الرئيسية  /  كتاب وآراء

سورية رغم جراحها .. بقلم : سومر إبراهيم


دام برس : سورية رغم جراحها .. بقلم : سومر إبراهيم

دام برس:

منذ أن تأسست جامعة الدول العربية في عام 1945 وكان عدد أعضائها سبعة أعضاءٍ فقط  وحتى الآن والقضية الفلسطينية هي عنوانها العريض ، ومنذ ذلك الحين أيضاً والعدو الصهيوني يقضم الأراضي الفلسطينية ويبني عليها مستوطنات ليستجلب يهود العالم إلى أرض الميعاد كما يدّعي ؛ حتى لم يتبقى من هذه الدولة الفلسطينية سوى قطاع غزة والضفة الغربية الفقيرتين بكل شي ؛ ولا يزال العالم العربي يقف موقف المتفرج والمندهش والعاجز عن فعل أي شيء .

ولم يتوقف منذ ذلك التاريخ مسلسل الاعتداءات والقصف بسبب أو بدون سبب وبٌعَيد كل حلقة من هذا المسلسل تدعو الجامعة العربية لاجتماع طارئٍ إما على مستوى الرؤساء أو على مستوى الوزراء ليلقي المجتمعون كلماتهم بالتتالي والباقي نيام باستثناء بعضهم وتخرج الجلسة ببيانٍ صاخبٍ بالندب والشجب والتنديد ثم يعود المجتمعون إلى دولهم وكأن شيئاً لم يكن .

وها نحن الآن أمام مشهدٍ جديدٍ من مشاهد الاعتداء المتكرر ...  ولكن قبل هذا الاعتداء حرص الكيان الصهيوني على إراحة أذنيه من بيانات العرب بفرط عقد هذه الجامعة وقطع شرايين الحياة فيها بإبعاد الدول الفاعلة بمساعدة يهود خيبر ( الخليج ) وتحويل بوصلة الجهاد من فلسطين إلى سورية ومحاولة إيقاف الدعم الذي تقدمه سورية للمقاومة .

وأنا كمواطن سوري لم يعد ما يحدث في قطاع غزة يثير فضولي أو استغرابي وخاصةً أن ما شاهدناه ونشاهده كل يوم من أفعال صهاينة الخليج وجهاديي العرب والأجانب من قتل وذبح وتقطيعٍ وسحلٍ وإباداتٍ جماعية تمارس على السوريين في مدنهم وقراهم دون التفريق بين صغير وكبير وحجر وشجر يفوق أضعاف أضعاف ما فعلة اليهود بالفلسطينيين منذ خمسين عاماً ، كل هذا أرادوه ليصبح المشهد في غزة عادي لا يستحق الوقوف عنده .

لكن ما شوّش المشهد خروج الصواريخ السورية من تحت تراب القطاع لتقصف المدن الإسرائيلية وتصل إلى أبعد مدى وتهزّ عروش الخليج وأمن ربيبتهم إسرائيل .

فالطعنات التي تلقتها سورية والجراح التي ملأت جسدها لم يحول دون دعم المقاومة وتزويدها بكل ما تحتاجه للزود ورد اعتداءات الصهاينة وهذا الأمر هو الذي جعل ما تبقى من دول الجامعة الخليجية المتهالكة للدعوة لاجتماع سريعٍ لا لدعم الفلسطينيين .. بل لبحث كيفية الخروج من الأزمة التي وضعت إسرائيل نفسها بها وتطبيق هدنة أو تهدئة .

فهل ظهور الصواريخ السورية الحديثة في فلسطين سيغير المشهد ويعيد الحسابات ويطور الأحداث للبحث عن مخرج حتى من المستنقع السوري .؟؟؟

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=46948