Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
هذه قناعتنا فما هي قناعات الآخرين .. بقلم : الدكتور عاصم قبطان
دام برس : دام برس | هذه قناعتنا فما هي قناعات الآخرين .. بقلم : الدكتور عاصم قبطان

دام برس :
إنها ليست حلم و لكنها واقعٌ نؤمنُ به و تمنع تجسيدهُ القوى العالمية و الإقليمية و الأنظمة الفاسدة.
لا حياةَ لهذه الأمة وغالبية حكامها إلا بنزع تواكلها و اتكائها على القوى الخارجية التي لا يمكن لها إلا أن تجعل مصالحها فوق مصالح مقومات الأمة في هذه الرقعة الجغرافية من العالم و التي تتطلب من الجميع أن يدركوا أن مصلحتهم جميعاً تتجسد في التقاء الكلمة و توحيد الهدف و المسار ، و لننظر فقط إلى الماضي لنرى كيف عملت القوى العظمى في زمانها على تفتيت الدولة المحورية القطبية الواحدة ذات الشأن العظيم في إدارة العالم في أيٍ من زمانها و مكانها ، القوى الغريبة و الشعوبية و الاستعمارية و الصهيونية و الماسونية كانت و ما زالت المستفيدة من تفتيت بنية الدولة الكبيرة في هذه الرقعة من العالم ، و بكل الأسى نقول أن كل ما مر على هذه المنطقة الجغرافية من العالم ما كان ليتحقق لولا سيطرة الأنا و المصالح الذاتية على مصالح الشعوب و الغالبية منا تذكر كيف انهارت الدولة العربية الأموية بعد أن كانت اسبانيا و ما جاورها أراضٍ عربية و كان ذلك من خلال التآمر و التعاون ما بين حكام تلك الممالك مع القوى الأجنبية ضد بني جلدتهم  ، أيهما أفضل أن ندعي الالتزام بقضية الجماهير وعلى حساب الجماهير التي لم يتحقق لها أية مكاسب لا على المستوى الفئوي أو العشائري أو المناطقي ، أم أن الأفضل أن نلتزم المنطق الذي يسعى لتوحيد الجهود و بذل التضحيات لإقامة الدولة الكبيرة المحورية التي تفرض احترامها على الآخرين .
لماذا لا نسعى لإقامة دولتنا الكبيرة و ما هي العوائق التي تمنعنا من اعتناق هذه الأماني و العمل على تحقيقها ، إنها ليست أحلام وردية ولكن هذه الرؤية تملك كل المقومات التي تجمع ما بين مكونات الأمة ويأتي على رأسها الامتداد الجغرافي الذي يصل ما بين كل الدول المصطنعة من المحيط إلى الخليج .
الحقيقة أن الأجيال الحاضرة قد دُجنت و هُجنت على مفاهيم عدم الإهتمام بشيء و هذا ما يجعل الطريق صعبة و المشوار طويل جداً ، و قد نحتاج لعقود عديدة قد لا نراها ، خصوصاً و أن مكونات الأمة لا تلتقي على جميع الأهداف و القناعات ، حان الوقت للتقدم إلى الأمام و التفكير ببناء الدولة المحورية الكبيرة التي تمتد من المحيط إلى الخليج لأهميتها في إرساء قواعد البنية الأساسية في هذه المنطقة من العالم و التي تعتمد على قواها الذاتية البشرية و الجغرافية و الثروات الباطنية ، لا بد أن نخرج من دائرة التبعية لهذه القوة العالمية أو تلك ، و نبني قوانا الذاتية مما نملكه من مقومات ، لا بد من تطوير الفكر القومي ليصبح فكر جفرافي اقتصادي إنساني يحقق لسكان هذه الرقعة من الكوكب العزة و الأنفة و يمكنها من القضاء على الخنجر المسموم الذي زرعته الصهيونية العالمية في خاصرتنا  لتفصل أهل المشرق عن أهلِ المغرب رغم كل الوشائج و الروابط و الآمال و الأهداف التي توحدهم ، لقد استطاعت الصهيونية العالمية و القوى الأخرى المناوئة لمصلحة أبناء هذه الأمة أن تبذر بذور الشقاق ما بين مكونات الأمة بعد أن كان الرابط القومي يشكل حجر الأساس في جمع الأمة تحت لواء العروبة ، أما وقد تبددت المقومات  التي تجمعنا بفعل معظم الحكام العرب الذين لم يهتموا سوى بالمحافظة على كراسيهم على حساب مصالح و آمال و أحلام شعوبهم ، لا بد من تقويم الدفة و تعديل المسيرة ، القوى الشعوبية و الفئوية تسعى لتفتيت مقومات وحدة هذه الأمة من خلال بذر بذور الخلاف و الشقاق ، و دورنا كمثقفين العمل على توحيد الأفكار بما تقتضيه المرحلة لاستعادة قوة هذه المنطقة و استعادة سيطرتها على السياسة العالمية بما فيه مصلحتها و مصلحة البشرية جمعاء ، سوف تبقى إسرائيل عدوتنا الأساس ، و كل خلاف غير ذلك بين الشعوب يبقى قابلاً للحل بما يحقق مصالح الجميع ، لم تتوفر الأسباب في التاريخ الماضي و المعاصر لنشوء الخلافات و التباينات ما بين مكونات المجتمع لا بل كانت الروابط التي تجمع الأمة أقوى بكثير من الروابط التي تفرقها ، و لم يكن هناك في يومٍ من الأيام فرقٌ ما بين عربيٍ أو كرديٍ أو أمازيغي أو نوبي أو آرامي أو آشوري أو سنيٍ أو شيعيٍ أو علويٍ أو درزيٍ أو مسيحيٍ و حتى يهود المشرق من سكان البلاد سواءٌ في سورية أو اليمن أو غيرهما من البلاد في هذه المنطقة كانوا يتمتعون بالحرية و المواطنة و كان لكل مكونٍ دورهُ في بناء الأمة و الدولة . ما زرعته الصهيونية هو بذر الفرقة من خلال تغليب المصالح الفئوية على المصالح العامة و بث سموم التفرقة حتى بات كل مكون يعمل على مبدأ ربي نفسي فقط.
القضية  تقتضي قيادةً حكيمة تدركُ حساسية المرحلة و تتمتع بكاريزما و تؤمن بالجماهير الشعبية دون النظر إلى انتماءاتها الفئوية أو المذهبية و تعمل على توحيد الجهود و رأب الصدوع و إعادة بناء ما تهدم ، و توطد انتمائها للأمة بكافةِ مكوناتها ، و تتجاوز العلاقات البينية ما بين القوى العالمية و الاقليمية التي تعتمد في دعمها لهذه الجهة أو تلك على مصالحها الذاتية قبل كلِ شيء و لو كان ذلك على حساب الآخرين ، الأمثلة كثيرة و يكفي استعراض المواقف العديدة  لقيادات هذه القوى العالمية و التنسيق ما بينها و على حساب الشعوب و حتى الحكام .
حبذا لو تتحقق الصحوة لدى الحكام في غالبيتهم ليدركوا أن الولاء لا بد أن يكون للأرض و الوطن و هذا الولاء هو الذي يعطي القوة الحقيقية للحاكم أكثر من أي اعتبارات أخرى أو ارتباطات هنا أو هناك ، فلن تعمل القوى العالمية سوى لتحقيق مصالحها قبل أية مصالح أخرى.
هل سيتحقق الحلم أم أننا سنبقى نراوح في مصائبنا و نحن نتبادل الاتهامات بالعمالة و الخيانة و الارتباط بهذه الحهة أو تلك .

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz