دام برس : فاطمة صندوق : 1- عملية المصالحة الوطنية مستمرة وآخرها كان في برزة، ماهي خطة الوزارة بالنسبة لباقي المناطق والمحافظات ؟ بالطبع الوزارة تنظم أمور المصالحة في كل المحافظات السورية وتعمل بشكل فعال على عودة التشبيك الاجتماعي ضمن هذا المفهوم ، ولكن وقبل أن ندخل في هذا الموضوع علينا أن نرى المفهوم الحقيقي للمصالحة، فما يجري في سورية هو اعادة تشبيك اجتماعي نسميه، فالمصالحة تحدث بين من ومن ؟ فأبناء الشعب ليسوا منقسمين، فالحكومة تذهب وتأتي اي انها غير ثابتة، وهذا ما يدل ان المصالحة لا تجري ما بين الحكومة والشعب، إنما ما يجري هو إعادة اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب والتشبيك الاجتماعي هذا المصطلح أفضل من تداول مصطلح المصالحة. ولو أنه في الإرث الديني والاجتماعي كما ورد في القرآن الكريم والصلح خير، "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما" والطائفة اليوم بمعنى العدد وأجمل الأعمال إلى الله اصلاح ذات البين بين الناس، من هنا أتى مفهوم المصالحة، الذي شمل الاسم الحقيقي هو اعادة التشبيك الحقيقي، هذه الوزارة التي شُكلت بمرسوم أثناء الأزمة وكان لها دورا فعال والأن وصلت للسنة الرابعة من عمرها وحققت نتائج جيدة على الأرض، وكان هنالك في بداية الأمر مبادرات اجتماعية أهلية وطنية على مستوى المحافظة عندما ظهر هذا المفهوم أصبح الحاجة إلى تنظيمها ضرورية من خلال وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية، ظهرت المصالحة وذكرها السيد الرئيس في إحدى خطاباته في حمص وفي ذلك الوقت كنت آنذاك محافظا لحمص من خلال لجان المصالحة الوطنية الأهلية وكانت تمثل اجتماع لأبناء الوطن ولم تعد فعاليات اجتماعية وتجمعات عشائر ومناطق، وعدد من الأهالي من السويداء إلى الرقة بدأوا في هذا الدور، نتكلم عن المصالحات التي جرت و استطعنا أن نحقق فيها انتصارات كمثال حي الشماس وهو حي حدثت فيه الكثير من الأحداث وكأحد المناطق المستهدفة، في سبيل في تنفيذ المؤامرة، التي كان قلبها في حمص، وذلك نتيجة موقعها الجغرافي، إذ أنها لا تشكل فتحة على الحدود اللبنانية السورية، كما تمتاز بتنوعها الطائفي ولها اعتبارات اقتصادية وتاريخية اجتماعية وطبقية، لذلك استهدف حي الشماس، والحمد لله بالجهود المجتمعية وبرعاية وتوجيه من السيد الرئيس صاحب هذه الفكرة والرؤية استطعنا أن نخمد هذه الفتنة، والجدير بالذكر أن موضوع المصالحة مهد لها السيد الرئيس عبر موضوع الحوار الوطني حيث بدأت الحوارات من القرى الصغيرة وانتهى في مؤتمر مركز للحوار الوطني في سورية برعاية الدولة السورية، والمصالحة هي جزء من هذا الحوار للوصول إلى معطيات مشتركة بين أبناء الوطن العربي السوري. وفي بداية الأمر واجهت المصالحة الوطنية كثيرا من العثرات من بينها التعنت والعناد الكبير لدى بعض الأشخاص الذين يرفضون ترك السلاح والمصالحة وهم المظاهر المسلحة التي تحمل اسم المعارضة، وهي لا تمس للمعارضة الوطنية بشيء، انما هي حامل من حوامل تفتيت سورية والحرب على سورية ، ويمكن أن نقول أنهم مجموعات الإخوان المسلحين وما أفرزته هذه المجموعات هم هؤلاء