الرئيسية  /  تحقيقات

الهواتف الذكية خطر جديد على الطفولة .. وكاريزما الهواتف تنافس بين الأهالي على امتلاك الأحدث والأفضل


دام برس : الهواتف الذكية خطر جديد على الطفولة .. وكاريزما الهواتف تنافس بين الأهالي على امتلاك الأحدث والأفضل

دام برس _ رنيم طيارة :

 لطالما نتكلم عن الجديد في الهواتف النقالة وعن الابتكارات الملحقة بها.. وموديلاتها الفخمة وننظر دائماً إلى الجانب المشرق ..فهاتف في حجم يدك أو أصغر، يمكّنك من طواف العالم في أقل من ثوانٍ ، وينقل اليك أخبار شتى بقاع الأرض إن أردت، نتيجة لذلك  برزت في أوساط المجتمع العربي ظاهرة توفر عدد كبير من الأجهزة الإلكترونية المزوّدة بأحدث الألعاب الالكترونية " كالآيباد " و "الآيبود " و "البلاك بيري " و "الآيفون "، في أغلب الأسر، والغريب هو إقتناء الأطفال لها بإرادة أهلهم ما جعلهم يُنافسون الكبار في الحصول على الجديد منها حيث باتت تشكل لهم ولعاً وشيئاً أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه.

أطفال اليوم يفضلون الوحدة !

«رغم مميزاته في سهولة التواصل، فإن الهاتف الذكي أصاب مستخدميه بغباء إجتماعي»، بتلك الكلمات بدأت الدكتورة" هزار " أخصائية في علم النفس التربوي  حديثها عن تأثير الهواتف الذكية في حياة الطفل  وحياة المحيطين به . فنرى الأطفال يفضلون الوحدة والاختلاء بهواتفهم  على الاجتماع بأصدقائهم ويمتنعون عن ممارسة الأنشطة المناسبة لعمره مثل الرياضة والألعاب التقليدية والأنشطة الاجتماعية ما يؤثر في قدرتهم على التفاعل الاجتماعي مع أسرتهم ومع الآخرين.

كاريزما الهواتف الذكية

الكثير من الدراسات أثبتت أن أطفالنا يعيشون جهلاً اجتماعياً نتيجة العزلة التي نتجت عن إدمانهم لأحدث الصيحات التكنولوجية بمختلف مسمياتها ،وعلى الرغم من ذلك رفض العديد من الأهالي الاعتراف بذلك، يعتقد الكثير من الآباء والأمهات أن إحضار الأجهزة الحديثة هي مجاراة للعصر الحديث ونوع من التقدم التقني، و وسيلة  لمكافأة طفلهم وتمييزه عن الأطفال الذين لا يمتلكوها مما يعزز ثقته بنفسه ويدفعه دوما إلى التميّز !!

واستغرب "عبدالله 30 سنة " قائلا : " خلال تجولك في الأسواق و الأماكن العامة  ،يلفت انتباهك أطفال صغار تتراوح أعمارهم من 8سنوات إلى 13سنة يملكون هواتف خاصة بهم وما يثير الاستغراب أنهم يمتلكون أجهزة متطورة جدا معروفة بالأجهزة الذكية ، يحملونها ويعتبرونها نوعاً من الترف وسط تشجيع أولياء الأمور الذين وفروا لهم الجهاز وشريحة الاتصال وقد يكون ضررها أكثر من نفعها صحيا واجتماعياً فما حاجة طفل في عمر 10 سنوات لهذا النوع من الأجهزة ؟؟! "

 

جدل حول إيجابيات التقنية الذكية وسلبياتها

"يارا " أم لطفلين  تقول " أسمح لطفلي البالغ من العمر 10 سنوات اللعب بهاتفي كنوع من المكافأة عند حصوله على علامة ممتاز في المدرسة مع علمي بأن تلك الألعاب الإلكترونية لها أضرارها على الأطفال وتسبب لهم بعض العزلة، ولكن نسبة خطر هذه الألعاب لا تقارن مع خطر الشارع . مؤكدة أن عدد الساعات التي يقضيها الطفل مع هذه الأجهزة هو ما يؤدي إلى العزلة وليس نوعية الأجهزة  . "

