الرئيسية  /  تحقيقات

طلاب السنة التحضيرية لدام برس : التجربة فاشلة وأحلامنا تحطمت


دام برس : طلاب السنة التحضيرية لدام برس : التجربة فاشلة وأحلامنا تحطمت

دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان :
جدل واسع أثير في صفوف الطلاب حول السنة التحضيرية للعلوم الطبية ومدى الفائدة المرجوة منها، في حين جاء في مبررات وزارة التعليم العالي لاعتماد السنة التحضيرية هو ازدياد الطلب على التعليم العالي، والحاجة الماسة إلى تحديث سياسة القبول بما يتوافق والمعايير العالمية، بالإضافة إلى أن الشهادة الثانوية لم تعد معيارية، بسبب تغيير آلية منحها عبر دورتين امتحانيتين في العام الواحد، الأمر الذي لا يعكس الوضع العلمي الحقيقي للطالب، خاصة في شريحة العلامات المرتفعة، التي كان فيها الطالب يفقد رغبته على أجزاء من العلامة، فاليوم لم تعد الغاية من التعليم مجرد الحصول على شهادة جامعية، وإنما متطلبات التنمية ومتطلبات سوق العمل وشروطه الحالية تفرض توافقاً بين المدخلات التعليمية ومخرجاتها بحيث تكون ذات جودة ونوعية تواكب المتطلبات الراهنة.
وفي أبرز القواعد والأسس التي تحكم السنة التحضيرية أنه يحق للطالب في نهاية السنة التحضيرية تغيير قيده إلى شريحة أخرى مهما كانت نتيجته ويعفى من المقررات المتماثلة في الاختصاص الذي حول إليه، ولا يدخل معدل السنة التحضيرية في معدل التخرج، إضافة إلى أنه لا يحق للطالب الدخول إلى الامتحانات النظرية للمقررات التي لها جانب عملي ما لم يكن ناجحاً وعلامة النجاح فيها 40 بالمئة، ويستفيد الطلاب الأوائل في السنة التحضيرية على مستوى الجامعات من جائزة الباسل للتفوق العلمي.(موقع وزارة التعليم العالي).
والأهم أيضاً أن علامة العملي للمقرر لا تدخل في حساب المعدل سواء كان ناجحاً أم راسباً، كما أن السنة التحضيرية تعد من السنوات الدراسية للطالب بعد فرزه.
وكانت وزارة التعليم العالي في 2015 اعتبرت هذه الخطوة "نقلة نوعية على مستوى التعليم العالي في سورية"، مؤكدة على دراسة السلبيات والإيجابيات في هذا الإطار بعناية مع الاستفادة من تجارب الجامعات السورية في فترة السبعينيات وما قبلها والتجارب العالمية لتعزيز هذه الخطوة تماشياً مع مبدأ تكافؤ الفرص غير المحقق حالياً، وأن السنة التحضيرية لن تكون عبئاً على الطالب وإنما ضمان لحقه في القبول"، موضحة أن المقررات ستكون ذات علاقة مباشرة ووثيقة بدراسة الطالب المستقبلية والاختبارات معيارية وموحدة ومؤتمتة.
فهل فعلاً هذه النقلة نوعية وهل تمّ مراجعة هذه التجربة بكل سلبياتها وإيجابياتها؟
للوقوف على ذلك زار فريق مؤسسة "دام برس" الإعلامية قسم السنة التحضيرية للعلوم الطبية في طرطوس، حيث كان رأي عميد كلية الطب أن رأي الطلاب هو الأهم وهم من يقررون مدى نجاح أو فشل هذه التجربة، لذلك استطلعنا آراء الطلاب حول هذه التجربة:
الدورة التكميلية ظالمة، ولا فائدة منها في معدل الفرز.


الطالبة راما إبراهيم التي حصلت على مجموع 231 درجة في الشهادة الثانوية ذكرت إن هذه التجربة فاشلة إلى درجة غير معقولة، بدءاً من المنهاج الضخم الذي لا يتناسب مع السنة التحضيرية، إضافة إلى مطالبتنا بأمور لا علاقة لنا بما ندرسه، كمادة الفيزياء التي لا يمكننا فهمها بسهولة، مضيفة أن أسئلة الامتحان صعبة جداً وكان هناك أخطاء بأسئلة مادة الكيمياء، ولا تتناسب مع كافة المستويات.
أما فيما يتعلق بالدورة التكميلية تحدثت أنها ظالمة بشكل كبير ولا يمكن الاستفادة منها في تحسين المعدل وإنما هي فقط لترفيع المادة ليس أكثر، مؤكدة أن الدورة التكميلية يجب أن تكون فائدة للطالب وخاصة إذا تعرض لظروف قاهرة اجتماعية أو صحية حرمته من تقديم المواد في وقتها، لكن هنا لا تدخل في معدل الفرز النهائي بل فقط لترفع المادة.
كما أشارت إلى أن السنة التحضيرية مغلقة فإما إعادة السنة بأكملها أو إعادتها موازي ولا يمكن الانتقال إلى فرع أدنى.
المنهاج ضخم وعدم دقة ومراعاة الأسئلة للمستويات كافة
وأبدت الطالبة منار أحمد الحاصلة على 233.5 في الشهادة الثانوية انزعاجها من هذه التجربة، مؤكدة على عدم وجوبها ولا جدوى منها، موضحة أنه لو لم تكن هناك سنة تحضيرية كانت تمكنت من الدخول في كلية الطب، أما الآن قد لا توفق بالحصول على معدل وتحقق حلمها وتكمل دراستها في الطب البشري.