الحوامل والحواضن، هؤلاء رفضوا الحوار وكانوا هم أداة لتنفيذ هذا المشروع، والحوار كان جزء في ذاك الوقت وكان يسمى آنذاك بالمصالحة، حيث كان الوضع مسيطراً عليه ولم يصل حد الاستفحال ، وأود أن أقول أن المؤامرة في بداياتها والحرب على سورية أخذت عدة أشكال بداية أرادوها تحت اسم الديمقراطية والحرية ومن ثم انتقلت إلى الطائفية ثم الى الشارع ومن ثم الى التنظيم المسلح ثم الى تخريب سورية من الداخل وتخريب البنى التحتية لها والمنظومة الأخلاقية ، أما من الطرف الأخر فالمصالحة أيضاً كانت تأخذ أوجه متعددة للوقوف في وجه هذا التيار الجارف، فبعد حي الشماس استطعنا كوزارة مصالحة أن نطوق حمص القديمة، وذلك بتعاون أبناء من حمص القديمة والذين كانوا ضمن المسلحين، وقد أبدوا تعاون كبير مع الدولة في لفظ المظهر المسلح من المدينة، وهذا ما شجع أكثر من غرر بهم وتم اللعب على عواطفهم ومشاعرهم هو تسوية الأوضاع، والأهم من ذلك أن هؤلاء من سوَت أوضاعهم تعاونوا مع المؤسسة العسكرية وشكلوا قوة رديفة للجيش في بداية تشكلها. ومن ثم انتقلت الوزارة للعمل على المصالحة في منطقة تلكلخ وهي من أخطر المناطق التي اشتغل بها على موضوع المصالحة، وذلك لأن تلكلخ كانت أول إمارة اسلامية تقام في سورية، وتلكلخ هي منطقة من قبل الأزمة كانت منطقة خارجة عن السيطرة، أحياناً مع المهربين وتجار المخدرات، والعصابات المفتوحة على لبنان، من هنا بدأت الأزمة تتفاقم في تلك المناطق حيث بدأ بالتحريض الطائفي ، ومن ثم يجري العمل على تغذيتهم عبر مجموعات تبث الفكر الوهابي، الذي يأتي بشكل مباشر من الحدود اللبنانية السورية، وذلك بشكل ممنهج ومرتب عبر معاهد تشرف عليها بهية الحريرية وسعد الحريري وخالد الضاهر وعقاب صقر ،وبالطبع انتصار أهلنا في تلكلخ على هذه المؤامرة ، والتشبيك الاجتماعي في ذلك، كان ممهداً لانتصارنا في القصير بأعداد شهداء قليل اذ لم يتجاوز العدد المائة شهيد، و الانتصار تحقق خلال أيام قليل من بداية المعركة، وأضرار بسيطة تحصى.
وهذا ما يؤكد أن المصالحات تنتج انتصارات ، وسجلنا الكثير منها في داريا و المعضمية وادي بردى وتل منين بريف دمشق ومنذ أيام قليلة في برزة في الحقيقة تركز الوزارة اليوم على اطلاق وتوسيع مسلسل المصالحات في ريف دمشق، هذه المنطقة الخطرة التي كان ينطلق منها أحيانا العدد الكبير من قذائف الحقد في عامي 2012 و 2013 أصبح المسلحون على مسافة قريبة من مركز دمشق بحدود 6 إلى 7 كيلو مترات، وكانت أغلب مناطق دمشق تتساقط عليها القذائف بشكل كبير ونسجل يومياً خسائر كبيرة بالأرواح ، بالإضافة إلى العدد الكبير من التسللات من قبل المجموعات الارهابية والتي نفذت العديد من التفجيرات والتي على خلفيتها راح الكثير من الضحايا، فمن خلال المصالحة وأدوارها المتعددة من خلال الرعاية أو التوجيه أو تقريب و جهات النظر من بعضها تم القضاء على أغلب هذه المظاهر، وطبعاً لا مصالحة تتم إلا بالتنسيق مع الحكومة والوزارة والجيش العربي السوري، والقوى الأمنية السورية، وإذا أردنا أن نتكلم بالأرقام فهنالك أكثر من مليون ونصف مواطن سوري عاد له الأمن والأمان من خلال المصالحات الوطنية. أما