دام برس - خاص :

أقامت اليوم وزارة الثقافة و المديرية العامة للآثار و المتاحف تظاهرة ثقافية بعنوان " خمسون عاما على اكتشاف ابلا – تل مرديخ و ذلك في القاعة الشامية في المتحف الوطني .

ابتدأت الجلسة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء الأبطال ، ثم افتتح الجلسة السيد معاون وزير الثقافة المهندس ماهر عازر   والسيد مأمون عبد الكريم مدير المديرية العامة للآثار و المتاحف و قد تضمنت التظاهرة مجموعة من المحاضرات العلمية حول ابلا تاريخا و آثارا تحت إشراف عدد من المحاضرين و الباحثين السوريين بمشاركة باحثين إيطاليين برئاسة البروفسور باولو ماتييه عبر السكايب  .

و عن  مشاركات الزملاء الطليان تحدثوا عن الخمسين عاما على اكتشاف ابلا ماضٍ و حاضر و مستقبل  ، كما تناولوا الخصوصية السورية و المرأة في محكمة ابلا ، ثم استعرضوا العلاقات الدولية لمملكة ابلا و فقا لأرشيف الملكي .

أما عن المحاضرين السوريين فنلفت إلى تواجد عدد من الأساتذة المحاضرين  الأستاذ أحمد فرزت طرقجي الذي تناول بعثة تنقيب تل مرديخ خلال خمسون عاما ، كما تحدث الأستاذ محمد محفل عن أهمية اكتشاف ابلا في تاريخ العمارة ، إضافة إلى مواضيع أخرى تتعلق بطقوس الدفن بمحاضرة للدكتور أحمد ديب ، أما عن التوثيق للمواقع باستخدام نظم المعلومات الجغرافية  فقد تناولها الأستاذ عبد السلام الميداني .

و بدوره معاون وزير الثقافة ماهر عازر يؤكد على تعرض بلدنا الحبيب سورية إلى هجمة تكفيرية تستهدف الحجر و البشر حتى أنها لم تستثني الآثار و الحضارات حتى حضارات الشعوب أجمع ، و هذه التظاهرة اليوم عبر مضي خمسين عاما على اكتشاف ابلا تأتي في إطار تسليط الضوء على أهمية هذا الموقع و دوره التاريخي في الحوار بين الشعوب و بين الحاضرات القائمة في ذلك الوقت ، و التأثر بتلك الحضارات من النواحي الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية

كما أشار إلى الدور الكبير الذي يقوم به أشقاؤنا و إخوتنا في حماية هذا الموقع ، و الين بدورهم ساهموا في تقليل الأضرار على هذه المواقع على حدودها الدنيا ، آملاً من خلال اللقاء نداء إلى محبي الحضارة السورية و الشعب السوري  إلى كل المجتمعات  و الدول للمساهمة في حماية هذه الآثار كونها آثار بشرية .

و في تصريح لمدير المديرية العامة للآثار و المتاحف يقول بأن   هذه أول تظاهرة عالمية في سورية خلال الأزمة مشيرا إلى مشاركة عدد كبير من علماء الآثار و في هذا  نوع من احترام لتقاليد العمل الأثري الإيطالي السوري بعيداً عن التجاذبات السياسية والإشكاليات التي طرحت على سوريا خلال ثلاث سنوات ونصف في دعوى لكل السوريين للوقف مع التراث الثقافي السوري بموجب هذه التظاهرة  .

مؤكدا على اهمية موقع ابلا  الاثري في تاريخ سورية و الذي أعطى  مكانة خاصة للحضارة السورية كما منحها  تميزاً وأصالةً فهذا الاكتشاف لا يقل أهمية عن الاكتشافات العالمية في وادي النيل أو بلاد الرافدين وغيرها من المواقع  .

 فالموقف النبيل من الفريق الايطالي بمجموعة ضخمة من العلماء بمشاركتهم معنا عبر السكايب بحد ذاته نوع من الاختراق لكل العقوبات المفروضة على سورية ودعوى للجميع للتكاتف مع سورية أرضا وشعبا ومؤسسات وخاصة المديرية العامة للآثار والمتاحف للدفاع عن تراث الثقافة السورية المهدد حاليا بسبب الأعمال الإجرامية التي تحدث في عدد من المواقع الأثرية إن كان بفعل التخريب الإرهابي  أو كان بسبب الترتيب السري من قبل عصابات الآثار التي دخلت على سوريا خلال هذه السنوات        

و قال في كلمة له أن المعلومات و الوثائق في ابلا قدمت للعالم الوجه الحضاري لسورية خلال الألف الثالث قبل الميلاد و هذا برهان على النزاهة و الموضوعية  ، كما أشار إلى أن مارتين " بقي ملتزما بمواقفه المعهودة رافضا التسييس لاعتبارات خاطئة  .