الرئيسية  /  عربي ودولي

حرب طائرات باردة في منطقة الشرق الأوسط


دام برس : حرب طائرات باردة في منطقة الشرق الأوسط

دام برس - متابعة : اياد الجاجة

بدو أن سباق التسلح بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا قد عاد من جديد. وكأن التاريخ يعيدنا إلى مرحلة الحرب الباردة، بين القطبين الكبيرين، ولكن مع فارق أساسي أن التفوق هذه المرة بدأ يميل إلى روسيا، في أوجه كثيرة سياسية، إجتماعية، إقتصادية وأمنية. فالسلاح الروسي عاد ليزاحم السلاح الأميركي بكل أنواعه، وإن كانت الولايات المتحدة الأميركية لا زالت في المرتبة الأولى، وتأتي خلفها روسيا مباشرةً، والتي من المتوقع أن تتفوق عليها.

وقد بدأ السلاح الروسي يزاحم السلاح الأميركي، في أكثر المناطق شراء للسلاح، وهي منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، وتالياً الدول العربية الواقعة في إفريقيا. وهذا ما بدأ ينذر بتراجع السلاح الأميركي، والصناعات الاميركية التسلحية، مقابل الصعود الكبير للصناعات التسلحية الروسية، وحتى هذا ما بدأ يتجلى في نوعية السلاح وتفوقه.

تعتبر المروحية الروسية مي -35 متعددة الأغراض، وقد طورت من المروحية ميل-24، وهذه المروحية تصلح لتنفيذ المهام الخاصة بما فيها تأمين عمل مجموعات الاستطلاع والاجلاء. ويمكنها ان تتعامل مع اهداف جوية بطيئة محلقة على ارتفاع منخفض بما في ذلك بعض أنواع الطائرات. وتبلغ سرعة المروحية 310 كم في الساعة. ويعادل مدى عملها 460 كم. ومن أهم ميزاتها هي متعددة الأغراض. ومروحية “مي -35 ام” هي المروحية الوحيدة في العالم التي بوسعها تنفيذ مهام النقل والانزال والإسعاف.

كما بوسع مي -35 ان تنقل داخل مقصورتها حتى 8 افراد للانزال الجوي باسلحتهم وشحنات يبلغ وزنها 1500 كيلوغرام. وبالإضافة إلى ذلك فانها قادرة على نقل مواد معلقة بالحمالات الخارجية تزن حتى 2400 كغ، الامر الذي يجعل المروحية لا بديلا عنها في نقل الذخائر إلى مناطق وعرة. وتزود المروحية بمحركين من طراز “في كا – 2500″ تبلغ قدرة كل منها 2700 حصان، مما يمكن المروحية من بلوغ سقف ارتفاع حتى 3150 مترا في وضع التعلق وسقف الارتفاع حتى 5400 في وضع الحركة. كما تزود مروحية “مي -35 ام” بالأجهزة اللاسلكية الإلكترونية التي تؤمن اكتشاف وتعريف الأهداف واستخدام الصواريخ الموجهة وغير الموجهة والمدافع والرشاشات في النظام شبه الاوتوماتيكي ليلا ونهارا. ولها ميزاد عديدة اخرى.

أما مروحية إيه إتش-64 أباتشي الهجومية الأمريكية تعد طائرة الهجوم الرئيسية للجيش الأمريكي. وتتميز الأباتشي بأنها مروحية هجومية عالية التسليح، ذات ردود أفعال سريعة، بإمكانها أن تهاجم من مسافات قريبة أو في العمق، بحيث تكون قادرة على التدمير، والإخلال بقوات العدو. وهي قادرة على العمل ليلا ونهارا وفي بجميع الظروف المناخية. والأباتشي مسلحة بصواريخ هيلفاير الخارقة للدروع وهي مجهزة بمدفع رشاش إم230 بعيار 30مم، وصواريخ الهايدرا 70 (مقاس 2.75 إنش) الفعالة تجاه أنواع مختلفة من الأهداف. طائرة الأباتشي قادرة على الصمود في مواجهات عنيفة، حيث تستطيع الاستمرار في العمل حتى بعد الإصابة بطلقات 23مم في مناطقها الحساسة.

