دام برس:
لاحظ متابعون للملف السوري خلال فترة انعقاد مؤتمر «جنيف2» بأن المسؤولين الاسرائيليون زادوا من تحذيراتهم من قدرات سوريا الصاروخية والعسكرية .
حيث أعلن رئيس المخابرات العسكرية الاسرائيلية (آفي كوخافي) في 31/12/2013 في ندوة مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) أن سوريا وإيران لديهما لوحدهما أكثر من (170) ألفاً من الصواريخ التي يمكن إطلاقها ضد إسرائيل، وأضاف أن هاتين الدولتين ومعهما حزب اللـه تعدان من الدول التي لن تستسلم لإسرائيل وسيظل عداؤهما جدياً على إسرائيل.
وكان قائد سلاح الجو الإسرائيلي (أمير إيشيل) هو الآخر قد أعلن في الندوة نفسها أن حزب اللـه لديه في لبنان آلاف القواعد الصاروخية التي يمكن إطلاقها ضد إسرائيل.
وفي نفس الندوة أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أن إسرائيل ستتجنب التوقيع على أي اتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية في هذه الظروف ولن تتوجه نحو الاتفاق مع الفلسطينيين «إلا بعد التخلص من قوة إيران وسوريا لأن وجود أي كيان فلسطيني في الضفة الغربية مع وجود القدرات الإيرانية والسورية سيعرض إسرائيل للخطر».
وفي تحليل نشره (آفي يسيخاروف) في مجلة «تايمز أوف إسرائيل» جاء أن «سوريا بدأت تزيد من سرعة إنتاجها للصواريخ من أنواع مختلفة متجاوزة كافة العقوبات المفروضة عليها من الغرب».
وكانت صحيفة (جينز) المتخصصة بالشؤون العسكرية والإنتاج الحربي قد نشرت نفس هذا الخبر في آخر أعدادها وأضافت أن كوريا الشمالية وجمهورية وروسيا البيضاء تقدمان المساعدة والدعم التكنولوجي لسوريا في هذه الصناعات الحربية.
ورغم مرور ثلاث سنوات على تكثيف عدد من الدول الغربية لعدوانها على سوريا ودعم المجموعات المسلحة في شن حرب داخلية عليها بمشاركة بعض دول المنطقة يعترف (يعالون) وزير الدفاع الإسرائيلي بأن سوريا لا تزال قادرة على إطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ على مدن وقرى شمال «إسرائيل»، وبالمقابل لا يقيم يعالون وزناً لأهمية التغيير الذي طرأ على سياسة بعض الدول العربية التي وصفها في (ندوته) بالدول غير المعادية لإسرائيل. فهو يرى أن القدرات الموجودة عند الدول المعادية لإسرائيل مثل سوريا وإيران وجبهة جنوب لبنان بقيادة حزب اللـه ستشكل أفدح الأخطار على إسرائيل.
إن صمود سوريا وإيران وحزب اللـه يفرض مزيداً من الصعوبات على واشنطن وتل أبيب في المنطقة ومزيداً من التراجع في اللجوء للخيار العسكري ضد هذه الأطراف الثلاثة.
وعلى المستوى الدولي يعترف المحلل الإسرائيلي (ايلي بيردينشتاين) أن نتنياهو وجد أن موسكو بدأت تزيد من تعزيز دعمها لكل من إيران وسوريا بسبب التحديات التي يفرضها عليها التدخل الأميركي والغربي في أكثر من منطقة وخصوصاً في منطقة البحر الأسود (أوكرانيا).. وبدأ نتنياهو يسلم بأن بوتين تمكن من تقييد أيدي أوباما في منطقة الشرق الأوسط وفي إحباط عدد من أهدافه بعد فشله في سوريا وإيران ولبنان.