الرئيسية  /  تحقيقات

المركز الوطني للمتميزين بيئة لتنمية قدرات الطلبة حاضنة لعلماء المستقبل على مستوى عالمي


يهدف المركز الوطني للمتميزين لبناء نخبة علمية تنهض بالمجتمع و تطوره من خلال تنمية مواهب وقدرات الطلبة المتميزين في المجالات المعرفية و الفنية و البحثية ، و تمكينهم من اكتساب مهارات التفكير العلمي و الابتكار كثروة بشرية وطنية مبدعة، وتوفير البيئة النفسية و المادية و التربوية و التي تمكن من التعلم النشط و الفعال وتحفز على الإبداع و الابتكار ، و جالت دام برس على أرجاء المركز و حضرت جانب من المحاضرات العلمية بالمركز و التقت الطلاب و الهيئة التدريسية .

مستوى معرفي عالي

خلال جولة دام برس على المركز صادف تقديم الطالب قصي عثمان لزملائه محاضرة عن الهندسة الهذلولية كإحدى فروع الهندسات اللاإقليدية و التي تستخدم في الفضاء حيث خلصت المحاضرة لعدم وجود أية براهين على إقليدية الفضاء بينما توجد براهين دامغة على عدم إقليدية الفضاء و تميزت النقاشات بين الطلاب خلال المحاضرة بالروح العلمية العالية التي تعتمد على المنطق العلمي التي تظهر امتلاك الطلاب آلية التفكير الصحيحة .
و قال عثمان الحائز على المركز الثاني بالأولمبياد السوري لمادة الرياضيات لدام برس " ساعدني الخبراء المتخصصين بالمركز السوريين و الروس على حل المشكلات الرياضية التي واجهتني ، وهو ما لم يكن متوفر لي قبل دخولي للمركز إضافة لإمكانية البحث المتطور على شبكة الانترنيت ، و توجيهي للعديد من المواقع الرياضية العربية و الأجنبية التي ساعدتني على تطوير نفسي ، و تابع بالقول " واجهت صعوبات عديدة ببدايات تعلقي الشديد بالرياضيات قبل سنتين تتمثل بإيجاد المعلومة الجيدة والمراجع المتخصصة باللغة العربية و الأجنبية " و أضاف " ساهم الأولمبياد بوضعي على مسار المنافسة القوية التي فرضت علي تطوير معلوماتي و البحث عن الجديد، إضافة للاحتكاك مع الخبراء السوريين الذين لا يقلون عن الخبراء الأجانب ينقصهم الاستثمار المناسب حتى أن بعضهم وضع نظريات خاصة به .
و لا يخفي عثمان تخوفه من عدم وجود فرع جامعي متطور يتناسب مع إمكانيات الطلبة المتميزين بالرياضيات ، حيث تعتمد أغلب المناهج الجامعية على العلوم النظرية التي تخطاها الطلبة المتميزون بالمركز ، ويسعى عثمان خلال السنوات القادمة على تحقيق نتائج جيدة بالأولمبياد العالمي و متابعة أبحاثه الخاصة بالرياضيات و دراسة مناهج تطور آلية تفكيره بالرياضيات .

المركز بيئة مناسبة لاستثمار طاقات الطلبة

يرى الطالب يزن حسن إبراهيم بالمركز الببيئة مميزة لاستثمار طاقاته بمواد الفيزياء و التاريخ ، نظراً لما له من اهتمامات بالتوثيق التاريخي ، و يقول " يمكن العمل على إعطاء المادة التاريخية الجافة الحياة عبر ربطها بالواقع المعاش " ، و لفت يزن للحياة الاجتماعية المميزة بالمركز و تابع " كل الطلاب بالمركز يستحقون الوجود بهكذا مكان ، و باسم زملائي نعد بانجازات مستقبلية ترفع اسم بلدنا سورية " .
من جهتها قالت رأت الطالبة روضة قاروط بالمركز المكان المناسب للطلاب الغير تقليديين ، و الراغبين بالبحث العلمي لا الاعتماد على الحفظ و التلقين ، و أهم ما يميز الطالب المتميز بنظر روضة الرغبة بالتغير و قالت " أسعى للتغير بعلم الوراثة كمشروعي العلمي المستقبلي حيث أتابع آخر الأخبار العلمية لعلم الوراثة ، و أعد مشاريع بحثي بهذا المجال " ، و دعت قاروط المجتمع لوضع ثقته بالطلاب المتميزين و المراهنة على نجاحهم بالمستقبل ، .

