الرئيسية  /  لقاء دام برس

الباحث الإعلامي رفيق نصر الله في حوار خاص مع دام برس


دام برس : الباحث الإعلامي رفيق نصر الله في حوار خاص مع دام برس

دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان:
إعلامي وكاتب لبناني من بلدة حولا الجنوبية قضاء مرجعيون، حاصل على شهادة الماجستير في التاريخ الحديث من جامعة بيروت الدولية، ودبلوم دراسات عليا في الشؤون العربية ـ رئيس تحرير مجلة "المدائن" الفكرية السياسية ـ مدير مركز التدريب الإعلامي ـ مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات الاستراتيجية في بيروت، محاضر ومحلل سياسي له العديد من الدراسات السياسية والإعلامية والمسرحية والشعرية وغيرها الكثير.
أهم وآخر إصداراته "ميديا الحرب الناعمة ـ فن السطوة على الرأي العام" ـ إشكالية الدين ـ السياسة والقبيلةـ
مؤسسة "دام برس" الإعلامية التقت الباحث والكاتب الإعلامي الأستاذ رفيق خليل نصر الله أثناء تواجده في مدينة الشيخ بدر، وتحدثت معه حول أهم القضايا الإعلامية والسياسية في سورية والمنطقة.
هدف المشروع الاستعماري تفتيت الأمة العربية
لماذا سورية؟
بلا شكّ أننا بمواجهة مشروع استعماري قديم حديث يستهدف تفتيت الأمة العربية ككلّ، وربما كان المركز الرئيسي لهذه المؤامرة سورية.
يُراد من ذلك كلّه، ضرب هوية سورية وعروبتها والخط المقاوم لها، وتهديم بنية هذا البلد خدمة لمشروع تفتيت المنطقة وإنشاء يهودية الدولة، وإنهاء منظومة العالم العربي التي كانت – ربما ولو بالحد الأدنى – قائمة، ولذلك نحن بمواجهة هذا المشروع الجديد القديم الذي يسعى بالوسائل كافة إلى ضرب هذا البلد وربما إزالته حتى من الخريطة.
أين البوصلة؟ هل ما زالت القضية الفلسطينية هي الأساس؟
قضيتنا العربية وهويتنا العربية هي الأساس، وهي جزء من القضية الفلسطينية، والآن النضال الذي نخوضه دفاعاً عن سورية، هو دفاع عما تبقى من العروبة وفلسطين وعن ثقافة مشروع المقاومة الذي نحمله.
ضرورة إنشاء مؤسسة للشعوب العربية وليس للأنظمة
ما هي الوسيلة لإحياء جامعة الدول العربية من غفوتها بعد أن لعبت دوراً سلبياً في الأزمة السورية؟
لقد كان آخر مؤتمر حقيقي لجامعة الدول العربية كان مؤتمر الخرطوم عام 1967، عندما ذهب جمال عبد الناصر وأعلن "اللاءات الثلاث"، وخرجت القمة بإصرار على التمسك بالثوابت من خلال لاءات ثلاثة: "لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض" مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه، والتحضير لحرب 1973، وبعد أن بدأ "كامب ديفيد" يطلّ علينا، انتهى شيء اسمه جامعة الدول العربية.
بالأساس كانت جامعة رمزية، وكانت فكرة بريطانية أكثر من كونها عربية، رغم بعض محاولات تفعيلها للاستفادة منها، لكن بدأت بالانحدار إلى أن وصلت إلى هذا المستوى الذي غطت فيه غزو ليبا، وما يجري في غزة والبحرين واليمن.
للأسف هناك موظف يدعى "أمين جامعة الدول العربية" يجب أن يكون مصري ولكن السعودية هي التي تختار الاسم، وهناك كادر ينطبق عليه الوضع ذاته.
وفي عام 2012 – 2013 استطاعت قطر أن تسيطر على إدارة الجامعة عندما كانت السعودية عرجاء، وللأسف أصبحت الجامعة كمشهد كرنفالي، وقد انتهى دورها، لذلك اقترح في هذا المضمار إنشاء مؤسسة للشعوب العربية وليس للأنظمة.
"الميديا" السلاح الأخطر في التضليل ومخاطبة الرأي العام
لعب التضليل الإعلامي دوراً كبيراً في الأزمة السورية، هل استطاع الإعلام الوطني مواجهة هذه الحرب الإعلامية؟
كانت "الميديا" جزءاً من المخطط ومن أدوات الهجوم على سورية وكان سلاحاً قوياً، إضافة إلى الناحية العسكرية، وقد لعب هذا السلاح دوراً خطيراً في مخاطبة الرأي العام وفي التضليل وفي محاولة زرع أفكار ومعتقدات جديدة.


