Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
آن الأوان .. نعم لانطلاقة جديدة للجامعات السورية
دام برس : دام برس | آن الأوان .. نعم لانطلاقة جديدة للجامعات السورية

دام برس :
تُعتبر الجامعات في جميع دول العالم البوتقة الحاضنة لأكثر شرائح المجتمع حركة وفعالية وهي شريحة الشباب الواعي والمثقف والمنطلِق. لذلك فهي كانت ولا زالت  المنطلق الاساسي لأي تغيير في المجتمع والأداة الاقوى لأي تطور مُرتقب.
تكاد تكون الجامعات السوريةُ الوحيدة  في العالم/ على حد علمنا / التي تؤطر العمل الأكاديمي  لمنتسبيها بمجموعة من المقررات الُمعدة سلفاً والتي يقوم الطالب بحصر معرفته فيها ليتم تقييمه على أساسها  في نهاية الفصل الدراسي بامتحان فصلي ، الأمر الذي أدى الى نتائج كارثية تتعلق بمستوى الطالب الخريج ومحدودية التفكير والأفق لديه وهذا حتماَ انعكاس لمستوى عضو الهيئة التعليمية في الجامعة كونه يقتصر في مطالعاته ( على مر الوقت) على المقرر المطلوب اعطاءه أو بالأصح تكراره على الطلبة دون تجديد أو إضافة أو مواكبة لأخر مستجدات العلم في الميدان المتعلق.
ومع التطور الهائل في جميع مجالات البحث العلمي والأعداد المخيفة للأبحاث العلمية الأصيلة والمستجدة والمُنجزة يومياً بات مشروع الغاء الكتاب الجامعي في ضوء إعادة هيكلة الجامعات السورية أمراً لا مفرّ منه قبل أن نصبح في عداد الذين طحنتهم حضارة العلم وإذا ما نظرنا الى تراجع ترتيب جامعاتنا السورية على مستوى العالم برز لنا أهمية تطوير جامعاتنا لا سيّما الحكومية منها.
إن أحد أهم أبعاد هذا التطوير هو /إلغاء المقرر الجامعي/ والاستعاضة عنه بمراجع علمية حديثة ومواقع الكترونية تابعة لجامعات عالمية ومجلات علمية محّكمة يمكن للطالب الولوج إليها وفق آلية تسجيل معينة حين يتم إعطاؤه اسم مستخدم وكلمة مرور خاصة به كطالب جامعي منذ اليوم الأول  للتسجيل في الجامعة ليستطيع أن يطلع على آخر الابحاث في مجال اختصاصه ويبقى على تواصل دائم مع الأشخاص والجهات العاملين على تطوير هذا الاختصاص
 وإن كان الكتاب الجامعي إنجاز هام ومؤثر في مرحلة ما من مراحل بناء سوريا الحديثة والذي سمح بالتمدد الأفقي للتعليم الجامعي وسهّل وصول المعلومة لجميع شرائح المجتمع ضمن سياسة الاستيعاب الجامعي إلا وأنه آن أوان أن يصبح الغاء هذا الكتاب وتطوير الجامعات السورية وفق أحدث معطيات العلم  أهم المنجزات في الوقت الراهن بعدما تغيرت الظروف وأضحت المعلومة الالكترونية السريعة هي سمة العصر.
إن خطوة كهذه ستؤدي بالضرورة إلى ..
1.    رفع مستوى الطالب الجامعي الذي سيكون مضطراً للبحث عن المعلومة في المراجع العلمية المتعددة ومقارنة ورودها في مراجع عدة و بأساليب مختلفة, كيف وأين حصلت هذه الزيادة او النقصان في المعلومة, كيف واين تم ربطها او معالجتها مع غيرها, مما سيغني حصيلته المعرفية ويمنعه من التقوقع  في المقرر الجامعي الذي قد يعود تاريخ إعداده ونشره  لعشر أو عشرين سنة ماضية !
2.    تطوير مستوى عضو الهيئة التعليمية الذي سيجد نفسه وأمام التطور المتسارع مضطراً إلى متابعة آخر ما أنتجته البحوث العلمية في مجال اختصاصه كون طلبته سيقومون بذات المتابعة وبالتالي ستُخلق حالة تنافسية في مجال معرفة كل جديد, بين الطلبة ومدرسيهم.
3.    سيترتب على إلغاء المقرر الجامعي إلغاء النفقات الهائلة لطباعة الكتاب الجامعي وتحويلها لتمويل الابحاث العلمية والمشاركة بمؤتمرات علمية ورفع مستوى المعيشة لعضو الهيئة التدريسية في الجامعة.
4.    سيكون لهكذا خطوة بالضرورة جدوى اجتماعية وفكرية لا تخفى على أحد من حيث أنها ستعمل على تحرير فكر الطالب وإخراجه من بوتقة الإنغلاق الفكري. فالحراك المادي والاجتماعي الذي سيفرضه الغاء الكتاب الجامعي وسعي الطالب للحصول على المعلومة في أروقة المكتبات العلمية وعلى الصفحات الالكترونية للمواقع العلمية المعترف بها سيعزز من عملية التواصل مع الآخر والانفتاح عليه والبعد عن الانعزال والتقوقع  
5.    لنا ان نتخيل الكتلة البشرية الهائلة المتمثلة بطلبة الجامعات وهي تستخدم وسائط النقل العامة للوصول الى المكتبات والسعي لاقتناء المراجع العلمية الحديثة أي حركة اقتصادية ستترافق معها؟ الحراك الاجتماعي  يرافقه دوماَ  حراك اقتصادي واضح المعالم لا سيما وأن قطاع الاتصالات سيكون له الدور الأكبر في توفير سرعات مطلوبة لشبكة الانترنت للجامعات السورية كون المواقع العلمية الرقمية ستصبح ضرورة يومية للطالب والمدرس على حد سواء
6.    إن إلغاء الكتاب الجامعي سينشط حركة التأليف والترجمة لأحدث مراجع البحث العلمي لجميع الاختصاصات كما سيحفز زيادة عدد المكتبات الخاصة والعامة التي سيعمل القائمون عليها على رفع مستوى خدماتها وتوسيع نشاطها ليخدم هذا الكم الهائل من الطلبة الباحثين عن المعرفة
بذرة مشروع طرحتها هاهنا عسى أن  تكون انطلاقة هامة للفت أنظار المعنيين لضرورة تطوير هذا القطاع ( قطاع الجامعات السورية ) لما فيه من امكانيات استثمار لطاقات شبابية هائلة تتطلع لبناء وطن قادر على الانبعاث والتجدد.

د. رآفات أحمد

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz