دام برس :
منذ بدء العدوان على سورية كان استهداف قنوات الفتنة والتضليل للأسرة السورية من أجل تفكيكها وضرب مكوناتها ومازلنا نذكر كيف انطلقت أول تمثيلية مصورة من بطولة فتاة ادعت انها تطالب بالحريات بينما كان الهدف الحقيقي هو إثارة المشاعر واللعب على وتر الحمية.
يعرف المواطن السوري بأنه صاحب مروءة وشهامة وبالتالي كان لابد لهم من إظهار امرأة على شاشات التلفزة وهي تتعرض للاضطهاد لتحريك مشاعر المواطنين والانسياق خلف الفتنة.
ومع ظهور الوعي لدى المواطنين وعدم انسياقهم خلف قنوات الإعلام المضلل كان الانتقال إلى مرحلة جديدة من استهداف الأسرة السورية حيث تم تسمية إحدى الجمع بجمعة الحرائر وكذلك الأمر لم تترك تلك التسمية أي أثر في نفوس المواطنين السوريين.
وليس بعيدا عن أراضي الجمهورية العربية السورية تقبع مخيمات الذل حيث يتم المتاجرة بالرقيق الأبيض وتحت عناوين مختلفة فمن زواج السترة إلى جهاد النكاح تتعدد الأسماء والهدف واحد.
لقد عرف المجتمع السوري بقيمه السامية بينما امتاز من يفتون اليوم في دويلات الخليج بأنهم منحلون أخلاقيا وتاريخهم حافل بانتهاك المحرمات إن ما يجري اليوم على الساحة السورية هو حرب متعددة الأشكال والأهداف وتحمل مضمون واحد ألا وهو القضاء على الإرث الحضاري السوري ولكن السوريون الشرفاء أثبتوا بأنهم صامدون في وجه كل المؤامرات متمسكون بثوابتهم الأخلاقية لا يرضون المهانة والمذلة يؤمنون بأن حماة الديار هم حماة الأرض والعرض وبأن من جاؤوا من بلاد التطرف والانحلال سيعودون جثث هامدة هم وفكرهم الظلامي وبأن النصر قريب.
لقد تركت الأزمة السورية المفتعلة آثارها على كافة جوانب الحياة وبخاصة الجانب الاجتماعي، فمن يتصفح كتب التاريخ يجد بأن المرأة في سورية قد سطرت نفحات يشهد لها الزمن على مر العقود ,فاستحقت أن تكون حجر الزاوية في بناء مجتمع قد اعترف بأحقية دور المرأة في مشاركة الرجل فالبيئة الاجتماعية في سورية مدن وأرياف قد تطورت , حيث عرف المجتمع السوري المرأة العاملة في الحقل وفي المنشأة الانتاجية كما عرفها طبيبة وقاضية ومهندسة وسيدة أعمال أيضا، وشاركت في الحياة السياسية واندمجت مع بيئتها جنب إلى جنب مع الرجل، وعرفت المرأة السورية بالمرأة المقاومة , فكانت إبان الاحتلال العثماني والفرنسي داعمة للثوار وفي بعض المواقف حملت السلاح وكثيرات هن من استشهدن وبقيت المرأة السورية محور الأحداث.
فأي حرية تلك التي تبيح المحرمات وأي ثورة تلك التي تحلل الحرام وتحرم الحلال وعن أي شرف يتحدث أولئك المسلحون الذي ارتضوا أن يتبعوا فتاوى تنتهك الأعراض قد يدعي هؤلاء المسلحين بأنهم يقاتلون من اجل هدف أو أنهم يمتلكون مشروع ثوري ولكن ما يجري على أرض الواقع يثبت بأن من قدم إلى سورية من أجل الجهاد جاء من أجل ممارسة الفجور والفسوق وهناك الكثير من الحالات التي توثق اعتداء من يسمون مجاهدين على نساء من يسمون ثوار.