دام برس – قصي المحمد:

تقدم طلاب السنة الأولى ماجستير في قسم الكيمياء - كلية العلوم – بشكوى لــ «دام برس» مفادها أنّ أحد المقررات الإجبارية في السنة الأولى ماجستير«البحث العلمي» يقوم بتدريسه أستاذ من خارج كلية العلوم، وتحديداً من كلية الآداب والعلوم الانسانية متخصص بالفلسفة وعلم الاجتماع ذاكرينّ أنّ الاستاذ لا علاقة له فعلياً بالكيمياء لا من قريب ولا من بعيد مما تسبب لهم معاناة كبيرة. خاصةً أنّ كلية العلوم باختصاصاتها بما فيها الكيمياء تصنّف ضمن الكليات العلمية التطبيقية وليس النظرية. «هذا أمر معروف» وأضاف المشتكون، إضافة إلى أنّ الشهادة الثانوية التي سجّلوا على أساسها الكلية العلمي وليس الأدبي..!!

وأشار الطلبة في نص الشكوى: «أنّ مدرس المقرر يركز في محاضراته على مبادئ الفلسفة والمدارس الفلسفية ودراسات عن أشهر الفلاسفة كأفلاطون وغيرها من الأمور، وعلى الرغم من أنه يناقشها مشكوراً من وجهة نظر باحث أكاديمي، إلا أنّ هذا يمثل صعوبة كبيرة بالنسبة لنا، فما لنا ولهذه المواضيع وما علاقتها بعلم الكيمياء وتفرعاته».

وذكر الطلاب، أنهم قاموا بالتوجّه إلى رئيس قسم الكيمياء أ.د. سامح حمو الذي أكدّ لهم تفهمهُ للمشكلة محاول جاهداً حمو إيجاد حل للموضوع ولكنه اصطدم بصعوبات قانونية على رأسها عدم وجود أساتذة لديهم فائض في نصابهم القانوني يسمح لهم بأخذ مقررات إضافية، خصوصاً مرحلة الدراسات العليا والتي تتطلب - كما يقول أ.د. فرانسوا قره بيت المشرف العام ومنسق البرامج في كلية العلوم - تفرغاً جيداً لتحضير المحاضرات والإلمام بكل المواضيع ذات الصلة بالبحث العلمي الكيميائي.

وأكملوا شكواهم التي بنصّها المفصل: «لإلحاحنا الشديد والتفهم الكبير لمعاناتنا، تقدّم د.فرانسوا باقتراح بإمكانه حل هذه المشكلة بشكل جذري ودائم وهو أن يقوم عدد من كبار أساتذة القسم أي أصحاب درجة أستاذ دكتور فقط والمشهود لهم بالبحوث المتميزة وبراءات الاختراع والجوائز الدولية العديدة بإعطاء عدد من المحاضرات يتراوح ما بين (1 - 3) محاضرات على الأقل تتعلق بموضوع محدد ذو صلة بالبحث العلمي الكيميائي وفق الآتي:

أ.د. وليد البزة، وعناوين محاضراته هي: تصميم البحوث العلمية انطلاقاً من تحديد مشكلة البحث، طرائق تسجيل براءات الاختراع العلمية محلياً وعالمياً، طرق تقييم البحوث العلمية الحائزة على الجوائز.
أ.د. فرانسوا قره بيت: وعناوين محاضراته هي: أصول النشر في المجلات العلمية العالمية المحكمة، طرائق تقييم البحوث العلمية في المجلات المحكمة ويقسم كل عنوان من هذين العنوانين إلى عدة محاضرات مع أمثلة تطبيقية.
أ.د. ملك الجبة: وعناوين محاضراتها هي: التقييم النقدي للبحوث، البحث في قواعد البيانات المرجعية وبنوك المعلومات. ويشتمل كل عنوان عدد من المحاضرات مع أمثلة عملية لتعميق الفهم.
أ.د. محمد جمال الخطيب: وعناوين محاضراته هي: كيف تكتب أطروحة الماجستير وفق القواعد المعتمدة من قبل مديرية البحث العلمي في جامعة دمشق، مع أمثلة توضيحية، أهمية المؤتمرات العلمية ورشات العمل والدورات التدريبية التخصصية في صقل مهارة الباحث العلمي الأكاديمي.
ولكن بكل أسف، فقد رفضت عمادة الكلية هذا الاقتراح بذريعة عدم إمكانية تحقيقه ضمن الوقت المخصص حيث أنّه مضى من العام الدراسي ما يمضي على شهر ونيف وأنّ رئاسة جامعة دمشق لا يمكن أن توافق على اقتراح كهذا، علماً بأنّ أ.د. فرانسوا قره بيت تعهد بأن ينتهي من المقرر مع انتهاء العام الدراسي أي ضمن المدّة القانونية. وقد أبدى استعداده التام وزملائه لكتابة التعهد خطياً.

تابعت «دام برس» الشكوى مع المعنيين مباشرة، حيث نفى نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي الدكتور محمد الغريب مضمون الشكوى بالمجمل، وقال:  غير دقيقة وتبتعد كل البعد عن المصداقية، وأضاف الغريب، إنّ مقرر البحث العلمي يدرّسهُ استاذ الكيمياء في جامعة دمشق الدكتور يحيى القدسي وهو من أساتذة الكلية المعروفين والمشهود لهم.