عن أخر المصالحات الوطنية التي قامت بها الوزارة وهي مصالحة برزة والتي بدأت منذ عدة أيام وهي مستمرة ، فقد شهد اليوم الأول خروجاً للمسلحين مع عوائلهم ، وأود أن أوضح لما اختيرت إدلب مكاناً للخروج ولماذا كثر الحديث عن ادلب، في منطقة برزة حي يسمى حي الأدالبة، فمن خرج من هناك هم من أهالي إدلب القاطنين في برزة، أو ممن استقبلوهم في بداية الأحداث من أقاربهم ودخلوا إلى تلك المناطق باعتبارها مناطق مباشرة مفتوحة على شرقي دمشق والوصول كان إليها سهل ومنهم من يحمل السلاح ومنهم من هو متخلف عن الجيش فبالتالي الدفعة الأولى خرجت والأن ننتظر باقي الدفعات لتخرج، ومن الجديد بالذكر أن هناك عدد من أبناء إدلب فرض عليهم حمل السلاح وذلك على خلفية عدم مغادرته منزله والبقاء فيه فهنا المجموعات المسلحة تفرض عليه حمل السلاح مقابل حصوله على القليل من المعونات ليأكل منها هو وعائلته، ولو أنه رفض سوف يتعرض للتهديد بالقتل أو خطف أقاربه، وبهذا لا خيار له إلا حمل السلاح لضمان حياته وقوته، هؤلاء الحالات تم تسوية أوضاعهم وإبقائهم في مناطقهم، هذا ما يتعلق في برزة على العلم أن المصالحة الأخيرة تشمل برزة والقابون، أما عن ما بعد برزة فنحن أمام فتح ملف المصالحة في مخيم اليرموك وأول خطوة تحققت في ذلك هو خروج عدد من الحالات الإنسانية من داخل مناطق في اليرموك وببيلا ويلدا مقابل خروج حالات حرجة من بلدتي كفريا والفوعة تحت اسم ومسمى اتفاق البلدات الأربعة بعد أن كان الاتفاق قبل أيام قليل يشمل مضايا والزبداني وكفريا والفوعة، إننا اليوم انتهينا من قضية بلدتي مضايا والزبداني وتم وصلهما مع جرود القلمون وهذا أيضاً يعد من انجازات الوزارة الناجحة. 2 – من كان له الفضل في إنجاز أول خطوة نحو المصالحات الوطنية ؟ بالدرجة الأولى أقول أبناء تلك المناطق التي تقع تحت سيطرة المسلحين، فالأمر كان يبدأ من حراك شعبي من داخل تلك المناطق عندما تمادت الجماعات المسلحة في ممارساتها ضد المدنيين أو العسكريين الذين كانت تختطفهم، وبعد أن اتضح لهؤلاء أن الممارسات التي تقوم بها سواء إن كانت في المحاسبة أو سجون التوبة أو غيرها هي لا تمت بالدرجة الأولى للإنسانية ومن ثم أنها بعيدة كل البعد عن التعاليم الدينية والقرآن والشرع، وعليه كانت المظاهرات تكثر لفظاً ورفضاً لتلك المجموعات المسلحة وتواجدها بينهم والتي كانت في الأغلب تضم جنسيات غير سورية أجنبية ، أتت بفكر وهابي سلفي لنشر تعاليم مخالفة للدين المعتدل الاسلامي، كما حدث أكثر من مرة اصطدام مباشر ما بين المجموعات المسلحة وأبناء المناطق التي كانت تسيطر عليها المجموعات المسلحة، كما تم الاصطدام ما بين المجموعات المسلحة وأبناء المنطقة العزل، والذين واجهوهم بصدورهم العارية رفضاً لممارساتهم وراح من هؤلاء الشباب الكثير وتم تصفية البعض وتم اختطاف ومحاسبة البعض الآخر. 3- كل مصالحة تمت كان لها خطوات معينة لإنجازها ماهي الخطوات التي مرت بها منطقة برزة؟ بالطبع هنالك العديد من المصالحات التي تجري تكون بعد عمل عسكري مطول، وهذا ما نسميه مصالحات على الدماء، وهذا ما لا توده وزارة المصالحة ولذلك تسعى لإنجاز المصالحات في أغلب المناطق لكن بأقل خسائر ممكنة من الأروح. أما عن المصالحات كيف تتم فإن الأهالي المتواجدة في المنطقة تقوم بالتواصل مع الوزارة من خلال لجان المصالحة المتواجدة هناك والمنتشرين على مساحة القطر، وذلك بعد أن تضعف العصابات المسلحة ويعلو صوت الأهالي الرافضين بالاستمرار بالحياة على هذه الشاكلة مع هؤلاء، وهنالك أكثر من طريقة للتواصل مع الوزارة ، أحيانا الفروع الحزبية والأمنية وشيوخ القبائل يقومون بالخطوة الأولى في المصالحة، وطبعا الجيش السوري عبر انتصاراته والقوى الرديفة، وأيضا أصدقائنا الروس يقومون بدور المصالحة أحياناً ، فبالتالي أبواب المصالحات مشرعة بكل أبعادها، وطبعا كل ذلك برعاية الوزارة، كما أن هنالك الكثير من المصالحات حدثت بشكل مباشر دون أي وسيط ما بين أبناء المنطقة والوزارة بشكل مباشر، وأحياناً هنالك مصالحات لا تظهر مخفية، و وذلك بسبب انتظار اقتراب الجيش العربي السوري منها، حتى يستطيع المواطن أن يعلو صوته ويطالب بهذه المصالحة فيما يكون الجيش له سند. 4- ما هي الضمانات لديكم بأن لا يعود كل من تمت تسوية وضعهم إلى ممارساته السابقة ؟
من خلال متابعتنا لمصالحات بدأت في حمص وانتهت الآن في برزة لم تتم مصالحة و تسوية أمور، وحدث بعدها خلل أو تشكيك، ولربما الخلل الذي حدث لا يتجاوز أصابع اليد في كل المصالحات التي ذكرناها قبل، ربما يحمل مفهوم المصالحة من أعداء المصالحة سواء ممن ادعو الوطنية، أو ممن بالطرف الأخر ممن باعوا أنفسهم للشيطان ولإسرائيل وللدولار وللفكر الوهابي السلفي التكفيري أن توجد بعض الحالات وتتضخم عبر وسائلهم الإعلامية أو غير الإعلامية، أنه تم في هذه المنطقة مصالحة وعادوا لحمل السلاح ولممارسة أعمال تخريبية، أنا شخصياً ومن موقعي ومراقبتي لأمور تسيير المصالحات لم أشهد هكذا حالات، ربما في بعض المصالحات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في مناطق معينة يكون هنالك حالات لكن قليلة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، ومنها ما تابعناه عبر الإعلام السوري وسمي بجيش الوفاء والذي تم تشكيله نتيجة المصالحات الوطنية التي جرت في الغوطة، واشرف عليها جهات رسمية بناءً على طلب هؤلاء الذين تم تسوية أمورهم وأقولها وبكل صراحة، أن القصر الجمهوري بشكل مباشر كان له الدور المباشر في هذه المصالحة التي نتج عنها جيش الوفاء ، وأفراد جيش الوفاء قالوا بعد أن تم تسوية أوضاعهم أنهم كانوا مجبرين على حمل السلاح ولكن هذا العمل تم بعد أن مورس ضغط كبير من قبل المجموعات المسلحة عليهم، ومنهم من غرر به ومنهم من أخطأ التفكير ومنهم ..الخ وقالوا أن انتسابهم لجيش الوفاء يأتي بمثابة تكفير عن أخطائهم، وطلبوا الالتحاق بالحرس الجمهوري، وكان ذلك كما أرادوا، كما أن جيش الوفاء الذي كان على نفس الجبهة في الأمس عدوّ اليوم في نفس الجبهة سند وصديق للجيش العربي السوري والاثنان في خندق واحد في مواجهة الأعداء، و هذه تجربة نقرأ من خلالها فكر الانسان السوري وعقل الانسان السوري وبعدها تلاها عدد من التجارب المماثلة التي كان لها الدور الكبير في تقليص حجم المؤامرة والاطاحة بها خارج البلاد .
|
||||||||
|