دام برس: المسألة تحتاج إلى بعض الإيضاحات وعبر التساؤلات المختلفة في سياسات عواصم القرار، أو إن شئت عواصم المؤامرة على الشرقين الأوسط والأدنى، وفي ظل تداخلات الحسابات بين الساحات، إن لجهة الساخنة (القويّة والضعيفة)وان لجهة الباردة (تجميد الحلول فيها وعليها كونها خارج الحسابات التكتيكية مرحلياً، ويتم تأهيلها كساحات مخرجات). حل الأزمة السورية بحاجة إلى اتفاق روسي وأمريكي مشترك، وحل المسألة العراقية يحتاج إلى تقارب إيراني سعودي، والأخير مرفوض أمريكيّاً كما الأول تماماً، والأفكار المصرية حول المسألة السورية لم ترقى بعد إلى مستوى المبادرة السياسية الكاملة حتّى اللحظة. ثمّة تساؤلات تطرح نفسها وتسوّق ذاتها وتشير إلى أجوبه هنا وهناك، وان كان منطلقها الفكري التفكير بعقلية المؤامرة للوصول إلى فهم المؤامرة نفسها، فمن أجل أن نفهم المؤامرة أي مؤامرة علينا أن نفكر بعقلية التآمر وما يحاك في المنطقة. السؤال الذهبي المطروح الآن في كواليس كيميائيات العلاقات المتعددة والمختلفة، وسلاّت الجهود إزاء الحدث السوري من زاوية البحث عن حلول سياسية لمفاصله وترسيماته على أرض الواقع هو: لماذا هذا الدخول المصري المفاجأ على خطوط البحث عن الحل السياسي للحدث السوري الآن، وبعد انطلاق المبادرة الروسية المتكاملة والمقنعة إلى حد ما، خاصةً أنّها صارت تحقق نجاحات متفرقة تحتاج الى الجمع فيما بينها للخروج بمشهد متكامل؟ هل قرار القاهرة جاء مستقلاً أم تم بإيعاز من الآخر الطرف الثالث بالحدث السوري الخصم للدولة الوطنية السورية ونسقها السياسي الحالي؟ هل الجهد المصري في سياق البحث عن حل سياسي لما يجري في سورية هو لبعثرة الأوراق الروسية؟ هل يمكن أن تصل الأفكار المصرية إلى مستوى الفعل والمبادرة التي تقبل بها كافة الأطراف السورية المعارضة، إن لجهة الداخل السوري، وان لجهة الخارج السوري، بما فيها الحكومة السورية والطرف الثالث بالحدث الشامي إن كان غربيّاً وان كان عربيّاً؟. هل الأفكار المصرية من شأنها وفعلها أن تلغي المبادرة الروسية، أو على الأقل إضعافها ومن ثم إفشالها؟ ما هي مصلحة مصر في ذلك لجهة النتيجة في خانة الإلغاء أو الأضعاف ثم الإفشال للمبادرة الروسية؟. مبادرة الكرملين المتكاملة تقوم على مفاصل وأساسيات الحل الداخلي(حوار سوري سوري) وبعيداً عن التدويل، بينما أحسب وأعتقد أنّ الأفكار المصرية حتّى اللحظة تعمل على إعادة جلّ المسألة السورية من جديد لتطرح كرزمة واحدة على طاولة الحوار الأممي وتعتمد جنيف واحد منطلقها، في إطار جنيفات جديدة تشارك فيها جميع الأطراف الإقليمية والدولية، بجانب المحلية السورية إن لجهة الحكومة، وان لجهة المعارضات وحتّى تلك التي ليس لها ترسيمات على الميدان، وبدون أثر يذكر في سياقات لغة الفعل الميداني وتفاعلاته العسكرية؟ وهل يمكن أن نصف من يطبّل ويزمّر ويرقص للتقارب المصري السوري واقعاً في فخ السذاجة والوهم السياسي بامتياز أم أنّه محق لدرجة ما؟ وهل الهدف من جلّ الأفكار المصرية وغيرها هو لحين تغيير المعادلات وموازين القوى الإقليمية والدولية، والاستثمار في الزمن عبر الاستنزاف لسورية من قبل الطرف الثالث، لحين انتزاع الدولة والنسق السياسي السوري من تحالفاته الإستراتيجية على الساحتين الدولية والإقليمية إلى خانة ما يسمّى بمحور الاعتدال العربي(عفواً الاعتلال العربي)، والذي يعمل الجميع في المحور الخصم لسورية على إحيائه من جديد في ظل ما يسمّى بالتحالف الدولي لمحاربة دواعش(الماما والدادا)الأمريكية في العراق المراد احتلاله وتقسيمه، وسورية المراد إسقاط نظامها ونسقها السياسي وبالتالي تقسيمها وإلحاقها، التحالف غير الشرعي وخارج قرارات الشرعية الدولية، والذي جاء تشكيله وفرض المشاركة فيه برؤية أمريكية عبر منطق القوّة لا قوّة المنطق؟. هل الرفض السوري إن حدث لسلّة الأفكار المصرية يعني استمرار الوضع على ما هو عليه، وبالتالي التقسيم السلس بنعومة فائقة لجلّ الجغرافيا السورية؟ هل هناك تنسيق مصري روسي إن لجهة الرأسي، وان لجهة الأفقي، على طول خطوط العلاقات موسكو القاهرة؟ أم أنّ المسألة تتموضع حول الفكرة التالية: الجهود المصرية والأفكار الخلاّقة تلتقي عفوياً وصدفةً بالجهود الروسية(المبادرة الروسية) لكنها لا تنسق معها؟ هل أعادت القاهرة من جديد انتاجات وصياغات لمفهوم الأمن القومي العربي وبالتالي تطويعه وتوظيفه وتوليفه للعب ذات الدور السياسي السابق لها وعبر البوّابة الشامية، حيث علامات الاستفهام كانت متعددة عليه وقت الرئيس المخلوع مبارك، خاصةً بعد نجاحات حقيقية لمصر السيسي(قد تعجبك وقد لا تروق لك)في المسألة الفلسطينية وبعد حرب غزّة الأخيرة، فكانت سلّة النتائج بمستويات أكثر من رائعة ومذهلة لمحور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من بعض عرب وعربان، وكل ذلك على حسابات نضالات الشعب الفلسطيني المقهور وطموحاته في سياقات الصراع العربي الإسرائيلي؟. من الذي لعب دور الصانع والعرّاب المقنع لواشنطن في ضرورات الاعتماد على مصر ودورها المحوري في المنطقة، باعتبارها قوّة عسكرية يمكن الركون إليها باعتماد حقيقي، إن لجهة فلسطين المحتلة وسورية المتآمر عليها، والعراق المراد احتلاله من جديد وتقسيمه، وان لجهة لبنان وسلاح حزب الله، وحتّى إن لجهة إيران ومسألة المواجهة معها لاحقاً خاصةً في ظل احياءات جديدة للدور المصري في لبنان والذي صار ساحة وغى وصراع لصراعات كافة الأطراف الدولية والإقليمية بأدوات الداخل اللبناني؟. هل أخضع مجتمع المخابرات والاستخبارات الروسية(الانعطافة المصرية)غير الجادّة وغير الحادة، على أرضية خطوط العلاقات الروسية المصرية بعد عزل الرئيس محمد مرسي، لمزيد من الدراسة والتحليل والتمحيص؟ هل تسرّعت موسكو وأعطت منظومات اس 300 المتطورة لمصر إن صدقت صحة المعلومة؟ لماذا أرسلت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي عشر طائرات هليوكوبتر من نوع أباتشي(طائراتهم بأسماء ضحاياهم الهنود)لمصر، بعد الاتصال الهاتفي بين العندليب الأسمر باراك حسين أوباما والرئيس عبد الفتّاح السيسي، حيث الدور الواضح للملك عبد الله الثاني ومنظومات حكمه في إحداث مقاربات شاملة على طول خطوط العلاقات المصرية الأمريكية لضرورات تطورات سياقات الحدث السوري لاحقاً خلال العام القادم؟ وهل التغيرات في قيادة جهاز المخابرات المصرية الأخيرة(اللواء خالد محمود فؤاد فوزي مديراً واللواء محمد طارق عيسى سلام نائباً له)جاءت كنتاج للرؤية الأمريكية السعودية القطرية الإماراتية، في توظيفات جديدة وعسكرية للدور المصري إزاء الحدث السوري، والمسألة العراقية، ولجهة لبنان وسلاح حزب الله، ولجهة فلسطين المحتلة وحتّى إيران نفسها كما أسلفنا، بعد إعادة هندسة لمسار العلاقات المصرية القطرية، بفعل مبادرة الملك السعودي ومنظومات صناعة قراره؟. وهل ضغطت واشنطن على مجاميع المعارضة السورية الخارجية لتغيير وجهة قبلتها من موسكو باتجاه القاهرة؟ وهل ثمّة سيناريو يرقى درجة أو مستوى المؤامرة على الفدرالية الروسية قبل سورية ونسقها السياسي؟ هل تتخلّى دمشق العاصمة عن استراتيجيات الاستثمار في الوقت والانتظار وبالتالي ترك إستراتيجية شعرة معاوية، لصالح استراتيجيات الحسم الشامل إن لجهة الحسم السياسي، وان لجهة الحسم العسكري، بالتعاون مع دول حلفائها الإقليميين والدوليين وحركات المقاومة المختلفة والتي هي في بعضها أكثر من حزب وحركة وأقل من دول؟. معلومة استنتاجية على شكل حقنة بالعضل: العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي ضد أي تقارب سعودي إيراني، كون من شأن هذا التقارب أن ينهي العدو الذي صنعته أمريكا ورعته من إيران(فوبيا إيران)لتبتز به السعودية وشقيقاتها الصغرى من دول الخليج. وواشنطن تريد إسقاط سورية ونسقها بالحل السياسي أو الدبلوماسي أو العسكري، ومن ثم تقسيمها إلى ثلاث دول لسبب عميق جيواستراتيجي يتموضع في ضرورة الالتفاف على مشروع روسيّا لمد أنبوب الغاز عبر تركيا، بحيث يصار إلى تحويل الجغرافيا السورية إلى ممر للنفط والغاز السعودي القطري الإسرائيلي إلى أوروبا عبر جغرافية تركيا، انّها حرب الطاقة نفطاً وغازاً والتي أنتجت ديبلوماسيات الطاقة بمفهوم جديد، حتّى ولو تطلب الأمر إسقاط أردوغان نفسه، حيث الأخير صار يخشى انقلاباً داخلياً عليه، وهنا قد يكون من المفيد أن نقول أنّ فلادمير بوتين قد تسرّع في رهانه الثاني بعد الرهان الأول، على حصان خاسر لاختراق حلف شمال الأطلسي ومن البوّابة التركية وان حدثت ارتباكات هنا وهناك في مفاصل صنع القرار في حلف الناتو في البدء!. الأزمات تراوح مكانها في المنطقة، وتحاول التعايش مع الواقع الصعب بفعل التباعد بين الأقطاب، أن لجهة دواخل المنطقة، وان لجهة خوارجها الجدد، وان لجهة الطرف الثالث والذي يعمل على إعادة رسم حدودها بالدم والنار. بامتياز هناك تحالف سوري عراقي إيراني حزب الله موجود في المنطقة، ولقاءات طهران درست وبحثت قوننته وترسيمه استعداداً للسيناريوهات الدموية في العام القادم 2015 م، إزاء ملفات الخلاف