الرئيسية  /  محليات

سجن حلب المركزي سجنٌ داخل سجنْ ... وانتظارٌ للموت والطعام


دام برس : سجن حلب المركزي  سجنٌ داخل سجنْ ... وانتظارٌ للموت والطعام

دام برس:

ما إن مضت ساعاتٌ قليلة على تفجير مستشفى الكندي في الريف الشمالي القريب لمدينة حلب , حتى اتّجهت الأنظار إلى آخر ما يمثّل الدولة السورية في ذلك الريف: سجن حلب المركزي .

أكثر  من 3000 سجين , ومايقارب300 عنصر من الجيش السوري هم بدورهم داخل سجن من نوع آخر طالت مدته لتصل إلى عام ونصف العام ,
تعاونت خلال تلك المدة كتائب تابعة لجبهة النصرة (المرتبطة بالقاعدة) مع (حركة أحرار الشام الإسلامية) على تنفيذ حصار خانق على سجن حلب , ترافق مع محاولات عدة في اقتحام المباني التابعة للسجن, والقضاء على عناصر الجيش السوري وتحرير السجناء وبالتحديد منهم الإسلاميين المتشددين .

وكان قد ذكر المرصد السوري المعارض لحقوق الإنسان في وقت سابق أن ( القوات المقاتلة تمكّنت من اقتحام السجن إثر تفجير سوره بسيارتين مفخختين )
في حين أكدّت لنا حينها مصادر من ضمن السّجن بأنّ أي اختراق لمبنى السجن لم يحدث , وبأن كل ما تمّ هو عبارة عن اشتباكات وقع على أثرها قتلى من الطرف المهاجم , وبعض الشهداء والجرحى من الجيش السوري ومن نزلاء السجن.

ويتكون السّجن من عدة مباني منها : مبنى السجن الأساسي , وملحق السجن , والبناء الجديد كما يسمّونه , ويذكر بأن أبنية السجن والأسوار التابعة له محصّنة بشكل جيد وذلك ما ساعد في التصدي مرات عديدة لمحاولات الاقتحام .

 الوضع الإنساني لم يعد إنساني:

لم يكن يدري أنس وهو أحد الضّباط في حامية السجن , بأن الحرب الدائرة حول ذلك المكان ستبعده عن أهله عاماً ونصف العام , ومع اشتداد الحصار المفروض على السجن وانقطاع الإمدادات لأيام في بعض الحالات, يخبرني ذلك الضابط بأن تحمّل الجوع أسهل بكثير من إقناع السجناء بعدم توّفر الطعام الكافي لهم ,
يتابع المصدر : بعد نفاذ الوقود استخدمنا حتى (فرش السيارات) في التدفئة و لم يتبقَ لدينا أي مادة أخرى نواجه بها شتاء ذلك الريف .
وأما عن الوضع الصحي فيقول : إن كل الجرحى لم تُجرَ لهم سوى بعض الإسعافات الأولية والبسيطة .

يختم دائما بالقول: سنصمد , سنصمد حتى الموت , مشيراً في بعض الأحيان إلى ( اللامبالاة )  كما يسمّيها , من طرف الدولة السورية في مؤازرتهم وفكّ الحصار عنهم .

ومن المهم بمكان أن نذكر أنه تمّ في الثالث عشر من الشهر الجاري إخلاء 366 سجينا بناءً على قرار من وزارة العدل السورية نظراً لظروفهم الإنسانية السيئة , وتكفّل بإجلائهم من السّجن الهلال الأحمر العربي السوري بعد أن ارتضاه الطرف الآخر وسيطاً إنسانياً لإخراج المرضى من السجناء.

 إلى متى ؟ :

تقول المعلومات الواردة بصعوبة بسبب اشتداد المعارك هناك , بأن سيناريو ما يُحضَّر لاقتحام السجن , قد يكون مشابهاً  لما جرى في إدارة المركبات من عمليات تفخيخ أرضي تحت المبنى , أو قد يشبه ما حدث منذ أيام في مكان ليس ببعيد عن سجن حلب وهو مستشفى الكندي , ويبقى هذا الاحتمال الأخير هو المُرجّح , ويتضمن تفجير السور والمباني التي يتحصن بها الجيش السوري , وذلك بشاحنات مفخخة بمواد شديدة الانفجار , ويتلو ذلك اقتحام ما يقارب 3000 عنصر من مقاتلي المعارضة للسجن, وتحرير كامل السجناء والقضاء على باقي عناصر الجيش السوري .


إلى متى ؟؟ سؤالٌ يتردد على ألسنة من بقي حيّاً في ذلك السجن , ويبقى جوابه رهنٌ لإشارة القيادة العسكرية في الجيش السوري .

ناجي سليمان

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=6&id=37048