الرئيسية  /  أخبار

بالعامية: في سورية معارك بلا رصاص وانتصارات بطعم الدم


دام برس - بلال سليطين :

لم تعد المعركة في سورية بين دولة ولا دولة، أو بين نظام ومعارضة، أو بين جيش وطني وميليشيات إرهابية، فقد باتت المعركة معارك على مختلف الجبهات حتى تلك التي لا يوجد فيها سلاح ولا ذخيرة، وإنما فيها مقاتلون فقط، مقاتلون لا يمكن القول عنهم إلا ضحايا من أجل الحياة.

فالمواطن اضطر أن يصبح مقاتلا لكي يعيش، فهو يخوض معركة على الفرن لكي يحصل على ربطة الخبز وإذا لم يخضها فإن أطفاله سيموتون جوعا، وقد يموت هو اختناقاً على الفرن من شدة الاكتظاظ البشري.

وهو يخوض معركة لكي يركب في السيرفيس الذي يتدلل عليه سائقه ويأخذ منه الأجرة على هواه، وينتقي الركاب على مزاجه ويستحسن الراكبات الأنثيات، خصوصا في فترات الازدحام في الصباح وبعض الظهر، وعلى المواطن أن يتقن هذه المعركة جيدا لكي ينتصر في الوصول إلى جامعته أو دوامه الوظيفي فلا أستاذ الجامعة يقبل التأخير عن المحاضرة ولا مدير المؤسسة يسمح بالتأخير ساعة، (ويا مواطن قاتل لحتى تركب أربعة أربعة بالمقعد الثلاثي وتوصل وأمرك لله).

حتى باص النقل الداخلي صار معركة (وياويلي على هالمعركة شو معتة وصعبة)، بدك تعارك لحتى تطلع، وبعد ما بتطلع بدك تعارك لحتى توقف على اعتبار أن ما في محل تقعد (كلو مليان)، وبعد ما توقف بدك تقاتل لحتى تسكت الشوفير يلي طول الطريق بضل عم يقول (لورا ياشباب اذا بتريدوا العالم بدها تطلع "فوتو لجوا")، وبتضل الناس تفوت لجوا لحتى تنكبس كبس، ومو ناقص غير يحطولهن شوية ملح خشن وشوية خل بصيروا مخلل، ولحق باصات مخلل باليوم.

ما علينا هذا ولا شي لسا معاركك مع القضاء، ومع رفقاتك بالشغل يلي كل يوم عم تنسرق الابتسامة من وجوهن وعم تصير ما بتتفسر، ولا المعارك مع جارك يلي بيشغل المولدة الساعة ١٢ بالليل منشان يتفرج عالمسلسل التركي هو ومرتو، ولا المعارك مع صوت جارك يلي بيصرع الحارة أول الشهر وهو عم يندب حاله هو ومرتو لأن راتبه خلص ولسا ما جاب حاجة البيت من الأكل.

وهيك المواطن (الإنسان) عنا بضل بالمعارك، وما بتخلص المعارك يعني لسا في معارك لحتى يجيب جرة الغاز يلي صارت بالألف ياويلاه، وشي بدو يقاتل المختار أو مسؤول الحزب يلي مكلفتو الدولة يشرف على العدل بالتوزيع وبياخد الغاز ببيعو قدام بيتو بسعر زايد بدل مايشرف على العدالة بتوزيعو بمركز الدولة، ولا بدو يقاتل لحتى يمشي الدور بالتوزيع، هوهوهوووو ولا المعارك عالمؤسسة الاستهلاكية منشان الرز والسكر يلي بتسجل الدور فيها اليوم بيجي دورك بعد شهر، بس بآخر الدوام بنفس اليوم يلي سجلت فيه بتشوف الشوالات عم تطلع لبرا وتنباع بالسوق السوداء، وشو بدو يحكي الواحد ليحكي الواحد.

شو بدنا بالحكي صارت معاركنا أشكال وألوان، ومع هيك بيطلع أحد المسؤولين بقول "مازال الشعب السوري ورغم الأزمة يعيش بهامش من الرفاهية"، بقوموا الكل بدهن يخوضوا معركة مع ذلك المسؤول، مو حاجتهن كل المعارك يلي عم يخوضوها، بيني وبينكن يمكن معه حق رئيس الحكومة طب بدي اسألكن مانكن عم تعملوا معركة لحتى تدبروا محل تقعدوا فيه بالمقاهي المزدحمة جدا.

وك حتى بالمعركة الأم يلي هي الأزمة في معارك، يعني الجريح بدو معركة لحتى يتعالج، الشهيد بدهن أهله معركة حتى يحصلوا على حقوقه، والمخطوف بدها عائلته معركة لحتى تعيش لبينما يطلع راتبه، ودويخة القصة.

بتطلع هيك بتطلع هيك، بتقول، يلعن أختها لها المعركة (الأزمة) يلي صايرة بها البلد، لعمة حتى بالمعركة (الأزمة) يلي صارت شماعة منعلق عليها كل شي، حتى بهي طلعنا مميزين وطلع بدنا معركة لحتى نستوعب وننجى من كل هالمعارك الناتجة عن هديك المعركة وشووووو هالتناقضات الرهيبة فيها.

على قولة هداك الشاعر "بلا ما نفكر لأن التفكير بتعب"، إي ولو سيادة المساعد جميل بعرف انو مو الشاعر يلي قالها لهي بس بدي معركة لأعرف مين قالها، بتشرب قهوة، إي كاسك لكن.

شو مفكر كل المعارك رصاص وبس، إي في معارك ما فيها رصاصة بس الانتصار فيها مغمس بالدم، هلا مثلا إذا أنا بدي آخد ربطة خبز بدي إتعارك مع ١٠٠ واحد عالفرن وبالأخير باخدها بس لبينما اطلع من زحمة الناس بكون أكلت شي 100 كف ولكمة ولبطة، وبتقلي ما معركة وما  دم، "وجع". ياسيادة المساعد جميل صارت حياتنا وجع، وك حتى إذا بدنا نسافر صار بدنا معركة لحتى نحجز محل عالقارب يلي رايح لبعيد، وك ونحنا عم نخوض معركة لأن ما بدنا نسافر بدنا نضل هون، يا أخي منحب هون حتى بالمعارك مامنعرف نحب غير هون.

وك حتى اذا كتبنا بالفصحى صار بدنا معركة لحتى نلاقي  كلمات تعبر عن معاركنا.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=51031