دام برس:
بخبر متوقع نظرآ للحالة الصحية الصعبة للملك السعودي الذي يحكم السعودية منذ عام 2005 ,, أعلن الديوان الملكي السعودي، إن "الملك عبد الله، الذي يبلغ من العمر 90 عاما، دخل الأربعاء، مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض، لإجراء بعض الفحوصات الطبية"، دون أن يعطي المزيد من تفاصيل عن حالته الصحية ,, ولكن جميع المؤشرات ألاولية التي تسربت ألى وسائل الاعلام تؤكد أن الوضع الصحي للملك السعودي بأت حرجآ , فدخوله المستشفى في وقت مبكر من صباح الأربعاء ، دون إعلان مسبق، يعد مؤشراً على أنه دخل المستشفى في حالة إسعافية خطرة نوعآ ما,,فالملك السعودي أجرى بالفترة الماضية عمليات جراحية متعددة ,, مما يوحي بصعوبة الوضع الصحي للملك السعودي،ومما يزيد التاكيدات حول تدهور الوضع الصحي للملك السعودي هوظهور أنبوب أوكسجين رفيع يخرج من أنفه خلال استقباله للرئيس الأمريكي باراك أوباما، في شهر آذار من هذا العام ،وهذا دليل اضافي على تدهور حالته الصحيه بشكل كبير .
*داخليآ ...هل بدأت التحضيرات في السعودية لمرحلة مابعد الملك عبدالله بن عبد العزيز ؟؟.
يبدو وأضحآ ,,أنه بالفترة ألاخيرة بدأت الدولة السعودية رسميآ ,,بالتحضير لمرحلة ما بعد الملك عبدالله فالوضع الصحي للملك لم يعد يؤهله للاستمرار بقيادة دفة الحكم للدولة السعودية ,,ومع بدء هذه التحضيرات برز ألى الواجهة حجم الصراع على كرسي الحكم بين افراد العائلة الحاكمة ,فهذه قضية معقدة وشائكة جدآ ,,فحجم الصراع على الخليفة الذي سيرث كرسي الحكم بدأ يتصاعد بشكل كبير داخل أروقة الحكم بداخل البيت الملكي ,,فوفاة الاميرين سلطان- ونايف تشكل نكسة كبيرة لجهود وراثة الحكم التراتبية ,,وكذلك الوضع الصحي لولي العهد الامير سلمان77عامآ لايؤهله أيضآ لقيادة دفة الحكم .
هذه المتغيرات بمجملها دفعت هيئة البيعة في شهر اذار الماضي وتحت ضغوطات امريكية كما يقال ألى عقد أجتماع لهيئة البيعة الخاصة بال سعود والهدف هو الوصول ألى تسوية ما لترتيب مرحلة مابعد الملك عبدالله وتقرر حينها وبمصادقة من الملك عبدالله تعيين الامير مقرن بن عبد العزيز "أحد أبرز الامراء لتولي دفة الحكم "في منصب مستحدث وهو نائب ولي العهد بشرط أن هذا التعيين ليس نهائيآ ,,هذا التعيين واحتمال تولي الامير مقرن لدفة الحكم أثار صراع داخلي كبير بين أفراد العائلة المالكة ,,فبرز الى الواجهة طموح الامير متعب أبن الملك عبدالله بتولي دفة الحكم بعد والده ,,كما برز الى الواجهة ايضآ ألامير محمد أبن نايف "مدعوم ومزكى من واشنطن "وهو الطامح ايضآ وبقوة الى قيادة دفة الحكم هناك ,وخصوصآ بعد اقصاء ألامير بندر بشكل كامل من سباق ابناء العمومة لتولي كرسي العرش ,ومن هنا يبدو واضحآ ان مرحلة مابعد الملك عبدالله بن عبد العزيز هي مرحلة صعبة ومضطربة نوعآ ما ,,بسبب صعوبة ألاحتكام الى بديل انسب لقيادة دفة الحكم بسبب صراع اجنحة العائلة المالكة على كرسي العرش الملكي,,وخصوصآ بظل عدم قدرة سلمان ولي العهد على أدارة البلاد بسبب وضعه الصحي وصراع اجنحة العائلة المالكة على هذا الكرسي .
*خطورة ما بعد مرحلة الملك عبدالله على الداخل السعودي ؟؟.
تعتبر مرحلة ما بعد الملك عبدالله سعوديآ ,,من اصعب المراحل على الوضع السعودي داخليآ ,,فصراع أجنحة الحكم على كرسي العرش ,,من الطبيعي أن ينعكس على الوضع العام للمملكة السعودية ,فصراع الحكم هو صدى لفوضى الداخل السعودي,فالاقتصاد السعودي سيتأثر كثيرآ بالمرحلة المقبلة فمجرد ألاعلان عن دخول الملك عبدالله الى المشفى يوم الاربعاء تسبب بهبوط سوق ألاسهم السعودية بنسبة تجاوزت حاجز 5%,,مما يعكس حجم القلق بسوق الاقتصاد السعودي من مرحلة ما بعد الملك عبدالله ,أما بالمزاج الشعبي العام فصراع اركان العائلة المالكة على كرسي الحكم ينعكس صداه على الداخل السعودي بشكل واسع فهناك من يؤيد متعب وهناك من يؤيد محمد وهناك من يؤيد مقرن وهناك من يؤيد استمرار سلمان وهناك من يدعو لعودة بندر ,,وهناك من يدعو لتجربة ديمقراطية من نوع أخر داخل المملكة ,,مما ينذر بفوضى عارمة ستعيشها المملكة بمرحلة ما بعد الملك عبدالله .
*مابعد مرحلة الملك عبدالله أقليميآ ودوليآ؟؟.
تعيش المملكة السعودية بهذه المرحلة ,,بظل مجموعة محددات أقليمية ودولية ,,فليس أولها الوضع البحريني المضطرب ,والخلاف مع قطر وعمان,والوضع بالجارة اليمنية الذي أصبح يشكل خطر بمنظومة ألامن السعودي الداخلية ,,والوضع بسورية والعراق ولبنان ومصر وليبيا وتاثير المملكة باحداثه ,وليس اخرهذه المحددات حرب النفط التي تشترك بها "واشنطن والرياض "بهدف أخضاع "موسكووطهران " لشروط تسويات واشنطن الدولية والرياض ألاقليمية ,,ومن هنا يبدو وأضحآ أن مرحلة ما بعد الملك عبدالله ستشهد تغيرآ كبيرآ بموقف السعودية من مجمل هذه الملفات ,,فمحمد بن نايف حليف امريكا الاقوى بالداخل السعودي له رؤية متشددة نوعآ ما بخصوص هذه الملفات ,,اما مقرن فيقرأ الامور بعكس رؤية محمد بن نايف فهو يسعى لبناء مسار جديد للسياسة الخارجية السعودية ,,اما متعب بن عبدالله فهو يسعى للأستمرار بسياسة ونهج والده ,,مما يعكس حجم تضارب الرؤى بين المرشحيين لوراثة الحكم السعودي ,,والذي قام عدد منهم مؤخرآ بزيارات متلاحقة لواشنطن "متعب بن عبدالله–محمد بن نايف " ,بهدف أستمزاج رأي واشنطن برؤية كل منهما لمرحلة ما بعد الملك عبدالله ,,لعلها تزكي أحدهما على ألاخر مع ان الاقرب لرؤية واشنطن هو محمد بن نايف ,, ومن هنا فمجمل هذه الرؤى للمتغيرات ألاقليمية والدولية ,,يسمع صداها اليوم بالداخل والخارج السعودي ,,فتضارب الرؤى لاحداث الاقليم سينعكس مستقبلا على شكل صراع حاد ستعيشه المملكة.
*أخيرآ ...من هو الوريث المتوقع وألاقرب لعرش المملكة ؟؟.
معظم المؤشرات والدلائل المتوفرة ألى الان ,,ترشح وبقوة ألامير محمد بن نايف ليكون هو الوريث ألاقرب لعرش المملكة نظرآ لتقارب رؤيته مع مصالح واشنطن بالمنطقة ,,مع ان هناك أحاديث ومؤشرات بدأت تظهر موخرآ تتحدث عن توريث الحكم للامير متعب بن عبدالله ,,ولكن هذه المؤشرات لم تخرج عن طور التكهنات ,,أما بالنسبة للامير مقرن فهناك خطوط حمر كثيرة تمنع ألامير مقرن من تولي دفة الحكم السعودي بسبب أمور تتعلق بنسب ألامير ووالدته و نظرته المعتدله لاحداث المنطقة ككل وهذا ما لاتريده بعض رموز العائلة المالكة بالاضافة ألى واشنطن مرحليآ مع العلم ان ألامير مقرن هو الشخصية ألاكثر شعبية و قربآ ومحبة من الشعب السعودي بعكس باقي جميع المرشحين التي تتفاوت شعبيتهم عند الشعب السعودي ,,اما بالنسبة للامير سلمان ,,فهو ألاقل حظآ بفرص الوصول الى كرسي الحكم ,,بسبب وضعه الصحي ولاسباب اخرى ,منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي,وهذا ما يؤكد أن الامير محمد بن نايف هو ألاوفر حظآ الى الان بتولي دفة الحكم للمملكة ,,ومع ذلك سننتظر ألايام القادمة لتعطينا اشارات ودلائل اوضح حول طبيعة المسار المقبل لمرحلة ما بعد الملك عبدالله بن عبد العزيز سعوديآ وأقليميآ ودوليآ ,,فالمرحلة المقبلة تعطي مؤشرات واضحة عن تكهنات خطرة قد تعيشها السعودية بمرحلة ما بعد الملك عبدالله بن عبد العزيز .
*كاتب وناشط سياسي –الاردن .
hesham.awamleh@yahoo.com