إذا كان من حمدي قطر المنبوذيْن ومن جاء بعدهما ينفذون "واهيج مصريين على مصريين فيحارب كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه مدينة مدينة ومملكة مملكة"، إلى أن يقول "وتكون أرض يهوذا رعباً لمصر.. في ذلك اليوم يكون لإسرائيل ثلثا مصر..".
هؤلاء الأعراب لن يكون لهم يوماً ما يريدون، كما فعلوا في "فاس1" و"فاس2"، ولن تتكرر تجربة اجتياح لبنان عام 1982، حيث رأينا دبابات تحمل نجمة داود تختال في شوارع بيروت، وهي بالتأكيد لن تختال في شوارع دمشق ولا بغداد ولا القاهرة، فقد سبق لفتية آمنوا بربهم وبعروبتهم أن هزموا هذا العدو في بيروت، وظلوا يلاحقونهم حتى "الخط الأزرق" الآن، وقد كان ذلك بفضل الدعم القوي المباشر من دمشق الفيحاء والعروبة.. دمشق حافظ وبشار الأسد..