الرئيسية  /  لقاء دام برس

السفير اليمني بدمشق يتحدث لدام برس عن المشهد اليمني وتطوراته


دام برس : السفير اليمني بدمشق يتحدث لدام برس عن المشهد اليمني وتطوراته

دام برس- مرتضى خليل محمد :

في اليمن يحارب الشعب حتى في لقمة العيش ورغم هذا لم يحدث اي تبدل في إرادة الشعب اليمني، فاليمن هي الحرب المنسية، اليمن هي الوجع الذي لا يلتفت إليه، حتى محور المقاومة انشغل في سورية اكثر رغم الانفراج السياسي،  هذا ويجري الحديث عن حرب الوكالة رغم التفوق الجوي من قبل التحالف العربي بقيادة سعودية.
هذا محور حديثنا مع السفير اليمني في سورية السيد نايف القانص، إضافة إلى مواضيع أخرى هامة.. لنتابع:

المشهد اليمني "الربيع العربي" والتغييرات الجذرية التي شهدها اليمن في الاونة الاخيرة؟

منذ عام 2011 كان هناك مطالب من أجل اصلاحات وتغييرات جذرية ليس لإسقاط النظام وليس من أجل احداث أي فوضى ولكن من اجل بناء دولة مدنية علمانية تتجه إلى الاهتمام بالمواطن فقط ولكن المخططات والطموحات الأجنبية والقوى المتربصة بالشعوب وخاصة القوى الإخوانية الممولة من قطر والسعودية اخذت البلاد إلى مسار اخر .
تسارعت الاحداث وجاء المبادرة الشيطانية "المبادرة الخليجية" التي انتهكت السيادة اليمنية وعطلت الدستور اليمني ثم جيشوا للحوار الوطني ورفضنا الفكرة لعدم شموليتها ورغم هذا لم يعطي الحوار أي شي رغم مهلة سنتين.

استطاعت الثورة ان تقلم الايادي السعودية التي كانت تعبث بالسيادة اليمنية، وخاصة اللواء الفار على محسن الاحمر الذي كان له هو وعبد ربه منصور هادي، الدور الاساسي في تفكيك مؤسسات الجيش وابطال مفعول الدفاعات الجوية والصاروخية وكانوا يجهزون لهذا العدوان.

وأما في العامين الأخيرين،  وضع هادي تحت الإقامة الجبرية إلى أن هرب بزيّ إمرأة، وتفاجئنا فجر هذه الليلة بالعدوان السعودي على اليمن، وتسارعت الاحداث وحصل ما حصل وقالو انهم جائوا بطلب شرعي من هادي الا ان هادي قال عبر قناة "دبي" الامراتية، بأنه متفاجئ ولم يكن يعلم بتدخل عسكري في اليمن.

الان والعدوان يكمل العامين لم يستطيعو ان يحققوا اي انتصار والعشب اليمني صامد رغم تدمير البنية التحتية بالكامل وحصاره اقتصاديا وتجويعه، والشاهد  على ذلك، معركة مخا الأخيرة معركة ارغمت العدو على دفع المزيد من القتلى،  ولهذه المعركة طابع خاص لدي، فمن أسرتي هناك المئات داخل الجبهة، ونحن متكفلين بالجبهة كاملاً وأنا شخصياً اتابع بالساعة ما يحصل هناك، كما أن السيد علي عبد الله صالح موجود في ارض المعركة هناك والسيد عبد الملك موجود في الجبهة الاخرى مع المقاتلين، وأنا منذ عشرة أشهر لم اتلقى أي راتب بسبب نقل البنك المركزي الي عدن ورغم ذلك لم توقف اي مؤسسة من عن العمل.

الحرب السعودية اليمنية...  هل يخوضها اليمن بالوكالة عن إيران؟
الادارة الاميركية تعمل اليوم لكي تكون الحرب سنة وشيعة وهذا ما ارادته القنوات العربية للاسف، ولكن بالحقيقة حرب حق وباطل من اجل انقاذ الامة العربية من المشروع الصهيو أميركي، ما يحدث في اليمن ليس له علاقة بالسنة والشيعة، الجميع يقاتل الى جانب بعض موجودين حتى الصوفيين والشافعيين بالمقدمة حتى السلفي موجود في المقدمة الى جانب اللجان الشعبية.

هل يحصل تقصير من الجيش اليمني واللجان الشعبية المساندة له،  بسبب التفوق الجوي من قبل التحالف؟

لا يمكن ان تعتبر هذا تقصير، لان المخطط كان جاهز، فعبد ربه عطل المنظومات الدفاعية بالكامل، بخبراء أميركيين وأردنيين والجو أصبح ملكهم، السلاح الوحيد الذي نمتلكه هو فقط الكلاشنكوف والاسلحة المتوسطة، واما الصواريخ البالستية فهي صواريخ قديمة استطعنا تطويرها وتحديثها لاحداث تدمير اكبر بالجبهة الاخرى. واذا حصل تقصير بقا هو تقير من الجميع بحق هذا الجندي لان المعركة غير متكافئة ولم يمتلك اي مقومات.

