دام برس ـ سهى سليمان ـ طرطوس :
لا يزال الوضع الاقتصادي والمعيشي الهمّ الأول للمواطن السوري بعد الوضع الأمني، ولا زال الانفجار الكبير لسعر صرف الدولار وربطه بالأساسيات المعيشية للمواطن، - والتي لا ترابط بينها - شغله الشاغل، وأصبح سعر ربطة البقدونس مرتبط بسعر الدولار، وهذا الارتفاع طال كل مفاصل الحياة والحاجات الأساسية لعيش المواطن، ما أدى لتضاعف الأسعار مرات ومرات، فانعكس الارتفاع على الدواء والغذاء والنقل وتراجع النشاط الاقتصادي وتدهورت قطاعات مقابل صعود قطاعات أخرى أرهقت المواطن العادي.
وقد أجرى مركز فيريل للدراسات إحصائيات عدة وكانت آخرها مقارنة بعام 2010 ارتفاع أسعار الخضار لعام 2016 بنسبة 1690%، في حين ارتفعت أسعار الفواكه بنسبة 1310%، كما ارتفعت الألبان والأجبان بنسبة 1180%، أما أسعار اللحوم فقد ارتفعت بنسبة 1100%.
كما كان سعر ربطة الخبز 15 ليرة للـ 1800غ، فأصبح 50 ليرة لـ 1300غ، أما المشروبات الغازية ارتفعت بمقدار 1200%. تقدر نسبة ارتفاع سعر الألبسة بمقدار 320%.
وعن تكاليف المواصلات أوضحت الإحصائية أنها ارتفعت 700% لباصات النقل الداخلي الحكومية و500% للميكرو باصات الخاصة، أما شركات النقل الخاصة فقد ارتفعت بمقدار 400%، ويصل ما ينفقهُ المواطن إلى 2100 ليرة شهرياً على الأقل على المواصلات، سواء بباصات النقل الداخلي الحكومي أو الميكرو باصات. وصلت نسبة ارتفاع أجور سيارات الأجرة /التاكسي/ ضمن المدينة إلى 660% ولا زال التزايد مستمراً مع بداية عام 2017 بحسب الجولات التي يقوم بها الفريق الاقتصادي لموقع "بزنس تو بزنس" في الأسواق السورية.
 وإن كانت دمشق مازالت تتصدر قائمة المحافظات الأكثر تكلفة، إلا أن محافظة طرطوس تأتي بعد دمشق في تكلفة المعيشة الضرورية.
وتبين التقارير أن إنفاق الأسرة الشهري لتكاليف اللباس يبلغ حوالي 19380 ليرة، وكذلك الأمر بالنسبة لتكاليف الغذاء الضروري والمشروبات والزيوت، التي تبلغ شهرياً في محافظة طرطوس مقدار: 82925 ليرة لأسرة مكونة من خمسة أشخاص، في حين تتفاوت الأسعار بالنسبة للسلع الغذائية في طرطوس حيث يبلغ سعر الكيلو غرام من الفروج النيء 1600 ليرة، وكيلو اللحم يتراوح ما بين 300 إلى 6000 وأكثر.
أما أسعار الخضروات فشهدت ارتفاعاً جنونياً حيث يباع كيلو البطاطا في طرطوس 300 ليرة وما فوق، وبلغت أسعار البندورة ارتفاعاً فوق الحد حيث وصل الكيلو إلى 600 أو 700 ليرة، في حين وصل الآن كيلو الكوسا 250 ل.س، والتكاليف المرتفعة للغذاء في المحافظة تدل على إمكانيات احتكارية عالية للتجار في سوق صغيرة، وتحديداً أن المرفأ الرئيسي للبلاد في المحافظة، وبالتالي مستوردات الغذاء يفترض أن ينخفض ثمنها، وكذلك الامر بالنسبة لإنتاج محلي كبير لجزء هام من الخضروات، الذي لا يؤثر على أسعارها في السوق.
أما فيما يتعلق بأجرة التكسي التي أصبحت خارج حدود الأسر حتى المتوسطة، حيث تبلغ أدنى أجرة 250 ليرة سورية لبعض المترات، وإن زادت عن الكيلو متر تتضاعف الأجرة وذلك وفقاً لمزاجية السائق.
يضاف إلى ذلك ضعف المواصلات بين المناطق وخاصة في الريف، وإن وجدت فهي غالية جداً، حيث تتحكم سيارات الأجرة بالأسعار، بسبب معرفتهم بعدم وجود وسائط نقل حكومية في تلك المناطق.
ارتفاع جنوني في الأسعار، وجيوب المواطنين أفرغت مما ادخرته للمازوت في الشتاء أو لألبسة المدارس، ونسي المواطنون من ذوي الدخل المحدود ألبسة العيد للأطفال، وأصبح همهم الوحيد أن يستطيعوا تأمين بعض الخضار والخبز لإكمال لقمة أطفالهم.