خبير روسي " المتميز من يمتلك القدرة و الرغبة على البحث "

و قال الخبير الروسي فاليلي المتخصص بتدريس الرياضيات للمتميزين بجامعة موسكو " تمنح صفة التميز بما يكتسبه الطالب من قدرات بالعلم و الجهد و الدراسة عبر الزمن من خلال المعارف و تجارب الحياة ، و ما يميز الطالب المتميز عن غيره من الطلاب رغبته الدائمة بالحصول على كل ما هو جديد ، و تطوير ما لدية و قيامه بمشاريع بحثية ، بالإضافة لامتلاكه موهبة حب الإطلاع على ما هو قديم و جديد و الطموح للتطوير.
و عن مدى تميز طلاب المركز قال " الزمن كفيل بالحكم على مدى تميزهم بما يقدمونه من تجارب ، و يحق لسورية أن تسعى لتطوير الوجه العلمي للبلد بهكذا مركز متطور ، و أتوقع نتائج متميزة للطلبة و يشاركني بالرأي كل من زار المركز ، حيث أبدت العديد من الدول المتطورة إعجابها بخطوة سورية و تعمل تركيا على تأسيس هكذا مركز ، كما افتتحت الولايات المتحدة مركزين للمتميزين ، و يضاهي المركز السوري المراكز العالمية بالمقاييس العلمية و المنهجية المتطورة " .
و عن مدى تحسن استقبال الطلاب للمعلومات قال فاليلي لدام برس " واجهت الطلاب بالفصل الأول مشاكل بالتكيف مع منهجية البحث الجديدة ، و هو أمر طبيعي عملنا على حلها بالتعاون مع إدارة المركز و المدرسين ، وعملنا على تنمية الرغبة الكامنة لدى الطلبة بالحصول على المعرفة ".
و لخص فاليلي العناصر الأساسية لإعداد الطلاب المتميزين بمركز مجهز بأفضل الوسائل و التجارب العلمية المتطورة و المدرسين المعدين بشكل خاص و مناهج حديثة و دليل الطالب و المعلم المتطورين



مدير المدرسة " أتمنى لو أعود طفلاً لأدرس بالمركز "
عبر أحمد إبراهيم مدير المركز الوطني للمتميزين عن رغبة وزارة التربية بتقديم منتج علمي متميز قادر على تشكيل نواة بحث علمي و علماء بالمستقبل ، و هو ما يتلمسه القائمون على المركز بالطلاب عبر الإحساس العالي بالمسؤولية لديهم ، و هو أهم متلازمات التميز برأي إبراهيم عبر المواظبة على الدراسة ومشاريع البحث مع الخبراء و التكيف السريع مع البيئة البحثية و الدراسية الجديدة .
و نفي إبراهيم أي إلزام للطلاب بفروع معينة بالمستقبل و قال " يحصل الطالب بعد ثلاث سنوات يقضيها بالمركز على شهادة ثانوية خاصة بالمتميزين ، و يساعد نظام التقويم و الذي يعتمد على نظام الكتل و الأمثال على قراءة ميول الطلاب ، و بعد نيلهم الشهادة يخضعون لمفاضلة بينهم لمتابعة دراستهم بفروع تلبي رغباتهم وميولهم ، مع مراعاة تلبيتها المصلحة الوطنية بالمستقبل ، التي يمكن تحقيقها بدخول الطلبة اختصاصات نوعية تلبي حاجات المجتمع " .
و دعى إبراهيم أهالي الطلاب لحث أبنائهم على الانتساب للمركز نظراً للبيئة التربوية و العلمية التي تغلب على المركز ، و لما ينتظر خريجي المركز من مستقبل باهر علمياً و عملياً و قال " أتمنى أن أعود طفلاً لأدرس بالمركز بدلاً من إدارته لما يحضى الطلاب من رعاية كاملة " .
و تابع إبراهيم " يعتلك المرشدين النفسيين المقيمين بالمركز و الكادر التدريسي و البالغ عدده 36 مدرس و الحائزين على دبلوم التأهيل التربوي القدرة على التعامل مع مشاكل الطلاب الطارئة ، كما خضعوا لدورات نوعية بإدارة المواهب ، و إدارة التغيير وآلية دمج التكنولوجيا بالعلم و كيفية إعداد الطلاب المبدعين و كشف منابع الإبداع و تنميتها .
و لفت مدير المركز لحالة التشاركية بين الإدارة و أهالي الطلاب عبر زيارات الأهالي الأسبوعية و الاتصال على مدار الساعة و أضاف مدير المركز أحمد إبراهيم " التعامل بين الطلاب و كادر المركز تعامل أبوي كونهم أمانة بأعناقنا و نهتم بهم أكثر من اهتمامنا بأبنائنا " .
و يحتوي المركز المحدث بموجب المرسوم التشريعي بتاريخ 27/ 8/ 2008 على مسرح لإقامة الندوات ، و النقاشات التفاعلية بين الطلاب و عرض الأفلام ، بالإضافة لشعبة المعلوماتية التي تؤمن أفضل مخابر الحواسيب و 27 وحدة سكنية تتسع كل منها 30 طالب و يوفر المركز الرعاية الطبية الكاملة للطلاب ضمن المركز الطبي الذي يشتمل على عيادة سنية و أربع عيادات خارجية و 11 غرفة لاستقبال الحالات الطبية الطارئة على مدار 24 ساعة ، و يقع المركز في مدينة حمص على مساحة 84000 متر مربع و يتقاضى الطلبة خلال دراستهم تعويضاً شهرياً مقداره 5000 ليرة سورية ، كما يلتزم الطلبة خريجو المركز بمتابعة دراستهم الجامعية و العليا على نفقة الدولة ضمن بعثات الإيفاد الداخلي و الخارجي .
.

دام برس : سعد الله الخليل

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=7502