ويقول"  محمد رجب " :" يجب أن نوازن بين دور الجوال الإيجابي والسلبي مع الأطفال فلو نظرنا لإيجابياته  لوجدنا أنها كثيرة جدا حيث يستطيع الأب متابعة ابنه في كل مكان ، إضافة لما يحتويه الجوال من ألعاب ومعلومات يستخدمها الطفل للتسلية وهي ذات مردود ممتاز على تنمية قدراته العقلية مع التسليم بوجد بعض الأضرار الصحية التي قد يسببها الجوال على سمع الطفل ، وعلى ولي أمر الطفل مراقبة ابنة وما يتم تخزينه في ذاكرة الجوال حتى يكون استخدامه مثالي.

من جهتها قالت " ريما  ربة منزل " : " ان وجود الجوال مع الأطفال الصغار من اكبر الأخطاء الجسيمة التي يرتكبها الوالدين لماله من أضرار كثيرة ويمكن للجميع أن يطمئنوا على أبنائهم دون اللجوء لتمليكه جوالاً قد يتسبب في إيذائه أكثر من نفعه "

 

أطفال التكنولوجيا  تفوق تقني وتخلف اجتماعي

تقول الدكتورة "هزار  " : لا شك أن التقنيات الحديثة سببت العزلة للكبار والصغار على حد سواء، ولكنها أشد تأثيراً في الأطفال  ، فالأجهزة التقنية والألعاب الرقمية تشجع الطفل على العيش في عالم افتراضي لا يمت للواقع بصلة، ويعيشون عزلة داخل غرفهم للاستمتاع بهذه الأجهزة التي يستخدمونها بحرفية تفوق الكبار " ،  وتوضح أن بعض الأهل يتعامل مع الحاسوب والأجهزة الحديثة على أنه يزيد من ذكاء أطفالهم ويفتح لديهم منافذ القدرة على التعامل مع صعوبات الحياة، وإذا لم يدرك الأهل مدى خطورة هذه التقنيات والعزلة الاجتماعية على أبنائهم سيؤدي بهم الوضع إلى الهلاك الاجتماع .

 

مرض الصمت

 " منال " مهندسة  و أم لثلاث أطفال ، الهاتف الذكي أهم ما في حياتهم، وتقول: «لا أنكر أن الهواتف الذكية تسبب الصمت الأسري أو تزيده في بعض الأسر التي تعانيه، وهذا ما حدث في أسرتي، فضلاً عن إهمالي لأولادي، فمثلاً قد يحدثني أحدهم ولا أستطيع التركيز معه بسبب الهاتف، أو أطلب منه تأجيل الكلام، أو أهمل طلبه حتى أفرغ من متابعة هاتفي، مما أعطى أولادي انطباعاً بأنني أفضل الهاتف عليهم وهم في المقابل مشغولون به أيضا الابنتان الكبرى والصغرى مهتمتان بصفحات الموضة والمكياج  على الفيسبوك على الرغم صغر سنهما أما ابني البالغ من العمر 12 سنة فيتابع أخبار الرياضة و أحدث الألعاب "

 

  تنافس على امتلاك الأحدث والأفضل

تتنافس الشركات على إطلاق أجهزة بمميزات أكثر قوة من غيرها، مما زاد أيضاً من التنافس بين المستهلكين على شراء الأحدث منها لمواكبة العصر، غير أن علاقة عكسية نشأت بين استخدام هذه الأجهزة والعلاقات الأسرية والاجتماعية، فكلما قلّت المسافة بين الفرد وجهازه مع زيادة عامل الوقت الممتد ساعات، ازدادت المسافة بينه وبين المجتمع الحقيقي المحيط به، مع الأخذ في الاعتبار تناقص الوقت الذي يمضيه معهم على أرض الواقع .يقول"  رامي أب لأربع أطفال  " : "ما تتيحه شبكة الإنترنت من ألعاب مباشرة، أو حتى تطبيقات الأجهزة الذكية  المخصصة للألعاب، زادت من إدمان أبنائي الأربعة لاستخدام الهواتف الذكية ".

