الرئيسية  /  تحقيقات

الثقافـة رممت.. والسياحة تسوّف أربـع سنوات ... سوق الوراقين مصير مجهول بين وزارتين..


غرباً من الجامع الأموي، وكأي سوق من أسواق مدينة دمشق القديمة، توزعت محلاته المتسعة بالكاد لبضائعها على جانبي شارع ضيق، لتشكل ما يعرف بسوق الوراقين، صاحب المساحة الأقل مقارنة بغيره من الأسواق الأخرى، ولكنه مع مساحته الصغيرة يعاني اليوم من تعارض أو غياب في التنسيق بين المعنيين - بحال من الأحوال - بدمشق القديمة وما فيها من أسواق وعمران.
لوحة مرقعة
المشكلة باختصار أن السوق يتبع في إحدى جانبيه لوزارة الثقافة، أما الجانب الآخر، فيتبع لملاك وزارة السياحة، وهو اليوم يشبه لوحة من الفسيفساء المرقعة، نظراً لقيام إحدى الوزارتين (وزارة الثقافة مديرية الآثار) بترميم جانب من السوق أثناء ترميمها لسوق مدحت باشا، في حين بقي الجانب الآخر التابع لصالح (وزارة السياحة) على حاله السابق بواجهات معدنية صدئة وجدران قديمة متهالكة، توشك على السقوط على رؤوس أصحابها.
بداية القصة
يتحدث أحد بائعي السوق في الجانب المرمم عن بداية العمل بالترميم بالقول: في عام 2007 تم توجيه إنذارات من قبل وزارة الثقافة مديرية الآثار إلى أصحاب المحلات للإخلاء الفوري لمدة تسعة أشهر، واستمر الإخلاء لمدة سنة ونصف تقريباً دون أن يتم التعويض في وقت لاحق من قبل الآثار عن فترة التأخير التي تجاوزت المدة المحددة، وكان الحديث وقتها أن الجانب المرمم من السوق يعود في التبعية لخان أسعد باشا، لذا تم ترميمه من قبل الآثار، في حين أهمل الجانب الآخر لكونه يعود بالتبعية لوزارة السياحة التي قامت باستملاك هذا الجانب من السوق من مدة ليست ببعيدة، تقريباً /5/ سنوات وأهملت الموضوع آنذاك.

على وشك الانهيار
ويصف أحد أصحاب المحلات (الصلاحي) الجانب الآخر من السوق متآكل الجدران المشكلة بالملحة والمستعجلة، ويتحدث عن ضرر كبير يمكن أن يحدث في حال لم يتم الترميم بشكل فوري ومستعجل، ويشرح إحدى الحوادث التي وقعت من وقت قريب بسقوط كتل حجرية من إحدى الأعمدة مسببة الخوف والهلع لأصحاب المحلات، والتي استدعت بالضرورة الاستعجال بحل مؤقت تمثل بتركيب أعمدة حديدية تسند السقف الذي أوشك على السقوط.
ويضيف الصلاحي شارحاً حجم المشكلة: إن عملنا في السوق تضرر كثيراً، فعمل الآثار امتد لسنة ونصف تقريباً، وتلتها المحافظة برصف للشارع أعاق حركة المارة والمشترين، وننتظر بلهفة بدء السياحة بالعمل، لكن هذا الأمر سيسبب لنا أيضاً الضرر لسنوات أخرى، ولعل المسؤول عن كل هذا هو غياب التنسيق والتعاون بين هذه الوزارات والجهات المعنية لنطبق كعادتنا الأمثال الشعبية: (اللي إيدو بالمي مو متل اللي إيدو بالنار).

أسئلة بلا إجابات
السوق الذي يصل عمره بحسب المختصين إلى /310/ سنوات تقريباً بالتزامن مع عمر خان أسعد باشا المجاور له... دفن اليوم في الحياة حياً بحسب تجاره ومالكيه نتيجة غياب التنسيق بين المعنيين عنه، وهدأت كرته أخيراً في ملعب السياحة، المعنية وحدها سواء ببدء ترميم فوري وعاجل للأجزاء المتضررة أو بالبدء في إكسابه حلة جديدة تعطيه الانسجام مع جانبه الآخر لتعود إليه الحياة التي فقدها، والتي بدأ مهندسوها بحسب تجار السوق بالتوافد إلى المكان، وإجراء الدراسات اللازمة دون بدء فوري بالعمل.. ولأننا مؤمنون أن من يتأخر بالفعل قد لا يتأخر بالقول، طرحنا هذه الهواجس والتساؤلات على لسان المتضررين لوزارة السياحة، فبقيت في مكتبها الصحفي لتؤكد تأخر الفعل بتأخر القول والإجابة.. فهل ننتظر أجوبة على شكل ردود، والأهم هل تبدأ وزارة السياحة بترميم السوق أم تتركه مرقعاً؟!.

محمد محمود

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=7504