Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 20:31:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
وأنا صائمة أيضاً .. بقلم : مها الشعار
دام برس : دام برس | وأنا صائمة أيضاً .. بقلم : مها الشعار

دام برس :

يأتي رمضان في كل عام ضيفاً كريماً تفتح له الأبواب وتستقبله الأرواح بفرح تسمو به النفوس إلى درجات عالية من الطمأنينة وتحف به القلوب قدراً من السكينة .

ربما هو الشهر الوحيد الذي يجتمع فيه أفراد العائلة على طاولة طعام فيها ما لذ وطاب ومن كل شكل ولون تقوم بتحضرها لساعات طويلة تلك الصامتة التي تنظر إلى الصحون متغزلة بينها وبين نفسها بانجازاتها حيث تشعر بالسعادة عندما يحين وقت أذان المغرب معلنا إفطار الصائمين وترى كل فرد من عائلتها يتناول الطعام الذي طالبها بتحضيره .

هذه الأم والزوجة التي يمر عليها هذا الشهر مختلفا فمن أول يوم فيه تعلن حالة الطوارئ وتقضي نصف يومها في تحضير متطلبات غيرها وربما تتقاعس عن صنع ما تشتهيه هي وهي تجالس الصحون والملاعق ويتعطر جسدها برائحة الزيت وتتزين يداها بتجاعيد بسبب الماء وسائل التنظيف . كل هذا التعب لايهمها فهي تعيش روحانيات هذا الشهر بسعادة لأنها تقوم بواجبها المضاعف رغم أن هذا الواجب قد ينهك قواها .

وقد يتحول في هذا الشهر من نعمة إلى نقمة بوجود رجل عصبي بمزاج سيئ وصراخ عال ، وهذه النماذج كثيرة من هذا النوع وهي موجودة في اغلب البيوت والمتضرر الوحيد هو المرأة التي تعمل دون كلل او ملل في خدمة أفراد أسرتها وقد اثبتت الدراسات بأن المرأة في رمضان تكون أكثر عصبية من الرجل ولكنها تضبط أعصابها بما منحها الله من قوة التحمل ، فنحن لا ننكر المسببات الأولية للمزاج السيئ في هذا الشهر وخاصة مع ارتفاع الحرارة ينقص الماء في الجسم الذي يؤدي إلى تلك العصبية عند الرجل والمرأة .

بالإضافة إلى بعض الأمور المرتبطة بعادات سيئة يفعلها البعض طوال العام كالإدمان على شرب القهوة والشاي والتدخين ومع ساعات الصيام الطويلة يفتقد الجسم هذه المنبهات وهي سبب غير مقبول للمزاج السيئ فهناك دراسات تقول أيضا بأن الجسم يحتاج إلى عشرة أيام حتى تسحب منه هذه المواد ويعود الإنسان بذلك لحالته الطبيعية . الرجل يظل مقتنعا بان عصبيته سببها فقدانه للتدخين والمنبهات حتى يصل به الحال ليتصرف تصرفات غير مألوفة قد تصل عند البعض إلى ابغض الحلال عند الله .

للمرأة العاملة في ظل هذا الرجل حكاية مؤلمة فهي تقسم يومها بين العمل وتحضير الطعام فتعود من عملها إلى عمل آخر قد يستمر لما بعد المغرب فتقوم باستقبال الضيوف وتحضير وجبة السحور وفي نهاية المطاف تستلقي على فراشها منهكة القوى دون اكتراث من الرجل وعدم مسؤوليته بمساعدتها فيكتفي بالتذمر وإصدار الملاحظات والانتقادات لبعض الأطعمة ملتزماً بعادات موروثة تجعل من الرجل سيدا فقط يصدر الأوامر وعلى المرأة الطاعة .

وفي القسم المضيء من عالم آخر هناك رجال مدمنون على التدخين وعلى شرب المنبهات ولكنهم في رمضان يعيشون حالة من السلام الداخلي فلا توتر ولا صراخ وهذا يعني أن عصبية الرجل غير مبررة وغير مقبولة .

لذلك سيدي الرجل عندما تم تكليفك بالطاعات قد كلفت بها المرأة أيضا ، وإن كان عملك في هذا الشهر متعب فعمل المرأة مضاعف ومتعب أيضاً ،فأنت لم تخلق لتستريح وتنام والمرأة تعمل كروبرت تلبي طلبات الصائمين .

سيدي الرجل إن كنت أنت صائماً فأنا أيضاً صائمة.

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz