دام برس :
نشر الكاتبتان الأميركيتان كساندرا ستيمبسون ونيا هاريس تقريراً في موقع "إنك ستيك" تناول العلاقة بين عدد من السياسيين الأميركيين والمراكز البحثية التي تضغط باتجاه شن حرب على إيران وكل من السعودية والإمارات.
ويستعرض التقارير المبالغ المالية التي يحصل عليها هؤلاء من السعوديين والإماراتيين الذين هم فعلياً من يكتبون خطاب الحرب المتشدد ضد إيران.
ومن بين النماذج التي يستعرضها التقرير:
ـ إنفاق السعودية والإمارات 30 مليون دولار خلال عام 2018 على جماعات الضغط وشركات العلاقات العامة وعقد آلاف الاجتماعات مع سياسيين ووسائل إعلام وخبراء في مراكز الأبحاث للتأثير على الرواية الأميركية.
-بالنسبة للعديد من "الصقور" تجاه إيران هناك قناة مالية مباشرة بينهم وبين الإماراتيين والسعوديين وفق تقرير مبادرة الشفافية في التأثير الأجنبي التابعة لمركز السياسة الدولية. ومن الأمثلة على ذلك:
زعيم الأقلية في مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي الذي قال أخيراً إن الإيرانيين لا يفهمون إلا لغة القوة كان على قائمة الذين تلقوا أموالاً من شركات تمثل السعودية في عام 2018 حيث حصل على 50 ألف دولار وعلى هبات أصغر من دولة الإمارات.
السيناتور الجمهوري توم كوتون الذي قال إن الهجمات على ناقلات النفط تستدعي توجيه ضربة عسكرية انتقامية لإيران تلقى 7250 دولاراً من شركات ضغط تمثل الإمارات وتم التواصل معه 3 مرات حول تطورات المنطقة وخصوصاً موضوع إيران وفرض عقوبات عليها بشأن برنامجها الصاروخي الباليستي.
السيناتور الجمهوري جون كينيدي وهو من يصف إيران بأنها سرطان وأنه يجب خنقها تلقى في عام 2018 ما لا يقل عن 5 آلاف دولار من شركة "akin gump" التي تمثل الإمارات كما جرى التواصل مع مكتبه مرات عدة من قبل جماعات ضغط تمثل السعودية.
بدوره تلقى السيناتور الجمهوري جيم انهوف 1000 دولار في اليوم نفسه الذي تواصلت مع فريقه مجموعة "ماكيون" McKeon . وبعد أسبوعين فقط صوّت ضد قرار إنهاء الدور الأميركي في حرب التحالف السعودي في اليمن.
خلال هذا الشهر عرقل انهوف صدور قانون مقترح يمنع تمويل العمليات العسكرية الهجومية على إيران. وهو كان تلقى أكثر من 7550 دولاراً من شركات سعودية مسجلة في الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى أعضاء الكونغرس هؤلاء، بذخ السعوديون والإماراتيون على العديد من مراكز الأبحاث التي يروج خبراؤها للحرب على إيران. على سبيل المثال حصل معهد الشرق الأوسط الذي لديه برنامج خاص بإيران على 20 مليون دولار من الإمارات ما بين عامي 2016 و2017. كما تلقى الملايين من السعودية.
كان معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى من أكثر المؤسسات البحثية التي تم التواصل معها من قبل الإمارات في العام الماضي، من خلال مايكل نايتس الذي كتب مقالات عدة من بينها ما يدعو إلى الاستمرار في حرب اليمن وتزويد السعودية والإمارات بالمزيد من الأسلحة.
يقول التقرير إن هناك أدلة متزايدة على أن التأثير الأجنبي على مراكز الأبحاث قد يكون له تأثير مباشر على وزارة الخارجية، مورداً تقارير حديثة حول قيام وزارة الخارجية الأميركية بالتعاون مع "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" الأميركية بحملة على موقع "تويتر" ضد المجموعات والصحافيين والناشطين الأميركيين الذين يعارضون العقوبات والحرب على إيران. ويشير التقرير الى أن المستشار في المؤسسة سعيد قاسمي نجاد هو الذي روّج للحملة من خلال حساب وهمي "irandisinfo" قبل أن يتوقف نشاطه منذ وقف الخارجية تمويل "مركز المشاركة العالمي" الذي كان من المفترض أن يواجه البروباغندا وعمليات التضليل. لكنه بدلاً من ذلك اعتاد تخويف الأميركيين الذين لم يتبنوا نهجاً متشدداً ضد إيران.
التقرير يذهب الى ما هو أبعد من ذلك من خلال الإشارة الى التماثل الواضح بين خطابات المسؤولين الأميركيين من جهة والسعوديين والإماراتيين من جهة ثانية، لا بل استخدام العبارات نفسها، كما حصل مع المبعوث الخاص الى إيران برايان هوك خلال شهادته أمام مجلس الشيوخ الأميركي حول سياسة الإدارة الحالية تجاه إيران الذي استخدم العبارات نفسها التي صدرت في بيان عن الحكومة السعودية بما يتعلق بـ"أنصار الله" (الحوثيين) وتشبيههم بحزب الله .. الخ
ويقول التقرير إن هذه لم تكن المرة الأولى مشيراً الى ما كان سبق أن نشره موقع "انترسبت" من أن خطاب السيناتور الجمهوري ايد رويس حول ضرورة استمرار مشاركة الولايات المتحدة في حرب اليمن كتبه له أشخاص ينتمون إلى اللوبي السعودي.