ويشير إلى أن أبناءه يتهافتون على الألعاب المباشرة عبر شبكة الإنترنت والتي من خلالها يدخلون في تحديات مع أقربائهم وأصدقائهم وحتى مع أفراد لا يعرفونهم، الأمر الذي يجعلهم يحملون أجهزتهم معهم في كل مكان يذهبون إليه.

مخاطر صحية

أثبتت الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على مجموعات مختلفة من الأطفال أن الموجات الكهرومغناطيسية التي تستخدم في ذبذبات الجوال تؤثر على خلايا المخ لاسيما في هذه المرحلة التي تكون فيها الخلايا في مرحلة النمو مشيراً إلى تأثير الذبذبات الكهرومغناطيسية على أنسجة وخلايا الجسم بشكل عام، لأن الهاتف النقال يعتبر جهازاً صغير يستخدمه الإنسان بكثرة و يرسل ويستقبل ذبذبات إضافة إلى انه أداة يتأثر بها الجهاز السمعي الداخلي لوجود العصبين العصب السابع والعصب الثامن وهما قريبان جداً من الأذن التي يكون المحمول ملاصقاً لها تماماً مما يتسبب في إيذاء الدماغ مباشرة لأن الدماغ جهاز حساس جدا ويحوي مجموعة من الأنسجة الدماغية و الألياف والأعصاب الحساسة خاصة لدى الأطفال فالمتحدث حين يقرب هذا الجهاز من الجسم سوف يستقبل ويرسل ذبذبات إلى جسمه مما يتسبب في إعطاب الجهاز العصبي ويؤدي في أبسط الأحوال إلى صداع شديد لدى الطفل وثبت أن بعض أنسجة الدماغ بدأت تتحسس وتتغير وظائفها وقد تحدث بعض الأورام.

 

دور التربية والتعليم في التوعية بخطورة هذه الأجهزة  

 

وعن دور  التربية والتعليم تجاه الظاهرة تحدثت "المعلمة  سامية سليمان " عن هذا الموضوع قائلة : " السبب في انتشار الجوال بهذه الطريقة يعود في الدرجة الأولى لولي الأمر الذي يلبي رغبة الطفل على حساب صحته دون معرفته بما قد يسببه الجوال من أمراض خطيرة على ابنه إضافة إلى أن بعض الأسر تعتبره احد صور التقدم ومواكبة العصر مع العلم أن الجوال يستخدم في الأمور الهامة وليس للاستعراض والتفاخر كما نشاهده الآن وشددت وزارة التربية والتعليم على منع حمل الطلاب للجوال واستخدامه في مدارسها  ".

 

 رقابة الأهل هي الحل

تبقى هذه الظاهرة برسم الآباء والأمهات ومسئولي التربية والتعليم ومهمتهم  الالتفات إلى تلك الظاهرة الخطيرة والعمل على رجوع هوايات القراءة وتعلم اللغات المختلفة والخروج للتنزه فى الأماكن العامة والحد من التعرض المفرط  لوسائل التكنولوجيا الحديثة كذلك يجب على  الآباء  أن يضعوا قوانين محددة  تتمثل في عدم شراء أى من أجهزة الهواتف الذكية للأطفال حتى بلغوهم سن الخامسة عشر والحد من استخدام أجهزة الكمبيوتر والإنترنت لساعات طويلة .

 

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=35120