الرئيسية  /  عربي ودولي

حريتهم المزعومة يقودها أمراء حرب وتجار نفط وقطاع طرق


دام برس : حريتهم المزعومة يقودها أمراء حرب وتجار نفط وقطاع طرق

دام برس - متابعة - اياد الجاجة :

أكدت مصادر مطلعة أن قياديا بارزا في العصابة الارهابية المسماة بـ “جبهة النصرة” قتل على أيدي الجيش العربي السوري على أطراف بلدة “دير عطية” ، وأن الأجهزة المختصة السورية عثرت معه على حقيبة مليئة بالوثائق الخطيرة تكشف تورط دول اقليمية. وذكرت هذه المصادر أن قياديا ارهابيا آخر في النصرة أعدم رميا بالرصاص أثناء محاولته الهروب من منطقة بريف حماة في سيارة رباعية الدفع وبحوزته حقيبة مليئة بالنقود قد وصلت من الجهة الممولة الى عناصر النصرة في المنطقة المذكورة.

في السياق ذاته ، تبحث خلايا ارهابية خاصة تعمل بحرية في دولة مجاورة لسوريا، عن ثلاثة ارهابيين من قياديي احدى المجموعات الارهابية، اختفوا من الدولة المذكورة في طريق عودتهم الى دولهم في اليمن وتونس والسودان.
 
وعلى صعيد متصل أكدت مراسلة ‘صندي تلغراف’ البريطانية روث شيرلوك التقت في أنطاكية من أطلقت عليهم وصف أمراء الحرب، فمن أخوة في القتال إلى أمراء حرب تقول أنهم يقومون أو على الأقل بعضهم بعمل الملايين من الرشوة والإبتزاز.

في بداية التقرير تقول الصحافية إن من تسميه القيادي العسكري في عصابة الجيش الحر ‘مال على باب سيارته ‘بي أم دبليو- اكس فايف’ بشبابيكها المدهونة بالسواد وراقب رجاله وهم يخوضون في مياه النهر وينقلون براميل من النفط المهرب لتركيا.
وكان يتحسس يأطراف أصابعه رزماً من الدولارات الأمريكية التي حصل عليها مقابل الصفقة، شعر بالفخر لما وصل إليه الحال. فقد حولته ثلاث سنوات من الحرب تقريبا من مزارع إلى أمير حرب، ومن بائع سجائر في شارع بلدة في الريف السوري إلى حاكم لأقيلم يقوم عبر نقاط التفتيش التي أقامتها جماعته المسلحة بالسيطرة على خطوط التهريب والتجارة المربحة التي تدرها’.

وترى الكاتبة أن عصابة ‘الجيش الحر’، ‘تحولت في الشمال إلى التجارة في الممنوعات (إجرامية) حيث أصبح القادة مهتمون بالربح من خلال الفساد، والإختطاف، والسرقة أكثر من اهتمامهم بالقتال’، هذا على الأقل ما توصلت إليه الصحافية من مقابلات أجرتها في مناطق الشمال.
وتنقل عن المدعو احمد القنيطري، قائد ما تسمى كتيبة عمر المختار في جبل الزاوية- جنوب- غرب إدلب، قوله ‘هناك عدد من قادة المجموعات يحبون استمرار النزاع′، ويضيف ‘ لقد أصبحوا أمراء حرب، وينفقون ملايين الدولارات، ويعيشون في قلاع ويملكون السيارات الفاخرة’.

وتضيف الكاتبة أن المقاهي في مدينة انطاكية التركية التي تحولت إلى مركز من مراكز تجمع المقاتلين ، كانت تمتلىء بأحاديث ‘الثورة’ حيث كان قادة الفصائل يتناقشون وهم ينظرون للخرائط الهدف أو الأهداف القادمة التي يجب ضربها.
والآن، وبعد 3 أعوام تقريباً اختفت الخرائط وتوقف الحديث عن المعارك ونسيت الحرب، والحديث يتركز اليوم عن تصاعد قوة الجماعات المرتبطة بالقاعدة مثل جبهة النصرة لأهل الشام، والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إضافة للحديث عن التصرفات الإجرامية والفساد لبعض قادة الفصائل في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة.
وتشير الكاتبة إلى أن مناطق الشمال هذه تحولت إلى إقطاعيات يديرها قادة- أمراء حرب يتنافسون فيما بينهم. فقد تحولت كل قرية، بلدة أو مدينة إلى ساحة نفوذ لقائد من القائد، وهذا بسبب غياب القيادة المركزية، ويتحكم هؤلاء القادة بمداخل ومخارج مناطقهم عبر سلسلة من نقاط التفتيش التي تعلم المناطق، فهناك 34 نقطة تفتيش على الطريق الذي يصل مدينة حلب بالحدود مع تركيا، وتصف الوضع بأنه مثل الكلاب الجائعة التي تتقاتل على الفريسة حيث يتنافس القادة للسيطرة على الحدود، الأموال والأسلحة وطرق التهريب، وهو ما يطلق عليه الأهالي الساخطون بالتنافس على غنائم الحرب.

