دام برس - فاطمة صندوق :
ونحن ندعم أي شخص يود أن يخوض في المجال التطوعي الذي له ايجابيات عديدة على المستوى الشخصي والمجتمعي والذي يدعو للتواد والتراحم بين الناس ويمهد لمستقبل سورية، وفي الحديث عن أعداد المتطوعين قال السيد محمود: يتواجد المتطوعين يومياً لكن بنسب حسب الفِرق التطوعية التي تأتي و بالأمكان أن نقول التواجد يكون ما بين( 50 _150) أحياناً وأحياناً أخرى ما بين( 100- 60)
وعن النظام المتبع يومياً فيبدأ التحضير من الساعة السابعة صباحاً وتبدأ عمليات التنظيف المتكررة وإعادة غسل الأواني والصحون التي كانت قد غسلت مساءً للتأكد أكثر من نظافتها ومن ثم يتبع ذلك غسيل للحومات ومباشرةً بعد ذلك يتم طهيها جيداً في تمام الساعة الواحدة والنصف يتم تحضير الأرز والخضراوات المطلوبة ضمن الطبخة المقدمة ومن ثم تبدأ عملية الطهي تمام الساعة الرابعة ويستمر ذلك حتى الساعة السادسة والنصف وحينها تبدأ عمليات التوزيع بالتنظيم على الأحياء وأود أن أنوه للجميع لايمكن أن يتواجد أحد في المطبخ بدون اللباس الرسمي المتعارف عليه للشيف وهي القبعة والقفازات ومريول الطهي وحتى من يقومون بتقطيع الخضراوات لا يمكن أن يباشروا بالعمل دون أن يلبسوا اللباس الكامل الذي يقي الطعام من أي شائبة والماء متوافر الحمد لله والمواد المنظفة تستخدم مراراً وعمليات التنظيف والجلي لا تتوقف على مدار الساعة فالطعام صحي مئة بالمئة ونسبة النظافة خلال التحضير مضمونة والطعام لم يشتكي منه أحد على مدى أربعة سنوات من إنطلاقتنا وللتأكيد هذا الطعام يأكل منه حتى أهل بيتي .
أما ماهر الأيوبي أحد أعضاء ملتقى الوئام الوطني تحدث لنا حول المشروع قائلاً: لقمة صايم مشروع أصبح له اسم وشعبية من قبل الناس إذ أن البدء كان منذ أربعة سنوات تقريباً
كما التقينا السيد طارق قصيباتي - عضو في فريق ملتقى الوئام الوطني - حيث قال: أنا متطوع في هذا العمل منذ أربعة سنوات واختصاصي هنا التسويق الإعلامي للحملة و النشر والتعريف بحملة لقمة صايم عبر وسائل التواصل الإجتماعي المتنوعة كما أقوم بالتصميم الفوتوغرافي للحملة كل عام وما تتضمنه من ميزات جديدة إضافة لميزات العام السابق، كما أن روح التعاون الطاغية على الفريق في بعض الأحيان تستلزم أن أكون متواجداً في أي قسم من الأقسام التي يتم فيها إعداد الطعام وهذا لا يتعارض مع عملي أبداً، والنتيجة هي خير دليل على مصداقية العمل وحب العمل و اليوم من خلال حملتنا نقوم بإطعام مالا يقلُ عن 3500 صائم وأنا شخصياً أشعر بإرتياح الضمير عندما أتلقى دعوات الناس الفقراء لي ولأهلي مقابل هذا العمل ، وما أود أن أنوه له أنني وضمن مجال عملي لايمكن أن أقوم بتصوير الناس التي نقدم لها المساعدات كما لا يمكنني أن أفصح عن أسماء الأشخاص المستفادة من ذلك لما في ذلك من عدم احترام وتقدير عدا أنه يتنافى مع أخلاقيات المهنة، وهذا ما يجعل الحملة تتوسع من خلال الأحياء وكل سنة يقوم الفريق من خلال الأعضاء المؤسسين بتفادي أخطاء العام الفائت والتطوير بالعمل ليرتقي بالمستوى المطلوب إن شاء الله.