والبؤر الساخنة تمهيداً لأي مواجهات قادمة، خاصةً وأن مضمون هذا التحالف أو المحور بمضمون عسكري مخابراتي اقتصادي سياسي دبلوماسي، يجري العمل على تفعيل جلّ هذه الروابط وتوحيد الجهود لمنع الاستفراد بكل ساحة على حدا. أنقرة ورغم الموقف منها فهي تقع في إطار محطات ومفاصل العلاقات الثلاثية على طول خطوط إيران بغداد سورية بجانب حزب الله ولك أن تقول حماس أيضاً والجهاد الإسلامي لاحقاً في ظل تموضعات جديدة لحركة حماس، تركيا بعلاقاتها مع إيران وان كانت فوق الطاولة تعاون وتحت الطاولة تنافس يصل درجة الصراع، إلاّ انّها بمجملها مقبولة ويمكن البناء عليها في ظل التقارب التركي الروسي والذي فتح صندوق هدايا روسية متعددة لأنقرة، والسؤال هنا: هل من شأن كلّ ذلك أن يفرض قراءات تركية جديدة إزاء الدولة السورية ونسقها السياسي، وفي ظل تعرض أردوغان لمحاولات انقلابية داخلية بفعل الخيوط الأمريكية الأوروبية المختلفة وكما أسلفنا سابقاً؟. وهنا لا يمكن وصف تركيا بأنّها لا تتصدّر الحرب على دمشق ونظامها، كما يحاول البعض المتأترك بالمعنى التكتيكي لا الإستراتيجي، من العربان قوله وتسويقه للوصول إلى أنّ هناك مشتركات وتقاطعات وبعد أربع سنوات من الحرب الأممية على سورية، والصراع فيها وعليها وحولها وعقابيل ومآلات ذلك؟!. محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من بعض غرب وبعض عرب وبعض مسلمين، وضعوا كل من سورية وإيران في خانة الاستهداف العميق وعبر إخضاع سلعة النفط وإدخالها في الصراع السياسي إزاء سورية والمنطقة، فموسكو وطهران تشتركان بمصير واحد والمصالح المشتركة في تزايد كما المخاطر أيضاً نحوهما، وبعد العقوبات الدولية على موسكو بفعل المسألة الأوكرانية، وهي بالمناسبة ليست عقوبات كونها خارج الأمم المتحدة، بل هي أعمال عدائية من قبل منظومات الناتو، من هنا أقر فلادمير بوتين عقيدة عسكرية روسية جديدة للجيش الروسي، اعتبر بموجبها تمدد الناتو لضم كييف له، خطراً عسكرياً يهدد الأمن الداخلي الروسي كما يهدد الأمن القومي الروسي أيضاً. فكان التقارب الروسي التركي وعبر الورقة الاقتصادية وورقة الطاقة(خطوط الغاز خط سيل الغاز الجنوبي ومنها إلى أوروبا)وإنشاء مجمّع للغاز على الحدود التركية اليونانية لتزويد ايطاليا بالغاز، وليعوّض عن خط سيل الغاز الشمالي والذي ترفض بلغاريا مروره بأراضيها بضغط من الإتحاد الأوروبي، ثم تحييد الخلافات على خطوط العلاقات التركية الإيرانية والبحث عن أي مشتركات وهذا من شأنه أن يقود إلى التموضعات في جبهة موحدة ضد محور واشنطن تل أبيب، خاصةً وأن نواة البلدربيرغ الأمريكي تضع في عينها وتمام عقلها وفكرها تقسيم تركيا وعبر الورقة الكردية، حيث البدء تأسيس إقليم كردستان سوري على غرار العراقي ليمهد لدولة كردية قادمة في المنطقة، وتحت ضغط الحرب على سورية ونسقها السياسي كانت الإدارات الكردية المحلية، فتركيا فهمت واستوعبت الرسالة التالية: أن تنسب الانتصارات في العراق على داعش للبشمركة(على