الرئيسية  /  تحقيقات

ماذا فهم الشارع السوري من فكرة الدفع الإلكتروني ؟


دام برس : ماذا فهم الشارع السوري من فكرة الدفع الإلكتروني ؟

دام برس - قصي المحمد :

سياسة حاكم مصرف سورية المركزي دريد درغام جلبت معها نوعاً من الاستقرار  في سعرف صرف العملة المحلية مقابل العملات الصعبة «الدولار»، بالإضافة إلى عدّة إجراءات جديدة لمعالجة كثافة التعامل بالأوراق النقدية التالفة وآثار التضخم خلال السنوات الماضية، وخاصة بعد أن ثبت للجميع، كما قال المركزي في بيان له: “إنّه بفضل تناغم السياسة النقدية والمالية والاقتصادية عموماً استقر سعر الصرف لمدة سنة وتأكدت متانة وقدرة الاقتصاد السوري على الصمود في وجه المضاربين ومخاطر الحرب وآثار العقوبات الخارجية الظالمة”.

ومن هنا أكّد مصرف سورية المركزي على ضرورة العمل بالتوازي مع هذا الاستقرار لإيجاد حلول للنقود من مختلف الفئات واستبدال مختلف العملات التالفة مما يتطلب العمل على جبهتين أولها  كان التحضير  لعمليات الدفع الإلكتروني التي  يختبر حالياً ضمن البرامج لتي تم تطويرها بجهود محلية وفق المعايير العالمية من منظومات الــ «RTGS» والتقاص الإلكتروني للشيكات (للحوالات ذات القيم الكبيرة والشيكات) … لذلك رأت مؤسسة دام برس الإعلامية « موقع إعمار برس الإقتصادي » من  الضرورة استطلاع رأي  عدد من المواطنين في الشارع السوري لمعرفة فهمهم  للمشروع المذكور.

حيث قال نبيل أيوب آغا أحد مواطني /حي الليطاني/ عندما سألناه: “لا أعرف ما هو  معنى الدفع الإلكتروني وليس لدي أي فكره حوله”، وهذا الجواب قد يدل على تقصير الجهات المعنية في توضيح مصطلح «الدفع الإلكتروني» للمواطنين من خلال ندوات وحلقات تلفزيونية وإذاعية، كما تصوّره المتابعون للموضوع، بالإضافة إلى لقاءات إعلامية أكثر.

وتابع أيوب بعد توضيح الفكرة له: ” هذا المشروع يرتبط بالتطبيق على أرض الواقع، واليوم نحن كتجار نفضّل التعامل بالكاش أكثر”.

وأضاف تاجر آخر رفض الكشف عن أسمه وإعطاء صورته للموقع بالقول: “موفقة الحكومة السورية في خياراتها، ولها الحرية بتطبيق ما تراه مناسباً، وليس علينا اليوم إلا مجاراتها مهما كانت الموضوع .. «أهل مكة أدرى بشعابها»”.

أمّا عدنان عبد الحميد أحد مواطني مدينة دمشق عندم التقينا، معه رد علينا بسؤال عفوي مع الإجابة: “هل يمكن تطبيقها حالياً «عندنا» في رأيك !! ؟؟ وأضاف، عندما نتحدث عن هذا الموضوع لابد أن يكون هناك نقود كافية وافرة تشجّع المواطن على ادخارها في البنك.. اليوم الدخل المحدود للمواطن لا يهيئ له تطبيق هذه الفكرة والخوض في الرفاهية المزعومة التي تتحدث عنها الحكومة.

وقال: في الحقيقة هي فكرة حضارية، حالياً كل مواطن لديه مصروفه الخاص، ويمكن لفكرة الدفع الإلكتروني واستخدام البطاقة الذكية أن توفّر له الكثير من الأمور التي تحصل، كالسرقات، وإضاعة المال، ولكن هناك أمور لها الأولوية أكثر  يجب أن تفكر  بها الحكومة أولاً !! مثلاً، كيف يمكن لها أن تساعد المهجّرين للعودة إلى منازلهم وخاصة التي تحررت من الإرهاب، متسائلاً: ما ذنب المواطن حالياً أن يدفع آجار بيت ليس له ومنزله بحاجة إلى هذه الأموال التي تساعده في إعادة ترميم بيته المهدّم؟، أضاف:  “الشعب السوري يعيش بحالة من الرواق والرفاهية بالكاش حالياً “، متمنياً من الحكومة أن تساعد مواطنيها من خلال منحهم قروض خاصة لترميم بيوتهم مقابل رهن هذه المنازل حتى يتم السداد ضمن الفترة التي يحددها الرهن.

