دام برس:
كفاكي غربة يا شام ...في جوف قلب جبل قاسيون هناك أريد أن أكون … فلا تلوموا قلب عاشقة يهوى الهروب من حمى حنين تنتابه و تعصف بضلوعه رياح شوق تكسر صمت الدموع بضجيج صخب روح تنازع
دمعك يا شام أشعل جمر راقد في حضن عيوني حرقني بلهيبه و ذوب قلبي الحزين على فراقك من سنين و شمعات عمري في الغربة تطفئها رياح ربيع عبري صحراوي عصفت بأهلوكي فأعمت بصيرة الكثيرين منهم و طار الطيبون بحرية على جناح الموت آمنين و سكنت الأشباح شوارع الياسمين .
بحق الله يا شام قولي لي من أنت و من اغتصب فرحك و اغتال ياسمينك و لونه بلون الخمر ليسكر منه حتى الثمالة من غطى وجهك بخمار الحزن من غربكي عني يا شام حتى ما عدت أعرف من أنت … كنت كلما أشتاقك أفتح أزرار قميص ذكرياتي لتتراقص صورك الدافئة الغافية على صدر قلبي أضمها برفق و خوف من أن تتوه مني فهي زوادتي في غربتي
و تغفو أحلامي في حضن الأمل بلقياكي على ضوء قنديل صلاتي …
حبل مشيمتي ما زال مربوط بجذور رحم تربك يا شام بالله عليكي أسألك أن لا تقطعيه و لا تغتربي عني فجسدي متعب من غربتك و روحي تاهت مني في غربتي عودي إلي يا شام كما كنتي فوشاح الحزن لا يليق بك يا ملكة الياسمين عاهديني أن تعودي لأهاجر مع طيور النورس و أنتظرك هناك في حضن قلب جبل قاسيون لتغرف عيني من بهجة أنوارك زوادة تكفيني ما بقي من عمري … كفاك غربة يا شام عودي لنلتقي من جديد فأوتار قلبي ما زالت تعزف لحن الرجوع سأنتظرك لنلتقي يا شام بلهفة العاشق و دمعة اليتيم … فغربتي عنك طالت حتى غربتني عن نفسي و اغتربتي أنتي عني بالله عليكي كفاكي غربة يا شام .