دام برس: ما إن مضت ساعاتٌ قليلة على تفجير مستشفى الكندي في الريف الشمالي القريب لمدينة حلب , حتى اتّجهت الأنظار إلى آخر ما يمثّل الدولة السورية في ذلك الريف: سجن حلب المركزي .
أكثر من 3000 سجين , ومايقارب300 عنصر من الجيش السوري هم بدورهم داخل سجن من نوع آخر طالت مدته لتصل إلى عام ونصف العام ,
وكان قد ذكر المرصد السوري المعارض لحقوق الإنسان في وقت سابق أن ( القوات المقاتلة تمكّنت من اقتحام السجن إثر تفجير سوره بسيارتين مفخختين ) ويتكون السّجن من عدة مباني منها : مبنى السجن الأساسي , وملحق السجن , والبناء الجديد كما يسمّونه , ويذكر بأن أبنية السجن والأسوار التابعة له محصّنة بشكل جيد وذلك ما ساعد في التصدي مرات عديدة لمحاولات الاقتحام . الوضع الإنساني لم يعد إنساني:
لم يكن يدري أنس وهو أحد الضّباط في حامية السجن , بأن الحرب الدائرة حول ذلك المكان ستبعده عن أهله عاماً ونصف العام , ومع اشتداد الحصار المفروض على السجن وانقطاع الإمدادات لأيام في بعض الحالات, يخبرني ذلك الضابط بأن تحمّل الجوع أسهل بكثير من إقناع السجناء بعدم توّفر الطعام الكافي لهم , يختم دائما بالقول: سنصمد , سنصمد حتى الموت , مشيراً في بعض الأحيان إلى ( اللامبالاة ) كما يسمّيها , من طرف الدولة السورية في مؤازرتهم وفكّ الحصار عنهم . ومن المهم بمكان أن نذكر أنه تمّ في الثالث عشر من الشهر الجاري إخلاء 366 سجينا بناءً على قرار من وزارة العدل السورية نظراً لظروفهم الإنسانية السيئة , وتكفّل بإجلائهم من السّجن الهلال الأحمر العربي السوري بعد أن ارتضاه الطرف الآخر وسيطاً إنسانياً لإخراج المرضى من السجناء. إلى متى ؟ : تقول المعلومات الواردة بصعوبة بسبب اشتداد المعارك هناك , بأن سيناريو ما يُحضَّر لاقتحام السجن , قد يكون مشابهاً لما جرى في إدارة المركبات من عمليات تفخيخ أرضي تحت المبنى , أو قد يشبه ما حدث منذ أيام في مكان ليس ببعيد عن سجن حلب وهو مستشفى الكندي , ويبقى هذا الاحتمال الأخير هو المُرجّح , ويتضمن تفجير السور والمباني التي يتحصن بها الجيش السوري , وذلك بشاحنات مفخخة بمواد شديدة الانفجار , ويتلو ذلك اقتحام ما يقارب 3000 عنصر من مقاتلي المعارضة للسجن, وتحرير كامل السجناء والقضاء على باقي عناصر الجيش السوري .
ناجي سليمان |
||||||||
|