الرئيسية  /  لقاء دام برس

الدكتور أحمد العلي مدير عام المصرف العقاري السوري في حوار اقتصادي مفتوح


دام برس - اياد الجاجة :

يعتبر المصرف العقاري السوري من أكبر المؤسسات المصرفية في القطر إذ يستأثر بحيز واسع من النشاط المصرفي الإجمالي.

وقد حرص المصرف العقاري السوري منذ تأسيسه على تخديم أوسع شريحة ممكنة من المجتمع من خلال اكبر شبكة فروع ومكاتب خدمية والتي تتميز بتوزعها الجغرافي المدروس. ويعزى نجاح المصرف لعدة عوامل لعل من أبرزها مواكبة التقنيات الحديثة فيما يتعلق بأنظمته وخدماته عبر شبكة واسعة تربط بين الفروع ومكاتب الخدمات التابعة لها، إذ يعمل المصرف على أنظمة برمجية حديثة ومستخدمة في عدد كبير من المصارف العالمية يتم تطويرها بشكل مستمر.

وفي ظل تصاعد وتيرة الأحداث والتطورات السياسية في سورية وزيادة المخاوف من الانعكاسات السلبية على الواقع المصرفي أحببنا أن نتطلع على هذا الواقع من خلال لقاءنا لهامة مصرفية أثبتت جدارتها في تجاوز المشاكل والسعي نحو تطوير العمل المصرفي، ضيفنا اليوم الدكتور أحمد العلي المدير العام للمصرف العقاري السوري.

هل أثرت الأزمة الحالية التي نمر بها على الملاءة المالية للمصرف؟

كما تعلمون إن المصرف العقاري السوري صاحب أكبر رأس مال بين المصارف العامة في سورية وحجم الودائع لدينا في الوقت الراهن كبير بالمقارنة مع المرحلة السابقة، بكل تأكيد لقد انعكست الأزمة بشكل نسبي حيث انخفض بشكل قليل حجم الإيداعات المصرفية حيث انخفضت نسبة السيولة ومع ذلك المصرف العقاري السوري ما يزال لديه سيولة زائدة حيث لدينا بحدود مليار هي قيمة الودائع ولدينا إذا مازلنا في حالة توازن مابين حجم الإيداعات وحجم التسليفات وهناك حالة استقرار في كتلة الودائع العامة لدى المصرف.

والمصرف يمارس عمله بشكل طبيعي ونحن قد تأثرنا في تعاملاتنا الخارجية فقد أصبح هناك بطئ في تنفيذ العمليات ونحن نبحث دائما عن حلول بديلة للوصل إلى تنفيذ عملياتنا المصرفية.

وفي تقيم للوضع العام نحن نمتلك سيولة جيدة وعملنا مازال مستمر في ظل الظروف الراهنة.

إن وسطي الإيداعات في “المصرف العقاري” بجميع فروعه، تبلغ بشكل يومي 200 مليون ليرة، على حين تبلغ الإيداعات هذه شهرياً 5 مليارات ليرة، أما السحوبات فتصل بشكل شهري إلى 3 مليارات ليرة، ما يعني أن “العقاري” يسجل بشكل شهري إيداعات صافية تصل إلى 2 مليار ليرة سورية

ما هو السبب وراء تعطل الصرافات الآلية في الأيام الماضية حيث تشهد هذه الصرافات ازدحام ونقص في التمويل؟

للأسف في اليومين الماضيين كان لدينا مشكلة في انقطاع التيار الكهربائي في الحقيقة يمتلك المصرف العقاري السوري عدداً من الصرافات الآلية موزعة في كافة المناطق، والمصرف حاليا يعتمد على كوادره الخاصة في صيانة الصرافات.

هل لكم أن تطلعونا على سياسة المصرف في منح القروض؟

كما تعلمون علينا أن نميز بين التسهيلات المباشرة والتسهيلات الغير مباشرة، بالنسبة للتسهيلات المباشرة نحن مستمرين بتقديمها بحيث مازال المصرف يمول العديد من المشاريع.

أما بالنسبة للتسهيلات الغير مباشرة توقفنا خلال المرحلة الماضية لجملة من الأسباب أهمها انخفاض نسبة التسديد من قبل بعض المتعاملين بسبب توقف نشاطهم وكل ذلك يعطي مؤشرات ضعف في عملية التسديد ولذلك قررنا التريث كما لدينا مشكلة في انخفاض السيولة في الليرة السورية ونحن في الحدود حاليا.

ونحن سيكون لنا دوراً بارزاً في مشاريع إعادة الاعمار ونحن اليوم جزء من عملية الاستثمار العقاري في مشروع بساتين الرازي.

ما هو واقع تسديد القروض المتعثرة ؟

لقد أغلق “المصرف العقاري”، ملفات بعض القروض الثقيلة مثل قرضي “المؤسسة العامة الاستهلاكية” و”المؤسسة العامة للخزن والتسويق”، حيث بلغ قرض “المؤسسة الاستهلاكية” سابقاً، 12 مليار ليرة، سدد منها لـ”المصرف العقاري” مبلغ 9 مليارات ليرة، عن طريق “صندوق الدين العام” وتم شطبها بشكل كامل من رصيد “المصرف العقاري”.

  وفي السياق، أبقى المصرف بعض القروض إلى الآن، بعد تسديد جزء بسيط آخر لا يتعدى 500 مليون ليرة، بحيث بقي منها 2.5 مليار ليرة، ليتم تسديد جزء آخر منه بمقدار 1.25 مليار ليرة سورية، ويتبقى جزء أخير يبلغ 1.25 مليار ليرة، مع توقعات بأن يغلق ملف هذا القرض الثقيل بحلول نيسان أو أيار من 2015.

لقد تلقى المصرف نحو 220 طلباً لجدولة قروض الفعاليات الاقتصادية بناءً على المرسوم التشريعي رقم 8 لعام 2014، و المتقدمين بطلبات لجدولة قروضهم هم من أصحاب الفعاليات الاقتصادية المتعثرين عن الوفاء بالتزاماتهم المالية وجزء منهم من المتعثرين ما قبل الأزمة.

ما هي التوجهات العامة للمصرف العقاري السوري في المرحلة القادمة ؟

التوجه العام في المرحلة القادمة وفي ضوء الظروف الراهنة هو المحافظة على موجودات المصرف كما أننا نسعى لأن نتواجد في كل المناطق وعلى سبيل المثال نحن مازلنا نعمل في محافظة حلب بحيث تقوم فروعنا في مختلف المحافظات بتقديم كافة الخدمات للمواطنين.

وسوف نولي موضوع الصرافات الآلية الأولوية من حيث إعادة توزيع الصرافات الموجودة، ونحن نحاول البحث عن حلول تقنية في ضوء العقوبات الظالمة التي طالت العمليات المصرفية ونحن نستثمر في الكادر البشري.

ما هي رسالتكم للمواطن السوري عبر مؤسستنا الإعلامية ؟

أود أن ابعث رسالة اطمئنان للمواطن السوري بأن وضع المصارف السورية بشكل عام والمصرف العقاري بشكل خاص هو جيد وأموال المودعين بأمان لدينا ونحن ندعو الأخوة المواطنين بالمحافظة على ودائعهم والاقتصاد السوري قوي ولا حاجة لعمليات الدولرة وستبقى الليرة السورية بخير.

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=51&id=57548