ومن جانبه قال مراد الفاضل طالب دراسات عليا في كلية الحقوق بجامعة دمشق : شاعت في الآونة الاخيرة استخدام بطاقات الدفع الإلكتروني من اجل التسهيل على الأفراد معاملاتهم المالية، فانتشر استخدام هذه البطاقات في الكثير من بلدان العالم بدلاً من استخدام «الكاش»، فأصبحت اكثر وسائل الدفع استخداماً عالمياً وخاصة في الدول المتقدمة، وكل ذلك نتج عن ثورة المعلوماتية التي انتشرت في أغلبية الدول.
وأشار مراد إلى إيجابيات البطاقة الذكية بالقول: “ايجابيات البطاقة الالكترونية كثيرة فمنها ما يوفّر للأفراد سرعة في التعامل وسهولة الاستخدام وتغني عن حمل كميات كبيرة من النقود، وحفظها من السرقة و…غيرها.
وعن سلبياتها قال: “من المنظور الاجتماعي استخدام البطاقات الإلكترونية قد يغرق المتعامل «المواطن» في عمليات شراء ضخمة دون ضوابط محددة، وشراء  بمبالغ  كبيرة مما يضعه ذلك في موقف لا يحسد عليه.
أمّا من المنظور القانوني كما رأى:  الاهم بالنسبة للمواطن هو الحماية القانونية لهذه البطاقات فهل يمكن اختراقها من قبل البرامج الإلكترونية الخبيثة التي، مما تؤدي إلى الاستيلاء على بياناتها وارقامها وتزويرها وغير ذلك من اشكال الاجرام الإلكترونية لأنه ما يحدث أحياناً سهولة في الحصول على بيانات البطاقة او ارقامها.
هناك اساليب كثير للاستيلاء على هذه البيانات والارقام السرية لهذه البطاقات كأسلوب انتحال الصفة واسلوب التجسس، ويمكن تزوير هذه البطاقات بالتلاعب بشريطها الممغنط او بياناتها، كتغيير اسم صاحبها  وايضا تمكن بعض المجرمين من تزوير بطاقات دفع بأكملها.
وختم مراد بالقول: إنّ السلبيات التي ممكن أن تنتج عن حالة استخدام البطاقة الإلكترونية أكبر من إيجابياتها حسب رأيه، مما استدعاه يقدم رفضه لهذه الفكرة ومحفزاً التعامل بالكاش .

أحمد الصياد / عامل في محل ألبسة/ ، فكرة الدفع الإلكتروني مهمة جداً وخاصة أنّها توفر على المواطنين حمل النقود كاش، كما يمكن للبنوك أن تستفيد من هذه المبالغ التي ستتوفر لديها في إقامة المشاريع الاستثمارية واقراضها للمستثمرين وأصحاب المشاريع الخاصة مما يساهم في زيادة الإنتاج. وأضاف، “فكرة الدفع الإلكتروني هي طريقة حضارية” .

معتز عبدلّي صاحب محل في منطقة /الجسر الأبيض/: هذه التطور هو مهم للبلد واليوم نحن مع التطور الحضاري الذي تبحث عنه الحكومة ويمكن أن يوفر هذا الموضوع الكثير من الأمور وخاصة المشاكل التي ترتبط بالعملة التالفة من فئات  50 و 100 ل. س وغيرها .. مطالباً الحكومة بابتسامة عريضة “الإسراع في تنفيذ هذه الفكرة”.


يمكن الإشارة أخيراً، إلى أنّ مصرف سورية المركزي طرح فكرة الدفع الإلكتروني كحل من لمعالجة التلف الكبير في استخدام الأوراق النقدية من فئات 50 / 100 ل. س، مع العلم أنّه حالياً يتم إجراء التجارب التطبيقية بالتعاون مع المصارف الخاصة من أجل اختبار جهوزية البرنامج الذي تم تنفيذه لإطلاق الخدمة التي من المتوقع أن تفعل في نهاية الشهر الثامن المقبل . 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=80225