أستطيع أن أقول إن جزءاً من الإعلام السوري أو المقاوم لعب دوراً في المواجهة، ولا بدّ من توجيه التحية لقنوات قدمت أبطالاً دفعوا حياتهم ثمناً في الميدان وكانوا من الشهداء، والآن يعد الوضع الإعلامي أفضل من الأول، ولكن ما زلت أدعو إلى نوع من "الميديا المقاومتية" التي يجب امتلاكها لمواجهة الآخر بسلاحه، ونتمكن على الأقل من تحصين المشروع الوطني والقومي.
أين تكمن سياسية إيقاف الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات" بثّ قناة المنار بحجة بثّ برامج "تثير النعرات الطائفية"؟
كان من الطبيعي أن تقوم السعودية بهذا الأمر، وهو قرار سياسي وليس مهني، حيث مارست ضغوطاً كبيرة على مصر لإيقاف القناة، وهذا الإيقاف تمّ لضرب أي صوت ممانع أو مقاوم وقادر على المواجهة.
وبصراحة أخاف في المستقبل على قناة الميادين وعلى كلّ القنوات التي لها هوية وطنية، ولا ننسى أن الإعلام السوري أيضاً قد تعرض للكثير من الضغوط والممارسات لمنع إيصال الحقيقة.
الجيل الجديد من الإعلاميين هم صنّاع "الميديا" الجديدة
كيف يمكن بناء استراتيجية إعلامية عربية مقاومة لتحصين المواطن العربي؟
لا بدّ من أن يكون لدينا إعلاميين طليعيين جدد قادرين على امتلاك المقومات كافة، ويجب على القوى كلها المسؤولة عن القرار المركزي أن تعترف بوجود قدرات إعلامية متقدمة وتسنح لها فرصة الظهور.
كما يجب امتلاك المقومات والمكونات ولا بدّ إعطاء الفرصة للجيل الجديد من الإعلاميين للتعبير عن أنفسهم ويكونوا جزءاً من "الميديا" الجديدة.
الميدان هو المفاوض الأساس
هل هناك نصر "تموز" جديد في سورية؟
لا شكّ أن هذا النصر يلوح في الأفق، وعلى الرغم أنني لست محللاً عسكرياً، ونحن في قلب المواجهة، وهي مفتوحة على كافة الاحتمالات، قد نكسب في مكان، ونتراجع في مكان آخر، ولكن في النهاية يجب علينا أن نتذكر أين كنا في عامي 2012 و2013، وأين أصبحنا الآن.
لقد أصبح الميدان هو المفاوض وهو المؤثر والذي يعدل مواقف الدول على كافة المستويات الإقليمية والدولية، والوضع الميداني جيد، وإنشاء الله سنكون في مرحلة ربما ليست بعيدة أمام معطيات مختلفة.
مؤسسة "دام برس" الإعلامية تشكر الأستاذ رفيق نصر الله مدير المركز الدولي للإعلام والدراسات الاستراتيجية على هذا اللقاء السريع، متمنية له التوفيق والنجاح في عمله.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=72301