دام برس - خاص :
ﻷن الرياضة حياة ، غذاء للروح و الجسد ، تنمي القدرات المعرفية ، تمنح الطاقة و الحيوية ، و الإقبال على الحياة ، و أهم ما يميزها منحها للاعب الصبر ،لن نتكلم كثيرا عن هذا الكنز و سنترك الحديث لفتاة في ريعان شبابها ، عاشت طفولتها ضمن مضمار الملعب ، متنقلة من بلد ﻵخر لتشارك في البطولات ، غايتها رفع علم الجمهورية العربية السورية لتخفق رايته ضمن الأراضي العربية ، ليعلموا أن سورية بلد الحضارة و الثقافة غير أن اول ملعب رياضي كان في سورية ، هي وردة أرادت أن تتفتح رغم الأشواك .
إنها فاطمة ريا تلك الفتاة التي صممت على المتابعة ، سماعها للتعليقات المسيئة أعطاها دافعا و هدفا ، وضعت الفوز نصب عينيها ، قوة ما انفجرت في داخلها جعلت خطاها لا تلامس الأرض لتتخطى المشتركات اللواتي سبقنها ، و تكون الفائزة بالمرتبة العاشرة على مستوى ، إلا أنها بنظر كل سوري تبوأت المرتبة الأولى ، فمن يشاهدها لحظة اندفاعها و كأنها تسابق الريح ، و لن نبالغ إن قلنا أنها تخطت اللحظات الأخيرةكلمح البصر .
و لذلك قامت مؤسسة دام برس الإعلامية بتكريم الرياضية فاطمة ريا ، التي أذهلت الجميع بالطاقة التي امتلكتها و التي غيرت مسار حياتها ، هي تستحق أكثر من ذلك و ليس من كلمة معبرة عن فخرنا نحن كسوريين بها .
إليكم بعضا من الكلمات التي نطقت بها ، لتحكي لنا عن مسيرتها الرياضية فتقول :
أهوى الرياضة منذ صغري ، قمت ببطولات عدة و حصلت على ميداليات ذهبية عندما تبوأت المركز الأول على آسيا ، و طبعا حبي و عشقي لرياضتي ، إلا أن ذلك لا يمنع محبتي و متابعتي لدراستي ، فأنا مقبلة على تقديم شهادة التعليم الثانوي في العام المقبل .
حديثينا عن تجربتك الأخيرة في مضمار السباق ؟
تؤكد ( ريا ) على أن الرقم الذي حازت عليه يعد بمثابة رقم شخصي جديد بالنسبة لها ، فلم تتوقع هذا الرقم ، ﻷنها في التصفية الأولى صحيح أنها كانت ضمن مجموعتها و على الرقم المطلوب إلا أنها متأخرة عنهم ،كما عبرت عن الخوف الذي تملكها في بداية السباق ،
مشيرة إلى أهمية حضور الأستاذ المدرب و دوره في رفع المعنويات و منح الطاقة ، إعطاء التوجيهات و النصائح ، إلا أنها افتقدت لمثل تلك اللحظة التي تشجعها ، فكان مجهودها من تلقاء نفسها ، ما حصل معها ولد بداخلها هدفا لن تحيد عنه ، فجر طاقة و قوة لا مثيل لتثبت أنها قادرة على صنع نفسها ، و هذا ما حصل فعلا في التصفية الثانية فحين أحست بإمكانية التقدم أصبحت تزيد من سرعتها و تتقدم تدريجيا ، إلى أن وجدت نفسها تتجاوز المشتركات اللواتي كن قبلها . تتخطى العوارض لتكون في المركز الأول .
كل رياضي خلال مسيرته الرياضية يتعرض لبعض من الصعوبات ، فاطمة ريا ماذا تخبرنا عن الصعوبات و التحديات التي واجهتها و كيف تحاول تذليلها ؟
تشعر بالإحباط و الضعف و تتحدث بكل أسف عن قلة الإمكانيات و التجهيزات التي يتمتع بها الملعب الذي تتلقى تدريبها به ، فهو غير مجهز بشكل كامل ، كما أن المضمار غير مؤهل للجري ، و العوارض قليلة و التي تعد أساس رياضتها ، لافتة إلى قلة الدعم المعنوي قبل المادي ، فما من مشجع أو متبن لموهبتها ، لكنها لا تنفي تقديم المساعدة لها من قبل رجل سوري يعيش في الإمارات .
كما تقول بأنها علمت بهذا السباق من خلال صفحات الإنترنت و التواصل الاجتماعي و ذلك قبل يومين من بدئه ، فكانت المسؤولية كبيرة التي ترتبت على عاتقها ، واجهت و تحدت الجميع و خرجت يسوقها عشقها و حبها لرياضتها بهدف رفع اسم بلدها سورية عاليا رغم الأزمة و الظروف التي تعيشها بلدها ، أرادت أن تثبت للعالم أنها و رغم الحرب التي تعانيها سورية إلا أنها مازالت تورد الأبطال .
ما رسالة فاطمة ريا ﻷبناء جيلها ؟
توجه ( ريا) رسالة إلى كل فتاة أو شاب من عمرها بأن يكون لحياتهم هدفا و طموحا ، فطالما امتلكنا الطموح إضافة إلى الصبر حصلنا و لو على جزء مما نريد ، و الوصول للمستقبل يتطلب التعثر بالكثير من العقبات لكن علينا تذليلها و اعتبارها كدروس بالنسبة لنا نستفيد منها .
كما تؤكد على التدريب و وضع برامج تدريبية حتى مع غياب الراحة و الظروف المؤهلة ، فالمشوار يبدأ بخطوة ، علينا دائما تقديم الأفضل و عدم الاستسلام ، حيث تقول أيضا بأن الخسارة تمنح دروسا و تعطي حافزا للمثابرة ، و عن مشاركتها الأخيرة تتحدث عما سبق لحظة تقدمها و فوزها ، فرؤيتها للمشتركات التسعة قبلها جعلها تستفيد من خبراتهم و طريقة تفكيرهم و خوضهم للسباق ، و أخيرا نقول بأن سورية دائما تحمل أسماء ترفع اسمها عاليا و تجعل رايتها خفاقة مرفرفة في كل سماء.
تصوير : تغريد محمد