ضعفهم)لا إلى الجيش العراقي والعشائر، يعني بمجمله يصب في تحقيق كيان كردي مستقل في الشمال العراقي، مع كيان كردي مستقل في شمال سورية، وتحت ضغط الحرب عليها مما يعني تقسيم تركيا لاحقاً، مع أنّ هناك في استراتيجيات البلدربيرغ الأمريكي تأسيس كيان كردي في شمال غرب إيران عبر الكرد الإيرانيين وحزبهم حزب الحياة الكردي الإيراني(بيجاك). وعلى هذا الأساس نرى أنّ كيسنجر تركيا رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلوا يهندس لتحسين العلاقات مع مصر، لحين تحقيق مقاربات مصرية تركية قد تقود إلى نصف استدارات لحاجة الطرفين لبعضهم البعض، خاصة ما يخطط لتركيا عبر الورقة الكردية، ومصر عبر سيناء وعبر ليبيا لاحقاً، بالرغم من أنّ العلاقات الدبلوماسية لم تنقطع بين القاهرة وأنقرة وكذلك العلاقات الاقتصادية والتجارية والسؤال هنا: هل تسمح واشنطن وبلدربيرغها بعودة حقيقية للعلاقات المصرية التركية؟ ما هو نوع وطبيعة الاعتراض الإسرائيلي الصهيوني المتوقع على عودة العلاقات؟ هل ثمّة إعاقات سعودية إماراتية أو فيتو سعودي اماراتي مشترك لعودة العلاقات على خطوط علاقات القاهرة أنقرة؟ وفي حال رفع الفيتو السعودي الإماراتي المشترك عن عودة العلاقات بين أنقرة والقاهرة، ما هي التنازلات التركية المطلوبة سعوديّاً وإماراتياً؟ وهل تستجيب تركيا لما هو مطلوب من الزاوية السعودية والإماراتية؟ كيف يكون الدور البريطاني في مسألة الرغبة المصرية التركية المشتركة لتحسين العلاقات وعودتها، في ظل وقوع الجيش التركي تحت المظلة البريطانية والجيش المصري تحت المظلة الأمريكية؟. هناك معلومة تتحدث عن لقاءات حدثت قبل التغير الأخير في قيادة جهاز المخابرات المصري، مع المخابرات التركية وبمبادرة تركية وفي القاهرة نفسها، بحثت مسألة تحسين العلاقات وما يعترضها والفيتوهات المتوقعة من بعض الأطراف الخليجية، والطرف الأمريكي والطرف الإسرائيلي الصهيوني، والآن يتولى هذا الملف اللواء محمد طارق عيسى سلام مع رئيس شعبة مكتب المخابرات التركية في المخابرات المصرية. وفي ظل ما يخطط لتركيا من استراتيجيات بلدربيرغيّة وفي عين نواته وهدفه نتساءل التالي:- هل عوامل الربط التركي مع إيران وروسيّا والصين صارت أقوى مما هي عليه مع واشنطن؟ وهل من شأن ذلك أن ينعكس على جلّ المسألة والحدث السوري؟. صحيح مئة بالمئة أنّ أردوغان الآن ورغم أنّه قطع كل خيوط علاقاته مع النسق السياسي السوري، قد لا تكون لديه مشكلة من بقاء النظام والنسق السياسي السوري لكن دون الرئيس الأسد مثلاً. أعتقد وأحسب أنّه سيحدث تمنّع تركي واضح في البدء، لكن في النهاية سيتعاملون مع معطيات الواقع السوري في حالة تظهير التحالف الإقليمي الجديد المدعوم روسيّاً وصينيّاً ومن باقي دول البريكس، في السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والتسليح، مع وجود حزب الله وأدواره في المنطقة لاحقاً والتي قد تتجاوز الحدود اللبنانية نحو حدود الدم والنار التي يرسم بها محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به حدود الساحات وفقاً لمصالحه. إنّ نوتة ونغمة أردوغان الكلاسيكية مع استمرار النزاع مع المسلحين الراديكاليين ستستمر، وهنا سيردد الأردوغان الرئيس: أنّ سبب هذا النزاع الميداني هو بقاء الأسد، وأعتقد هنا أنّ هذه النوتة والنغمة الكلاسيكية الأردوغانية لم تعد تقنع أردوغان نفسه، ولا حتّى كيسنجر تركيا أحمد داوود أوغلوا ومدير المخابرات التركي هاكان فيدان. معاذ الأسير والرهينة ليس خسارة طبيعية كما تحاول بعض الأطراف الإعلامية الموجّهة، وبعض الأطراف السياسية في الدولة تسويقه، ولا نريد توظيف حادثة أسره ورهنه من داعش لتوسيعات قد تكون قادمة للدور الأردني في مشاركاته، فيما يسمى بالتحالف الدولي لمحاربة دواعش الماما والدادا الأمريكية في العراق وسورية، وعلى الدولة الأردنية تحريك الشارع والمعارضات الشعبوية والتي تدعوا إلى تعليق مشاركات عمّان في أعمال هذا التحالف، لتكون ورقة قويّة بيد الدولة في مواجهة لا مبالاة دول التحالف غير الشرعي، والتي تخوض حروب سينمائية على الدواعش أبنائها، كونها مشاركات غير دستورية للجيش العربي الأردني وفقاً لنص المادة 127 من الدستور والتي تنص على: تنحصر مهمة الجيش في الدفاع عن الوطن وسلامته: يبين بقانون طريقة التجنيد ونظام الجيش وما لرجاله من الحقوق والواجبات. يبين بقانون نظام هيئات الشرطة والدرك وما لهما من اختصاص. نحن الأردنيين غير راضين عن تفاعل وتنسيقات أعضاء ما يسمى بالتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في العراق وسورية، إزاء التعامل مع حادث النسر الأردني معاذ، فهو ليس بالمستوى العسكري والعملياتي المطلوب، ونرفض أي خطوط حمراء يروّج لها هذا التحالف غير الشرعي في التعامل والتفاوض مع دواعش الماما والدادا الأمريكية، في سبيل استعادة معاذنا من قبضة دواعشهم التي صنعوها وضغطوا علينا بمرحلة لدعمها عبر الورقة الاقتصادية وحاجة الدولة المالية لسد عجوزات الموازنة العامة، والآن يضغطون علينا بمزيد من الضغوط وعبر الاستثمار في مكافحة الإرهاب الذين هم صنعوها وصاروا يحاربونه وصرنا ندعوهم لينقذونا منه، فيا لسخرية التاريخ بفسيفسائها. الشرق الأوسط منطقة يعاد تفكيكها وتركيبها من جديد، حيث تفكيك كيانات قائمة واطاحات لحدود ومحاولات لرسم وتأسيس اتحادات إقليمية، قد تقود لوقائع وترسيمات جغرافية ديمغرافية حديثة، حيث الحدود والخرائط صارت ترسم بالدم. والشرق الأوسط منطقة لم تتهيأ بعد لتلك الديمقراطيات الغربية والتي ثبت فشل ترويجها وتسويقها، من قبل الليبراليين الجدد في المنطقة، برامكة الساحات الشرق الأوسطية، ومن هنا أتساءل السؤال التالي: هل المنطقة فعلاً بحاجة إلى أتاتورك عربي، يحدد ترسيمات المجتمع بالقوّة، بعد ما عمّت فوضى التطرف والإرهاب بفعل المؤامرة والتي اشترك بها بعض عرب وعربان، وبعض مسلمين، بجانب الأمريكي والإسرائيلي الصهيوني وبعض غرب أيضاً؟!. www.roussanlegal.0pi.com mohd_ahamd2003@yahoo.com |
||||||||
|