الأباتشي أي اتش-64 أي، مزودة بأربع أطقم شفرات وبمحركين تربينيين من شركة جينيرال اليكتريك بقوة 1890 حصان لكل منهما، أقصى وزن لها يصل إلى 17650 باوند مما يسمح لها بالوصول إلى سرعة تحليق 145 ميل/س وقدرة على الطيران المتواصل ل 3 ساعات. يمكن تركيب خزان وقود إضافي خارجي للـطائرة أي اتش-64 بسعة 230 غالون، مما يسمح بزيادة مدى عملياتها. ويمكن تركيب أربع خزانات ذات سعة 230 غالون كحد أقصى. يمكن نقل طائرة أي اتش-64 لمسافت طويلة من خلال طائرات سي-5، وسي-141 وسي-17.

أما فيما يتعلق بالطائرات المقاتلة، فالمقاتلة الروسية “سو- 35 أس” وكذلك ٣٦ “ياك-١٣٠” هي طائرات مدهشة، بالاضافة الى المقاتلة الروسية T51 سبقت عصرها وتفوقت على المقاتلات الأمريكية، ولم تعد الطائرة الاميركية اف 16 وطائرات الشبح وحدها المسيطرة على الاجواء واسواق السلاح.

وتؤكد مصادر مطلعة لـ”الخبر برس” أن “هناك حرب شرسة على السلاح، جارية بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وقد عادت تذكر بسباق التسلح، وقد بدأ الروس دون أدنى شك يتفوقون على السلاح الاميركي، خاصة السلاح الجوي، لأن السلاح الروسي الجوي متين وله ميزات عالية ايضاً، ويمكن ان تشتريه الدول بسعر ارخص من السلاح الجوي الاميركي”.

وتضيف مصادر “الخبر برس” أن “الروس بدأوا يسوقون سلاحهم بشكل كبير، ويشاركون في العديد من المؤتمرات التسلحية، ويقومون ببيع سلاحهم بشكل كبير وبشكل ارخص من السلاح الاميركي، وهذا ما يسمح لهم بالتفوق على السلاح الاميركي، كما أن الأوضاع السياسية الجارية في العالم تلعب دوراً كبيراً، وهناك تقارب سياسي بين روسيا وعدد من الدول لاسيما في الشرق الاوسط، ما يسمح لها بتسويق هذا السلاح”.

 

وتشير المصادر إلى أنه “في العراق في الحرب العراقية على داعش، مع أن هناك اتفاقات تسلحية بين الولايات المتحدة والعراق، نرى العراق ينفتح على الروس، حيث تم شراء المروحية مي -35 المتفوقة، وكذلك في سوريا حيث ان الدولة السورية التي تعتبر الاكثر شراء للسلاح الروسي في المنطقة، فانها تشتري المقاتلة الروسية T51 وكذلك ٣٦ “ياك-١٣٠” بشكل كبير، ومثلاً على سبيل السلاح تمكن الروس من تسويق اسلحتهم لدى دولة الامارات العربية المتحدة، وقد بدأت روسيا تبيع سلاحها في دول الخليج مع ان اميركا هي المسيطرة، وفي مصر وليبيا ايضاً وغيرها من الدول”.

وتختم المصادر أنه “إذا استمرت روسيا في الصعود في مجال بيع السلاح وتصنيعه بهذه الوتيرة، فانها ستصبح الاولى عالمياً لتتراجع الولايات المتحدة الاميركية الى المرتبة الثانية، وهذا ليس بصعب وقد يكون قريب جداً، فالسلاح الروسي يثبت فعاليته وجدارته يوما بعد اخر”.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=7&id=37993