وتطرقت إلى ضخامة المنهاج وعدم استطاعتها الإلمام بكل شيء، إضافة إلى تأخر الكتب وصعوبة الأسئلة وعدم دقتها.
الطالبة مرام عمران الذي حازت على 234 في الشهادة الثانوية، أيدت رأي بعض زملائها في ضخامة المنهاج والمعلومات الغزيرة وعدم ضرورة بعضها، إضافة إلى أن الأسئلة صعبة ولا تراعي كافة المستويات.


وبيّنت أن مادة الفيزياء صعبة جداً ولا يمكن فهمها بسهولة، مؤكدة على حزنها على تعبها في الشهادة الثانوية وأن دراستها ضاعت سدى، في حين استطاع الطالب الحائز على درجة 228 الحصول على فرصة دخوله أحد العلوم الطبية.
وأشارت الطالبة إلى أن أغلب ما يستجد في الكلية لايتم الإعلان عنه إلا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك أو التليغرام)، مؤكدة أن ليس بالضرورة أن يكون لدى الطالب اشترك بهذه المواقع أو توافر شبكة الإنترنيت بشكل دائم.
إيجابيات قليلة، وأخطاء في مادة الكيمياء.


أما الطالب يزن علي سلوم الذي حصل على مجموع 231 في الشهادة الثانوية أوضح أن بدايات هذه السنة التحضيرية كانت صعبة لكنه تلائم مع الوضع الآن، مؤكداً على صعوبة الأسئلة وبعض الأخطاء في أسئلة مادة الكيمياء، إضافة إلى أن المنهاج ضخم جداً.
أما عن إيجابيات هذه التجربة بالنسبة له قال إنه سيتمكن من دراسة أحد الفروع الطبية التي كان يحلم بها، مشيراً إلى أن المعدل النظري هو الذي يحدد فرزتك للتخصص (الطب البشري ـ طب الأسنان ـ الصيدلة)، أما العملي فهو الذي يحدد نسبة نجاحك في المادة فقط، ولكنه لن يدخل في معدل الفرز.
وعن توفر المواد والتجهيزات ذكر أنها متوفرة لكن هناك نقص في عدد المجاهر حيث يضطر كل 10 طلاب الجلوس على مجهر واحد، وهذا لا يدع للطالب مجالاً لأن يأخذ حقه بالحصول على المعلومة وإيضاحها.
معدل النجاح 60% والفرز وفقاً لمعدل درجات المواد النظرية
السيد حسام عدبا رئيس قسم التحضيرية في طرطوس تحدث إلينا قبل انتهاء مهامه مبيّناً أن الطالب يعد ناجحاً في السنة التحضيرية كلّ من يحصل على معدل قدره 60% في مجموع علامات المقررات، ويفرز جميع الطلاب في نهاية السنة التحضيرية سواء أكان الطالب ناجحاً أو مترفعاً أو راسباً أو لم يكن متقدماً إلى امتحانات هذه السنة.


وأشار إلى أن علامة الدورة التكميلية لا تدخل في الفرز وإنما فقط لترفيع المواد التي لم يتمكن الطالب من تقديمها بشكل نظامي لأسباب عدة، كما أن درجتها فقط لترفيع المادة، والفرز بين الكليات الطبية (الطب البشري ـ طب الأسنان ـ الصيدلة) يتم وفقاً لمعدل المواد النظري فقط في حين من الضروري النجاح في القسم العملي الذي يؤهله لتقديم المواد النظرية.
كما أوضح أن مدى فشل أو نجاح هذه التجربة يحددها الطلاب والمعنيون وأيضاً جامعة دمشق هي الأهم.
ضرورة تجهيز المخابر بالوسائل الإيضاحية
وأكد الطلاب على ضرورة تجهيز المخابر بالمواد اللازمة وأهمها المجاهر، إضافة إلى قلة الوسائل الإيضاحية فأغلب تلك الوسائل هي اصطناعية وليست طبيعية، حيث تكون المعلومات نظرية ولا يمكن ترسيخها إذا لم ترفق بوسائل تعليمية وتشريحية لتثبيت وترسيخ المعلومة، وأبسط مثال على ذلك الجمجمة.
وتمنى الطلاب تخفيض معدلات الفرز بين كليات (الطب ـ طب الأسنان ـ الصيدلة) ليستطيع الطالب تحقيق آماله التي سعى إليها خلال عامه الدراسي السابق، إضافة إلى احتساب درجة الدورة التكميلية من معدل الفرز.
في الختام نتمنى على الجهات المعنية مراجعة هذه التجربة بكلّ مفاصلها، ومعرفة الإيجابيات وتدعيمها والعمل على تلافي السلبيات وآخذ بعين الاعتبار آراء الطلاب ووجهات نظرهم حول هذه التجربة، لأنهم المعنيون والمستهدفون بها.
 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=79035