الرئيسية  /  من هنا وهناك

لأول مرة في سورية : معالجة التربة الملوثة بالنفط ومخلفات الصناعة النفطية بشكل تقني


دام برس - الحسكة – عبد الجدوع
للصناعة النفطية الكثير من المشاكل التي ترافق العمل النفطي، منذ بدأ العمل بها وإلى تاريخه يمزج النفط بما يحيط به ويخلف جراء ذلك الكثير من المشاكل البيئية، بالإضافة إلى جملة مشاكل أخرى ترافق عمليات الحفر الذي يصل إلى آلاف الأمتار في الأعماق الأرض. ومنذ بدأ الصناعة النفطية لا بديل عن الحفرة التي تكون عادة بجوار البئر لتكون مكب للنفايات النفطية ومخلفات الحفر، و الإنتاج (كونه يوجد حفارات متخصصة بإصلاح الآبار، وحفارات متخصصة بالحفر)، كان هذا الأمر وما زال على مدار عشرات السنين في كل البقاع التي تعمل بها الشركات النفطية المتناثرة في أرجاء المحافظة التي كانت بدايتها في محافظة الحسكة -حقول الحسكة الرميلان، والحقول الجبسة.
وكما ذكرنا للأسف للصناعة النفطية شجون كبيرة لها أثارها السلبية على البيئة المحلية، وعلى الأراضي المحيطة بمنطقة عملها تحديداً، والتي قد تصل إلى مساحة تزيد على 500 م2 من الأراضي الصالحة للزراعة، والتي تعود ملكيتها للفلاحين و(هنا لا حول لهم ولا قوة كما يقال)، إلى أن جاء العلاج الناجع ولأول مرة يكون في سورية على هذا المستوى من التقنية، والجدية، والنجاح حيث باءت العديد من المحاولات السابقة للتخلص من المخلفات بالفشل الذريع، وبل لأول مرة يكون العمل على هذه الأسس العلمية والعملية، وتكون النتائج بنسبة 100%، هذا الانجاز الكبير تقوم به إحدى الشركات الوطنية المحلية الخاصة العاملة بالقطاع النفطي وتسمى(شركة النور) مقرها(حمص)فللوقوف عند هذه العملية والتي كتب لها أن تولد تجربتها الأولى في مديرية حقول الجبسة على إحدى الحفر النفطية المليئة وكان النجاح باهراً وممتازاً شهد له المختصون في هذه الصناعة المعقدة.
عن هذه التجربة حدثنا السيد "يوسف حنتش" المدير التنفيذي للشركة قائلا: أن الهدف من العمل المحافظة على البيئة واستثمار النفط الموجود منذ عشرات السنين في الحفر والتي تكلف الشركات العاملة في الصناعة النفطية مبالغ طائلة في حال تم تنظيفها، ولن يكون العمل المنجز كما نرغب أن يكون، حيث كانت هناك طرق أولية لا تغني ولا تسمن من جوع حيث كانت الشركات تقوم ببعض الإجراءات الغير مجدية ومنها:
1- خلط النفط المتبقي مع التراب بفرشه على الأرض وإضافة بعض الأنواع من الأسمدة وهذا ما يؤدي إلى خسائر فادحة.
2- نقل تربة من مسافات بعيدة إلى مواقع الحفر بعد ترحيل الأتربة الملوثة و المتضررة جراء التسريبات النفطية أو جراء الحفر أو الصيانة.
3- استخدام طريقة البكتريا الغير مجدية والضارة للتربة أحياناً لتخلص من النفط أو لتقليص بعض أضراره.
ولهذه الإجراءات أضرار جسيمة تنعكس سلبا على المنطقة المراد تنظيفها أو معالجة تربتها ومنها:
1- جعل مساحة التلوث اكبر مما كانت عليه نتيجة العمل الغير ممنهج وغير تقني.
2- هدر كمية كبيرة من النفط بهدف التخلص منه في نطاق عمليات الحفر.
3-عدم الاستفادة من مردود هذا النفط المنهدر بشكل طبيعي أو كما يجب.
4- هدر كبير لكل من الوقت واليد العاملة حيث يتطلب هذا العمل وقت كبير وأيدي عاملة ضخمة.
5- استثمار عدد كبير من الآليات وتلف الكثير من المعدات التي يجب أن تستثمر في مواقع أخرى.
6- هدر وإنفاق أموال طائلة في حين المنجز من العمل ليس بالمستوى المطلوب .
لقد تم تنفيذ أول عملية تنظيف تربة في سورية من حفرة فنية في مديرية حقول الجبسة بحضور مندوبين من الشركات النفطية العاملة ( الرميلان- الجبسة)
وعن عمل المديرية للتخلص من الملوثات قال المهندس "مبارك عبيد" مدير حقول الجبسة: ترافق عمليات الحفر وعمليات الإنتاج العديد من مظاهر التلوث للبيئة ناتج عن الغاز والمياه المرافقة والتسرب النفطي وجور الآبار النفطية وتراكمت هذه الملوثات على مدار السنوات السابقة الطويلة وللتخلص من هذه الملوثات تقوم المديرية بمجموعة أعمال:
