دام برس :

تشير معطيات جنوب العاصمة دمشق إلى عاصفة أحداث جديدة تجتاح فصائل إرهابية متشددة، بعضها يقتل الآخر ريثما يتم التوصل إلى اتفاق بين من بقي على قيد الحياة، بشروط الهزيل الباحث عن مخرج وهمي من مأزقه.

عدة أسئلة تطرح على واقع الحجر الأسود ذو الغالبية الداعشية، خاصة وأن جبهة النصرة باتت تقاسمهم تلك المناطق ويضاف إليها مخيم اليرموك، وأهم الأسئلة تكون بأن اتفاق تقسيم قادم بين داعش والنصرة، أم هناك اقتتال لن يسلم منه أحد؟.

 واقع الحجر الأسود ومخيم اليرموك يشير إلى ضرورة إحداث اتفاق مبدئي لإنشاء تحالف قد يستفيدو منه، إلا أن تاريخ المنظمات الإرهابية حافل بذكريات حمراء ترجح الاقتتال العنيف،الأمر الذي رجحته أيضا مصادر خاصة لـ "عربي برس" والتي أضافت بأن وضع المنطقة الجنوبية سيكون صعب جدا على المجموعات المسلحة فقط.

المصادر الميدانية قالت بأن داعش حاولت مرارا احتلال المخيم ولكنها فشلت، فرضيت ببعض الحارات الضيقة وعدد من المسلحين يضوون تحت لواءها، إلا أن النصرة واتبعها رفضوا إعطائها أدنى قيمة داخل المخيم، خاصة بعد إثبات أن للنصرة الكلمة الفصل وليس لما يسمى بالجيش الحر الذي قتل أغلبه وفر باقون إلى مناطق متاخمة.

والآن وبحسب المصادر فإن مصالحة بيت "سحم – يلدا –ببيلا" وخروج مسلحي النصرة منها ولجوءهم إلى الحجر الأسود فإن المكان ضاق بتسميات المسلحين وشرائعهم المختلفة، لذلك فإن القنبلة الموقوتة التي يحملها من خرج من ثلاثية جنوب دمشق لن تلبث أن تنفجر مع أي مشادة كلامية.

وتتوقع المصادر أن يكون هناك أحداث جديدة في الأيام أو الأسابيع القادمة بين مسلحي النصرة الباحثين عن موطئ قدم جديد وبين داعش الباحث عن الاحتفاظ بمنطقة واحدة في ريف دمشق، وهو الخاسر في تخوم الغوطة والمهزوم بالقرب من وادي بردى، لذلك فإن المصادر تعزز كلامها بأن داعش أقسى دينيا من النصرة ولكلاهما هيئته الدينية وعداوته الجغرافية، ومنه يأتي هدوء ما قبل العاصفة الأخيرة التي سيكون لها الفضل بإعادة جنوب العاصمة كاملا إلى عهده السابق الخالي من أي تواجد مسلح.

عربي برس - حيدر مخلوف