دام برس - خاص:

كثيرٌ من الصناعيين السوريين فضلوا إبقاء صناعاتهم في سورية وعدم مغادرة وطنهم للحفاظ على الصناعة والإقتصاد في سورية، ومنهم الصناعي أسعد وديع فروسين صاحب معمل لصناعة قوالب الأحذية المؤسس في عام 1970م وهو من أهم الصناعيين الذين عملوا في هذا المجال، وفي حواره مع دام برس كشف عن معاناته بعد خسارته لمصنعه إثر تدميره وسرقته من قبل المجموعات المسلحة .

يقول الصناعي فروسين:

معملي يعنى بتصنيع  القوالب التي تقوم عليها صناعة الأحذية بكافة أنواعها و بكافة القياسات، ويقوم أصحاب معامل الأحذية بأخذ هذه القوالب ليصنعوا عليها الأحذية بكافة أشكالها، فجميع الأحذية على حدٍ سواء تحتاج لقوالب ليُشد عليها الجلد لتأخذ الأحذية الشكل المطلوب، ولا يمكن لأي معمل أحذية أن يقوم بتصنيع أحذيته بدون القوالب التي نقوم بإنتاجها.

متى قمت بتأسيس مصنعك ؟

قمت بتأسيسه في عام 1970م، ومعملي ليس بالمعمل الكبير نسبياً فهو يضم 13 عامل أساسيين بشكل دائم وأستعين ببعض العمال المياومين (موسميين) في أيام الموسم التجاري عندما يكثر الطلب على بيع قوالب الأحذية.

ما طبيعة المادة التي تصنع منها قوالب الأحذية؟

لدينا نوعين من قوالب الأحذية النوع الأول، القوالب خشبية والتي كنا نقوم بتصنيعها سابقا لكن مع تطور الصناعة في العالم أصبحنا ننتج النوع الثاني وهو القوالب البلاستيكية.

ما هي آلية تصنيع القوالب الخشبية؟

نقوم أولاً بشراء خشب كبير الحجم  ومن ثم  نقوم بتقطيعه وبعدها نرسله إلى المستودع ونبقيه هناك حتى يجف بشكل كامل، وبعدها يرسل لنا الزبائن من أصحاب معامل تصنيع الأحذية الموديلات والقياسات التي يُريدون قوالب لها، ونقوم بدورنا بتصنيع القوالب المناسبة وإرسالها لهم.

كم عدد المصانع في سورية التي تقوم بإنتاج قوالب الأحذية؟

يوجد في سورية ثلاثة مصانع فقط و وإحداها أنا من علمت العمال فيها كيفية تصنيع القوالب وهذا المعمل هو لتصنيع الأحذية العسكرية وهو في منطقة النبك بحمص.

متى توقَّف معملك عن الإنتاج؟

توقَّف معملي منذ سنتان ونصف عن العمل بسبب الحرب على سورية التي دمرت أغلب المنشآت الصناعية القريبة من منطقة القابون.

ما هو مقدار الضرر الذي أصاب مصنعك؟

لم يبقى في مصنعي أية آلات فمنها ما دمر ومنها ما سُرِق، فالمسلحين لم يتركوا شيئاً على حاله حتى أنهم سرقوا الكابلات الكهربائية الممدة في الجدران ليبيعوها بأبخس الأثمان، وبلغت خسارتي في المعمل ما يقارب ثلاثين مليون ليرة سورية .

كيف ستساعد غرفة الصناعة الصناعيين الذين تضررت معامِلهم؟

قامت غرفة الصناعة بعقد اجتماعات عدة مع وزير الصناعة ووزير الإقتصاد، لدراسة كيفية مساعدة الصناعيين، لإعادة تشغيل خطوطهم الإنتاجية، و طرحت غرفة الصناعة حالياً دراسة  لتقديم القروض لأصحاب المعامل المتضررة ليستطيعوا إعادة تشغيل معاملهم والانطلاق من جديد.

هل أثر الصناعيين الذين أخذوا قروضاً وفروا خارج سورية على الصناعيين الذين بقوا في الداخل؟

نعم بالطبع أثروا سلبا علينا فهم أخذوا قروضاً كبيرة بمبالغ طائلة وفروا بها خارج سورية،  أما نحن فرفضنا أن نخرج من سورية وفضلنا أن نبقى لندعم الإقتصاد السوري فوطننا اليوم في أشد الحاجة إلينا.

هل الصناعة السورية قادرة على تغطية السوق السورية؟

نعم بالطبع فمعظم المواد الأولية التي تصنع منها المنتجات التجارية هي مواد سورية سواءً كانت خام أم مصنعة، لكن بعض التجار يحاربون الإقتصاد السوري باستيراد المنتجات الأجنبية عموماً والصينية خصوصاً، وهؤلاء التجار هم تجار أزمة يحاولون الحصول على أكبر كم ممكن من الربح وبأي طريقة ممكنة.

تصوير: تغريد محمد