دام برس – لجين اسماعيل :

لأنه من رحم الألم يولد الأمل .. و لأن للوطن حق علينا ... من هنا كانت نشأة فريق " سورية بتجمعنا " الذي كرم  أسرة عمل فيلم  " توتر عالي " بحضور عدد من الفنيين و الإعلاميين ة عشاق السينما السورية للنخرج المهند كلثوم و إنتاج المؤسسة العامة للسينما في القاعة متعددة الاستعمالات في دار الأوبرا .
و في تصريح لدام برس يوضح مدير فريق سورية بتجمعنا منهل حجيرة إلى أن الجمعية انطلقت مغ بداية الأزمة  كعمل  إغاثي و تطوعي ، لكن  ومع تطور الأزمة و الأحداث  واتخاذها الأبعاد و امتلاكها مفردات كبيرة يؤكد هنا أن الجمعية كان لابدّ لها أن تتجه باتجاه الفكر الثقافي  .
فقد بيّن أنه من خلال العمل على مدى أربع سنوات لاحظ شرخاً كبيراً بين طبقات المجتمع السوري بالمستوى الفكري ، و من هنا كانت محاولة العمل مع وزارة وزارة التربية و الهيئات الثقافية للقيام بمبادرات شأنها الرفع من سوية الوطن ... كما أعلن عن طموحه لتجارب و مبادرات أخرى في أعمال قادمة .
و يحدّثنا المخرج  المهند كلثوم أن الفيلم محاولة سينمائية من إنتاج المؤسسة العامة للسينما ، للدفاع عن مناطق العشوائيات  خاصة و أن معظم المسلسلات الدرامية حاولت تشويه الهامش السوري بأنه منطقة للرذيلة .
ويشير إلى أن فيلم توتر عالي جمع بين المثقف و المتعلم و الطبقات الوسطى  من خلال قصة حب تجمع بين فتاة قدمت من الريف السوري لتدرس فن التمثيل ، طامحة بالشهرة ، و شاب يعمل في مجال الإضاءة التلفزيونية  لتتحول لعبة بريئة بين عاشقين إلى تراجيديا يكون فيها الختام عبارة عن وداعات متتالية  .
وفي هذا يقول كاتب الفليم سامر اسماعيل أنه حاول من خلال الفيلم تكوين موقف سينمائي بأوات تلفزيونية  ليصوّر المجتمعات الهامشية و سكانها و التي صورتها " الدراما السورية " على أنها مكانا للانحلال الأخلاقي و الجريمة .
ويؤكد على أن الفيلم يأتي في إطار الدفاع عن أماكن الفقر  لافتا إلى وجود أناس هم أهلنا الذين يجب أن نتطلع لهم بعين الحلم الذي طالما أحبوا أن يكونوا موضوعه بعيدا  عن التصنيفات التلفزيونية ، و الرعاية  التلفزيونية الخاطئة  لهذه البيئات الهامشية التي  تشوه  المجتمعات بأكملها على حساب السوق التلفزيونية  .
كما بين أهمية السينما اليوم للدفاع عن هؤلاء الذين يعرفون الحياة و الجمال ، على الرغم أنهم يمثلون حطام الطبقة الوسطى و يحب ألا ننمذجهم بهذه الصيغة التلفزيونية  .
وبدوره المشارك في إنجاح العمل الممثل علي الصطوف يؤكد على أن الفيلم روائي قصير يتناول منطقة العشوائيات ، في علاقة حب فيها من الجمال و الهشاشة  ، مشيراً إلى أنها  علاقة حب ربما لا ترتقي إلى أن تحمل مشاكل كبيرة بسيطة ناعمة .
كما بيّن أن الفيلم لا يرتبط بالحالة التي تعيشها سورية وإنما مرتبط بحالة إنسانية بحتة ، وفيما يتعلق بتأخير العرض يوضح أن المسألة مرتبطة  بتحضير الفيلم و زمن تقديمه على الشاشة السينمائية  لافتا  هنا إلى أن الفيلم حصل على جائزة تهارقا الذهبية السينمائية الدولية في السودان بمرتبة الشرف إضافة إلى أنه شارك في العديد من المهرجانات العربية .
وفي لقاء مع الإعلامية هيام الحموي التي اشارت إلى أن الفن مهمته تسليط الضوء على المبادرات الإنسانية و الاجتماعية  ، كما ترى أنه من الجميل أنهم اختاروا فيلما راقياً أدى أدوراه شباب قادر على تحقيق إنجاز بتقنية عالية خاصة في الظروف الصعبة التي تعيشها سورية  ، معربة عن فخرها بهذا التكريم فتقول : " لي الشرف في هذا التكريم ... على الرغم من أنها أحبت لو كانت مقدمة هذا التكريم " فهي ترى أن الإنسان يقوم بواجبه الملقى على عاتقه من مكان عمله .
و من جانبها الفنانة المتألقة سلاف فواخرجي تعرب عن مدى إعجابها بكاتب الفيلم الأستاذ سامر اسماعيل كما تحب  تحب مساندته في أفكاره و حالاته ، كما تؤكد على أن المقاومة و الثقافة هما الشيئان الوحيدان لحماية البلد و النهوض به ، فالدعم لسينما الشباب يشجع على السينما  .
ولفتت بمقارنة سريعة إلى الدراما و تناولها لقصص الحب ، التي بات الوطن اليوم من أولوياتها ، يشاركه في كل حالة و لحظة .... فلا قيمة لشيء من دون وجود الوطن .
وعلى هامش الفعالية كرم فريق “سورية بتجمعنا” أسرة الفيلم وهم مخرج وكاتب العمل والفنان القدير أديب قدورة إضافة إلى عدد من الشخصيات الفنية والدينية والإعلامية وهم نيافة المطران لوقا الخوري والفنانة سلاف فواخرجي والإعلامية القديرة هيام الحموي.