وتنقل عن عامل في مؤسسة انسانية في مدينة حلب ويقوم بتوزيع الطعام على المدنيين ‘ كنت أشعر بالأمان للسفر بين حلب ومحافظة إدلب’، و’الآن فإنني اخاف ترك الشارع الذي يقع خلف بيتي، ففي كل مرة تتحرك فيها تكون عرضة للسرقة والإختطاف أو الضرب، وكل هذا يعتمد على مزاج الرجال الذين يحرسون ويديرون نقاط التفتيش في اليوم الذي تمر فيه عليهم’.
فقد تحولت تجارة تهريب النفط الخام إلى تجارة مربحة، حيث ينقل عبر طرق التهريب ويباع في تركيا. ومن أجل السيطرة على بيع النفط السوري، فقد تخلت كتائب عن القتال بشكل كامل لإدارة عمليات استخراجه وبيعه وحشو جيوبهم بالدولارات، فيما تستخدم جماعات أخرى عائداته لتمويل عمليات عسكرية.
ويستفيد الكثيرون من تجارة النفط، فبعض الجماعات تقوم بنقل النفط إلى المصفاة ومنه إلى الحدود التركية، وهناك جماعات أخرى تقيم نقاط تفتيش وتفرض أتاوات على مهربي النفط. ويقول ناشط في مدينة الرقة التي تسيطر عليها القاعدة ‘قبل ثلاثة أعوام كان المقاتلون جادين في حرب النظام’، وبعد ‘سيطرة الجيش الحر على المعابر الحدودية ومناطق النقط، تغير كل شيء الثورة للمعركة على النفط، وأعرف جماعات مقاتلة من حلب ودير الزور وحتى حمص تأتي إلى هنا لأخذ حصتها من الغنيمة’.

وكانت صحيفة ‘كريستيان ساينس مونيتور’ قد أشارت للظاهرة في تقرير لها الإسبوع الماضي. وأشار إلى تجربة محمود الباشا الذي كان مستعداً لتحمل أعباء الحراك المسلح  أياً كانت لكن حادثاً أمام مستشفى في حلب جعله يعيد التفكير بموقفه، فقد شاهد مقاتلون من ‘داعش’ وهم يقطعون رأس مواطن قالوا إنه من داعمي القيادة السورية، حيث وضح فيما بعد أن القتيل قتل بالخطأ واعتذر قائد الكتيبة عن هذا الفعل.

وقرر الباشا الهرب من سورية بعد الحادث بأيام وسط مخاوف شديدة بين الجماعات المعارضة من صعود الجهاديين وممارساتهم الوحشية، خاصة أن ‘داعش’ حرفت انتباهها في الأسابيع القليلة الماضية نحو ملاحقة الناشطين والصحافيين، والذين يهربون بسبب عدم حصولهم على دعم من الجماعات المعتدلة كما في حالة الباشا الذي التقته الصحيفة في غازي عينتاب وقال إن ‘كل ثلاثة أيام يتم اختطاف شخص، والفاعلون هم داعش، لكن الجماعات الأخرى لا تفعل شيئاً، فهي خائفة’.

ويرى باحثون أن سبب قسوة الدولة الإسلامية نابع من محاولتها إنشاء دولة شمولية، وخلافاتها مع بقية الفصائل التي يقولون إنها ايديولوجية بالدرجة الأولى أكثر من كونها محاربة لما تراه ‘داعش’ ‘نشاطات إجرامية’.
 

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=7&id=35783