دام برس - ناصر الأحمد :
الفشل هو الخطوة نحو النجاح وليس نهاية الطريق بل هو نعمة اذا لم تمر به لا يمكن ان تنجح وتكتشف نفسك الحقيقة ..لا انكر أنني مررت به مرات ومرات ولكن كان لابد من الاستمرار ، و أن أصعد فوق فشلي وأمشي فوق حزني وأنبذ الخوف الذي بداخلي وأنا أعلم أنه مكلف جداً وصعب ، وأنا الامرأة الريفية البسيطة ولديها 4 أولاد ومن بينهم طفل من ذو الإعاقة لديه الكثير من الالتزامات والمطالب والرعاية الخاصة ، والمورد البسيط الذي لا يكفي لزيارة طبيب وتكلفته العالية  بهذه الكلمات المشحونة بالإرادة والعزيمة والإصرار بالوقوف إلى جانب زوجها  على اعباء الحياة  ودعم اسرتها في ظل الظروف المعيشية الصعبة بدأت تروي فاطمة سعدالدين لدام برس عن تجربتها نحو تحقيق النجاح .

واضافت : من هنا بدأت مسيرتي بتعلم أسس التمريض والطبابة والاسعافات الأولية بشهادة معتمدة من معهد وكان لابد من تعزيزها وتقويتها بتجربة عملية فأصبحت أقوم بمساعدة الأطباء والمختصين لتحل الأزمة على بلدي الحبيب ، وكان لابد من تقديم المساعدة بما أمكن لي ، وتطوعت في المشفى الوطني في بلدتي القطيفة طيلة فترة الأزمة بتقديم الرعاية والطبابة لجرحى الجيش والمرضى ، مشيرة انها كانت فترة عصية جداً لكني كنت سعيدة  وأنا أقدم المساعدة  ، فمع كل تجربة جديدة كانت تفتح لي آفق جديدة على الرغم من حركات التنمر التي كانت تصاحبني لماذا تعملين متطوعة وليس لديك راتب ما يجبرك على هذا العمل دون نقود وعملك مجهد ؟  لا أنكر انها كانت تؤثر بي إلا ان هناك شيئ خفي أبحث عنه ولابد من الوصول له وكنت واثقة بالله أنه لن يضيع لي تعبي ولم يغيب أبني  عن مخيلتي لحظة واحدة ، وكانت نصيحة رجل مسن قدمت له الرعاية (داوو مرضاكم بالصدقة) فاتبسمت له ، وقلت بنفسي أن أضعف الإيمان صدقة بما أستطيع لأدخل بعدها المجال الخيري في بلدتي القطيفة وتقديم المساعدة لهم دون مقابل ، وتطوعت لجمعية خيرية تعني بالأمور الصحية وكنت أول من يعرض نفسه لهذه الخدمة .

وتابعت سعدالدين  وفي هذه الحقبة من الأيام التي مرت كنت أدرس بالخفاء (أسس الطب البديل والمعالجة الطبية)  وكان لابد من عدم التصريح خوفا من الفشل  إلى يوم مرقوب وتقديم فحصي النهائي لنيل شهادة معتمدة ، هل سأنجح أم لا ولكني سأحاول  لتحدث الصدمة الكبرى بنجاحي المميز ونيلي لشهادة علم الطب البديل ومعالجة (Reflokslgy ..Soogk ) لتمطر عيناي بدموع الفرح والسعادة ، كان هذا اليوم هو نقطة التحول بين الامرأة البسيطة إلى امرأة ناجحة يحق لكل من عرفها الافتخار بها ، وها أنا الان أمارس عملي بكل حب وتقدم من نجاح إلى نجاح  إلى جانب العمل الخيري الذي  وجدت نفسي به بكل سعادة ، فالعطاء سر النجاح ، فإذا كان نجاحي يجعلني متكبراً فأنا لم أنجح حقاً وإذا كان الفشل يجعلني أكثر تصميماً فأنا لم أفشل أبدا ، أنا ممتنة لله وإلى رضا والداي رحمه الله ولعائلتي الجميلة  ولرسامي الصغير طفلي ورفيقي و سأظل على عهدي له بأن أوصله لمكان آمن بإذن الله ، ولا أنسى أصدقائي سواء بالدعم لي أو بالاحباط لي فبالحالتين كانو سبب لنجاحي .

وختمت سعدالدين حديثها بالتأكيد أن النجاح أمر نسبي بين شخص وآخر ولا يحق لأي أحد الاستخفاف بنجاح الآخر فهو هبة الله لكل شخص مجتهد تعب على نفسه وحصد تعبه ، ففرحة النجاح رائعة وخاصة إذا كان بمجهود الشخص نفسه وينبع من ذاته .