-إرسال الغاز المرافق للنفط واستثماره في تشغيل مجموعات التوليد والمراجل والحراقات بدلا من تشغيلها على المازوت ولتقليل من كميات المحروقات عن طريق الشعل وتقليل من الانبعاثات الغازية الملوثة للجو.- إعادة حقن جميع كميات المياه المرافقة إلى طبقات الأرض التي حفرت سابقا، وذلك بهدف التخلص منها كونها تحوي على ملوثات بيئية عديدة ،بالإضافة إلى تعزيز ضغط الطبقة وتحسين إنتاجية الآبار.- معالجة المساحات الصغيرة الملوثة بالنفط الناتجة عن التسرب في الخطوط والمعدات نتيجة تلفها، عن طريقة خلط التربة الملوثة بتربة نظيفة وفرشها، وإضافة سماد اليوريا عليها لإعادة فاعليتها وخصوبتها.- أما بالنسبة للجور النفطية التي صار لها عشرات السنين فأن معالجتها بطريقة خلط التربة الملوثة بتربة نظيفة تحتاج لمساحات واسعة من الأرض وتكاليف باهظة فكان لا بد من البحث عن بدائل وحلول مناسبة وتكون الأنسب فنيا واقتصاديا لذلك تمت تجربة لمعالجة إحدى الجور النفطية من قبل شركة النور الوطنية المتخصصة بطريقة الدارة المغلقة حيث تهدف إلى تخليص التربة الملوثة من النفط والاستفادة من النفط الذي لوث التربة والذي خزن في الحفر من عشرات السنين دون فائدة، وتعمل المديرية الآن على التخلص من الملوثان ونفس الطريقة وذلك لما لها من آثار إيجابية على البيئة ولما لها من وفر اقتصادي للوطن نتيجة استرجاع النفط من التربة وتصديره بدلا من هدره بالإضافة إلى الهدف الذي يقل أهمية هو التخلص من الآثار السلبية نتيجة تسرب النفط.- وعن مراحل العمل قال المهندس "حامد "رئيس دائرة الحماية في مديرية حقول الجبسة: أن العملية تقوم على مجموعة أعمال منها ميكانيكية، وكيمائية، وفيزيائية، وحرارية من حيث المبدأ العام تقوم العملية على التسخين يرافقه عملية غسل وخلط ميكانيكي بشكل عام مضافاً إليه مواد كيمائية لعزل التربة من الذرات النفطية العالقة بها ومن ثم عملية الترقيد للماء وبشكل مفصل نقوم بالعمل بالخطوات التالية:
- معاينة موقع العمل ( حفرة البئر , مكان توقف الآليات والمعدات المستخدمة في العمل ).- البدء بتجهيز الموقع وتوصيل المعدات.- البدء بعملية تسخين النفط الموجود في الحفرة عن طريق سخانات أو البخار. - عملية سحب النفط المسخن والمذاب من الحفرة إلى أدنى حد ممكن عن طريق مضخة مسننيه مضادة للانفجار عالية الحمولة إلى جهاز( هيدروسيكل ) لإزالة الرواسب والمياه الطبقية ومنه إلى خزان الترحيل ثم إلى المحطة الرئيسية الهدف منه فصل النفط عن التربة والماء.- تجميع التربة المشبعة بالنفط بواسطة تركس وتفريغها بخزان المعالجة , حيث تتم عملية فصل ثلاثي للتراب والماء والنفط عن طريق خلاطات كهربائية وسخانات مائية بدارة مغلقة.- يتم سحب النفط إلى خزان خاص ثم إلى الهيدروسيكل ثم إلى خزان التخزين الخاص بالنفط لترحيله إلى المحطة الرئيسية.- سحب التراب المتبقي عن طريق مضخة حلزونية إلى خزان غسيل التراب (وحدة المعالجة) ليتم غسله بالماء الساخن بدرجة حرارة تصل إلى 90 درجة مئوية مع الخلط وإضافة مواد كيميائية خاصة وإخراج التراب النظيف إلى مكان مجاور للخزان. - سحب الماء الناتج من خزان غسيل التراب إلى خزان خاص بالترقيد , حيث يتم استخدام الماء الملوث بالمواد الكيميائية بدارة مغلقة ( علما" أن الماء المستخدم في عملية تنظيف التربة الملوثة هو ماء نظيف صالح للشرب ) وتسمى وحدة التعبئة الثانية.ونوضح للسادة القراء العمل من خلال الصور يؤخذ بعين الاعتبار جميع إجراءات الأمن والسلامة المتبعة في الشركة السورية للنفط .

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=82&id=9236