واتقينا السيد أنور باكير -المسؤول الثقافي في ملتقى الوئام الوطني وأحد الأعضاء في حملة لقمة صائم - والذي قال أن العمل التطوعي عمل إنساني وأخلاقي وواجب على كل إنسان محب لوطنه وشعبه واليوم في ظل الأزمة التي مرت بها البلاد الكثير من العوائل تعرضت للتهجير والنزوح وهي الأن تعاني الكثير من أعباء الحياة ونحن وجدنا لنخفف أحد الأعباء إن أمكن هذا، وأضاف العمل ضمن حملتنا عمل منظم لا عشوائية فيه أو تميز فلدينا دراسة مفصلة للعوائل التي نقوم بمساعدتها واحترام شديد لخصوصيتها بعدم الظهور أو الإفصاح عنها وهذا ما تفرضه أخلاقيات المساعدة كما أنّ هنالك بعض العوائل الميسورة التي تتواجد في نفس الحي لا تكون بحاجة لمساعدة وتفصح لنا عن عدم الحاجة لكنها في بعض الأحيان تقوم بالتبرع للحملة لنقوم بمساعدة عدد أكبر كما وأنّ شكل التوزيع لدينا عبارة عن قدر كبير يصل إلى كل حي مجاور ويقوم الفريق بسكب الطعام من القدر الكبير إلى قدور الناس المحتاجة، والحمد لله نحن بعد أربعة سنوات لسنا بحاجة للكثير من الأساليب لطلب المساعدات العينية لإطعام الناس فالتجار يقومون بمراقبة العمل وكيفية سيره ورؤية النتائج بأم العين وهذا ما يدفعهم للتواصل معنا بشكل دائم لسد الحاجات المطلوبة كل يوم بيومه حسب المتبرع أو التاجر وأكثر المواد العينية التي يجب أن لا تنقطع (الرز - الزيت- السمن - اللحمة- البهارات - الخضار) كما أن هناك متبرعين بأشياء أخرى أيضاً هي ضرورية كالغاز وقدور الطبخ وأدوات التنظيف وأغلبها من سكان الحي،والمتطوعين هنا كأعداد لا يقل التواجد عن 100 متطوع وكلهم في نشاط كخلية نحل لإنجاز العمل وروح الفريق الواحد هي التي تطغى على العمل وهذا حقيقة يجعلنا في كامل الإستعداد لمتابعة الحملة في السنوات القادمة وأود أن أنوه أن هذه الحملة أصبحت محبوبة من قبل الحي وأهاليه بمختلف طوائفهم فمن الطبيعي جداً أن يتواجد بيننا متطوعين من أخوتنا المسيحيين أتوا للعمل والمساعدة ، و نحن كفريق نحاول كل الوقت أن نعمل بروح العائلة الواحدة ومما هو معلوم أنه لدينا متطوعين بأعمار تقل عن 10 سنوات وهذه الفئة الصغيرة لا يمكن أن نحملها أكثر من طاقتها فمكافأةً لما قامت به من عمل نقوم بتخصيص فقرة لطيفة من المرح عند الرابعة عصراً تتمثل في قسمين، الأول عبارة عن تقديم فقرة للشهيرين (كركوز وعواظ) و تعطي عبرة في نهايتها وهي من التراث الشعبي القديم أما الثانية فهي تقليد للكبير والقدوة الفنان دريد لحام في شخصية غوار والغاية تعريف هؤلاء الأطفال مع أطفال الحي بما فاته من التراث القديم كي لا يُنسى وهو الحمد لله في أقبال وكبير وبات محبباً لديهم.
