دام برس - عاطف عفيف :

رسم افتتاح معرض " ارسم فرحة " في غاليري عامر علي في جبلة ابتسامة وفرحة خاصة على وجوه الأطفال وأهاليهم والحضور،حيث قام الأطفال - الفنانون الصغار بافتتاح معرضهم بأنفسهم  على خلاف العادة دون انتظار مسؤول ما للتكرم بقص الشريط الحريري .

شارك في المعرض 175 طفلاً من أعمار مختلفة من سن الرابعة وحتى الثالثة عشر، وتناولت  اللوحات مواضيع  تحض على المحبة والإبداع والعيش بأمان وبفرح وبمحبة وقبول الآخر ومساعدة الناس.

 ”جاء بريشته الحسناء ليغير شكل الأشياء .. بعد قليل يبدع لوحة تدفع فيها الفرحة فرحة"

هكذا بدأ الفنان عامر علي مدير المعرض حديثة في لقاءنا معه ، متابعاً : لا يمكن أن نشاهد رسوم الأطفال إلا ونشعر بالفرح وأن نبتسم بشكل تلقائي ، فمشاركة الأطفال بهذا المعرض هي محاولة لرسم بسمة على وجوه الأطفال بهذه الظروف الصعبة التي غابت فيها البسمة بسبب ظروف كثيرة تأتي في مقدمتها أزمة الحرب التي نعيشها في سورية  ، نحن جميعاً محتاجون للفرح، الفرح بهؤلاء الأطفال الذين هم المستقبل ، ونأمل أن يعيشوا طفولة سعيدة ملؤها المحبة والآمان.

ودعا الفنان علي جميع الأهل إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه أن يشوش ذهن الطفل خاصة ما يعرض في القنوات الفضائية ، ويجعله خاضع لتجاذبات لا علاقة له فيها ، الطفل يجب أن لا يخضع لا لتجاذبات سياسية أو طائفية أو اجتماعية ، الطفل يجب أن يعيش طفولته، واصفاً الطفولة كما قال عنها الشاعر الكبير أدونيس :

"بالطفولة تشرق الشمس خجولة  .. هي ينبوع عطاء يتفجر ... هي دنيا وهي أكثر"

وأضاف الفنان علي : بأن الفن هو طريق واسع لنشر القيم الأخلاقية والجمالية سواء بالمجتمع أو بنفوس الأطفال ، فالأطفال هم  فنانون بالضرورة ،الطفل من خلال الفن قادر على اكتساب قيم جمالية وسلوكية واجتماعية أكثر بكثير من الحالة الاعتيادية.

كان دورنا في عملية رسم الأطفال مجرد محرض فقط  ليس أكثر، نحرض مخيلة و نساعده ليعبر بحرية تامة، وإخراج المكنونات بداخله ، نساعده  ليستخدم أدوات الرسم وكيف يمكن أن يسيطر على مساحات اللوحة، فاللوحات بالمعرض جميعها مكتملة بصريا ومخرجة بشكل أنيق ، وكلها لها إطار وقياس موحد ، لكي يفهم الطفل بأننا نشترك بأشياء ونختلف بأشياء أخرى ، اللوحات تشترك بإطارها وإخراجها لكنها تختلف بمضامينها فمشاركة الأطفال بهذا المعرض هي تكريس لحالة الاختلاف وقبول الآخر.

إن اللوحات المعروضة هي نتاج عمل الأطفال خلال فترة زمنية قبل المعرض ، الفنانة رؤى أحمد حسن المشرفة على عمل الأطفال قالت: تركنا الأطفال يعملون بحرية تامة حتى يتأقلموا مع الجو والمكان حتى يتولد لديهم الحب للانطلاق نحو أمور أخرى كحب الفن واللوحة ، حاولنا تهيئة الجو لتشغيل خيال الأطفال، فقط أعطينا الأطفال عناوين " كالعائلة أو الشجرة أو الإختراع ...وغيرها، وتركنا لهم الحرية بالرسم كما يشاؤون ، هدفنا من ذلك تشغيل الخيال والفكر لدى الطفل والتعبير عن ما يجول بخاطرهم وعوالمهم  الداخلية ، وليس هدفنا تعليم الأطفال الرسم أكاديمياً .

وتتابع نحاول تعليم الطفل الرسم باللون مباشرة دون استخدام قلم الرصاص والممحاة مع يعني ذلك المزيد من الثقة بالنفس ، نتركه يبدع ويعبر عن حلمه بالألوان .

وتضيف بأن كل طفل هو فنان بالفطرة وليس هناك قيود أو شروط لإبداعاته، فالطفل من خلال إبداعاته وخياله يكتشف ألوان أو تشكيلات لم نكتشفها نحن ،إننا نتعلم الكثير منهم.       

 ليلييت مصعب أسعد عمرها ثلاث سنوات و هي أصغر طفلة فنانة مشاركة ، عبرت بلوحتها عن العيد وفرحة الأطفال بقدومه، رسمت مجموعة من الأطفال يرقصون ويحملون الهدايا الجميلة .

الفنان الصغير حسن علي ضاهر عمره خمس سنوات رسم عائلته ووضع والده الشهيد ضمن إطار خاص بعيداً عن بقية أفراد عائلته، وقال بأنه يحاول بذلك حماية والده الشهيد من أي مكروه وكي لا يمسه أحد.

جاد أسعد رسم فرحته بالعيد وحلمه بأن يذهب إلى السوق ويشتري ثياب العيد لوحده فرسم صبياً يدخل متجراً للألبسة

الفنان الصغير حسين علي فاضل عمره خمس سنوات نتيجة حبه للقراءة والكتابة رسم مكتبة فيها دفاتر وأقلام وغيره ..

أما الفنانة الصغيرة ديانا الخير عمرها 8 سنوات رسمت لوحة تحت عنوان الاختراع استخدمت فيها القلم الأزرق ، واستخدام القلم الأزرق بشكل مباشر يعكس ثقة بالنفس وبأنها ليس بحاجة لمحي ما ترسم ، واللوحة تعبر عن أثنين  يحاولان إختراع رجل آلي.