التهديدات اليمنية للجانب السعودي بدخول اراضيه.. هل ستحصل؟

دخلنا وفعلنا ولم يكن مجرد تهديد وما زال بايدينا مساحات سعودية واسعة، ونحن على مشارف نجران وأجزاء كبيرة من جيزان وعسير تحت سيطرتنا، والجيش اليمني إلى الان موجود فيها.

سعادة السفير، في المستقبل القريب كيف ترى الدور السعودي في اليمن؟

السعودية لها تأثير سياسي ولها تأثير من ناحية النفوذ، في الدور السياسي لا اعتقد ان لها دور في اليمن الا في حال توقف العدوان، إلى ألان من يمكن ان يكون لها دور سياسي. ولكن اذا استمرت المعركة وحسمت فلن يكون لها أي دور في المسستقبل القريب ولن تكون داخل أي تسوية سياسية وستدخل في وضع سيء وستتلقى صفعات عديدة، رغم أننا مستعدين أن نمد ايدينا للجميع.
في ظل تدهور الوضع الانساني في اليمن، كيف تواجه الحكومة اليمنية هذه الصعوبات؟

الوضع الانساني في اليمن كارثي بكل ما تعنيه الكلمة فالتحالف استهدف كل شي، لم يبقى شيء من مقومات الحياة، اضطرت الحكومة الى استبدال الطاقات بالطاقات البديلة الطاقة الشمسية.
اتجهت الحكومة الى المنظمات الانسانية الدولية، ولكن لم تقف اي منظمة الى جانبنا الا منظمة واحدة لها الشكر هي "هيومن رايتس ووتش" التي تنقل ما يحدث بالفعل. الحكومة عاجزة، الحكومة تعيش وضع مئساوي وانا اعتبر الوزراء ابطال فهم يقودون مرحلة الانعاش
كيف ترى موقف الامم المتحدة في سورية؟

من حيث المندوب اراه كاذب ومنافق ويدعي الحيادية، فالأمم المتحدة صنعت ميثاق تفعل عكسه، ولكن في سورية الفيتو الروسي الصيني كان له الدور الاهم في كبح جماح المتأمرين. والوضع هنا في اليمن مختلف تماماً.
هل من الممكن ان نرى دوراً روسياً في اليمن كما نرى الان في سورية؟

الحقيقة، عندي أمل ان يستدرك الروسي الحقيقة، روسيا عندما وقفت بجانب روسيا هي وقفت بجانب نفسها، وهي المستفيد من هذه الاحداث، سورية اعادت روسيا الى قطب توازني كبير وجعلت من روسيا ذلك المجد، واليوم الدور الروسي عاد واستطاع ان يروض من جنون معتوه تركيا إردوغان وجعله يعود إلى الصواب، ولكن روسيا انشغلت بالملف السوري وهي تخوض الحرب الثالثة دون الإعلان عنها وانتصرت.

وفي زياراتي للمسؤولين الروس احسست ان هناك اهتمام ولكن لم يكن يصل الينا بسبب انشغالهم بالمعركة السورية وإذا لم تريد روسيا دوراً لها في اليمن، اقل شي نريد دورها الإنساني.

اذا حدثت التسوية السياسية في اليمن لمن سيكون الدور الدولي البارز؟

ليس لدينا أي مانع لمن يكون، سواء لإيران إو روسيا او السعودية، ولكن نتوقع اذا كان هناك دور بارز فسيكون لسلطنة عمان فهم الوحيدين الذي يسعون لتخفيف جراحنا.

سعادة السفير، الحرب على اليمن هل تشبه الحرب على سورية؟
تتشابه الحروب طبعاً، سورية وقفت مع اليمن سابقاً، ونحن على ثقة تامة أن سورية لن تترك اليمن في حربها، كما لم تترك اي بلد عربي سابقاً، على اقل ما يمكن ان نرد الجميل لسورية ونقف إلى جانبها، صدق هناك يمنيين يطالبون بالقتال إلى جانب الجيش السوري، ومن جهتتنا نأمل أن يأتي الجميع لنصرة الشعب اليمني، بعد تأمرت علينا الجامعة العربية، ونأمل أن يكون هناك جيش عربي لنصرة فلسطين.

أخيراً ماهي رسالتك عبر مؤسسة دام برس الإعلامية ؟

"إن كانوا على حق في حربهم على اليمن، فليستريحوا ساعة فقط، وليتوجهوا في حربهم هذه إلى إسرائيل، وسوف نسامحهم رغم كل شيْ، وسنقول أن هذه التحالف هو عربي".

تصوير :سومر شقيف

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=76764