نوى الهدى الوتار -وهي أحد متطوعي ملتقى الوئام الوطني والتي تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً قالت لنا : هذه السنة الأولى لي في العمل التطوعي، أنا وبحكم قرابة السكن كنت أدرس هنا وعندما عُرض الموضوع أمام الجميع أحببت الفكرة وطلبت أن أنضم إلى الفريق، وكان العمل بشكل مباشر بعد امتحانات المدرسة، والعمل بسيط جداً يمثل عمل أي فتاة في منزلها وهو عبارة عن تقطيع الخضار أو تنظيف الصحون، وحب العمل هو أول خطوة لنجاحه وهنا في الفريق لانتعامل كلٍّ على حِدى وفي مجال اختصاصه حصراً إنما يمكن للفتاة أو الفتى أن يتبادل العمل مع أعضاء الفريق حسب راحته وأنا بعد مرور ثلاثة أيام من العمل في رمضان ضمن لقمة صايم أشعر بالفرح والافتخار لأنني أشارك في عمل إنساني قلّ نظيره هذه الأيام وأعلم أنني أجني ثواباً عظيماً في التخفيف عن الفقراء وتقديم وجبات الطعام الكاملة لهم، أما على الصعيد الشخصي فقد اكتسبت خبرات عدة من خلال الاحتكاك بأشخاصٍ أكبر مني سناً وأوسع خبرة فأستمع لنصائحهم وأطبقها في الحياة العملية، وأجمل مافي العمل أنّ الفرد غير مقيد بساعات محددة للدوام ومع ذلك شغف العمل يدفعني أنا ورفاقي للتواجد هنا منذ ساعات الصباح الأولى لنتقاسم العمل ونحاول يوماً بعد يوم أن يتسع مجال العمل والمساعدة لتصل إلى أكبر عددٍ ممكن من الناس.
وفي حديثنا مع عمر طباع - عضو في فريق الوئام الوطني- قال: منذ ست سنوات ومنذ بداية الأحداث التي تتعرض لها البلد وأنا أعشق المجال التطوعي وأسعى للعمل في كل الحملات والتي من ضمنها حملة لقمة صايم وهي في الأساس بدأت بشكل مبسط تحت عنوان سكبة رمضان وعندما لاقت رواجاً كبيراً بين الناس وصيتاً حسناً ومطالبةً من الناس أن نستمر بها حينها أنا كنت ضمن الجمعية وعملنا على تكبير العمل والتواصل مع الناس بشكل أوسع حتى تطور إلى شكلها الحالي وأنا ضمن هذا العمل لست مختصاً في مجال معين إنما أختار الأقسام الأكثر نقصاً وأقوم بالعمل فيها بما يتناسب مع وقت انتهاء العمل، وتابع طباع اليوم يمكنني القول أن تنوع الأعمال الطوعية التي خضتها كان كافياً لإكسابي خبرة في التعامل مع الآخرين فإذا أردنا أن نبسط الأمور فعلينا أن نشرح لكل متطوع كيفية التعامل مع الناس الفقراء فلا يمكن فقط أن تقوم بسكب الطعام بطبع جامد والمشي هكذا لربما الشخص يكون من النوع الحساس ولن يفهمها مساعدة إنما هنالك أسلوب تقديم شعبي وقريب وبسيط مع ابتسامة وجملة لطيفة وتضطر في بعض الأحيان أن تجلس مع الشخص وتبادله أطراف الحديث ومن ثم تقوم بتقديم الطعام بشكل أخوي لا يترك مجال للفهم الخاطئ أو التجريح وهذا يعتمد على نوع البيئات والأحياء التي نجول بها، وهنا بعد أربعة سنوات أغلب هذه الناس اعتادت علينا ومع ذلك لا يغيب الجو الطريف والملطف أثناء تقديم الطعام وفي النهاية روح الفريق الواحد والإصرار على النجاح يعطي المتطوع اندفاعاً أكبر لأن ينجح المهام بشكل أسرع والإنتقال للحي الذي يليه، وأضاف على الصعيد الشخصي وكما هو واضح أن فريقنا متنوع الوجود والأعمار ويضم أشخاصاً من مختلف الفئات العمرية ومختلف المجالات والخبرات وكلٍّ منهم لديه خبرة وباع في مجال معين نتبادل في هذا المكان الخبرات هذه وعن الفئة الشبابية التي في عمري فهي متنوعة الثقافة ويمكن تبادل الثقافات وأجمل اللحظات التي تجمعنا كفريق واحد هو اجتماعنا على مائدة رمضانية واحدة بعد نهار طويل من العمل وهذا ما يؤكد نيُة المتابعة بالعمل في السنوات القادمة لنصل إلى كل فقير ومحتاج ونخفف من هذا العبء المجتمعي في بلدنا إن شاء الله.
|
||||||||
|