الرئيسية  /  تحقيقات

أوقات الفراغ وضعف الصلات الاجتماعية خلقت شبابا مهووس .. الانترنت , التسوق , الشهرة , الفضائيات .. هوسٌ بلا حدود فكيف السبيل لشبابٍ متوازن ؟


دام برس : أوقات الفراغ وضعف الصلات الاجتماعية خلقت شبابا مهووس .. الانترنت , التسوق , الشهرة , الفضائيات .. هوسٌ بلا حدود فكيف السبيل لشبابٍ  متوازن ؟

دام بريس - رنيم الماغوط  :
 مهووسون من كل صوب وباختلافهم واختلاف هوسهم تتغيّر الحالة هم ممن ضاقت بهم سبل وعانوا فراغاً ونقصاً على كل حال. مرضٌ بأصنافٍ عديدة : هوسٌ أعظمي يصل إلى الجنون وآخر متوسط علاجه نفسي والهوس الخفيف المرتبط بالحالات الإبداعية والمواهب الفنية , لكن حديثنا هنا عن الشباب المهووس الذي حوّله هوسه لمدمنٍ يتعاطى عادات وأشياء معينة , مدمنٌ من نوع آخر . وأشهر حالات الهوس في أيامنا هذه هي " الإنترنت , الشهرة , تقليد المشاهير , التسوق , التلفزيون , الجمال .. " حالةٌ كادت ترقى لتغدو ظاهرة اجتماعية بامتياز ظاهرة تستحق التناول ومعرفة الأسباب والحلول الممكنة ومن هنا كان لدام بريس أن قامت بالتحقيق التالي :


الإنترنت هوسٌ وإدمان منقطع النظير .


ثورة المعلومات التي باتت اليوم عامل لا يستهان به أبداً كوسيلة للتأثير على عقلية الشباب وتعاطيهم مع كثير من الأمور والمشكلات الحياتية فالشبكة العنكبوتية " الانترنت " وما وفرته من سهولة اتصال وتواصل وارض خصبة للتعبير تحولت لدى كثير من الشباب لعادة و إدمان مع مرور الوقت فكثير من أوقات الفراغ امتلأت بساعات طويلة من التصفح والدردشة لتتحول بعد حين إلى إدمان سيطر على أوقات العمل والفراغ في آنٍ واحد كما يقول السيد ماهر موظف في إحدى القطاعات فهو يحمل جواله في كل مكان ولا يتوقف عن مراجعة صندوق الوارد واشعارات الانترنت وخاصة الفيس بوك وهو متأكد أن هذه العادة أدت إلى تراجع في عمله وحتى علاقاته الاجتماعية لكنه لا يستطيع الإقلاع عنها فعالم الانترنت بفوضويته وامكانية اتاحته وحداثته أصبح ملجأه الوحيد من ملل حياته وروتينها وترى السيدة آمال باحثة في علم الاجتماع أن أهم أسباب اللجوء إلى الانترنت هو وقت الفراغ الكبير وأحياناً عدم الثقة بالنفس واللجوء لخلق شخصية افتراضية في عالم افتراضي تحقق له حد أدنى مما يتمنى ويحلم بتحقيقه والمشكلة هنا ليست فقط أن مدمن الانترنت يعيش في عالم وهمي منفصل عن الواقع بل هي أضرار في نمط حياتي كامل على الصعيد الاجتماعي والصحي ويتطلب إرادة فعلية وجادِّة من قبل مهووس الانترنت للتخلص منها ومحاولة مترافقة بتعزيز العلاقات الاجتماعية أولاً وممارسة الهوايات كالقراءة والرياضة , ثانياً بالإضافة إلى استشارة أخصائيين في تعديل السلوك إن تطلب الأمر ذلك .

إدمان التلفزيون سمع وبصر ووظائف مخية مشوشة .

ولو انتقلنا للحديث عن إدمانٍ آخر هو إدمان مشاهدة التلفاز والفضائيات تراجع في أوساط الشباب نوعاً ما لتحل مكانه عادة الانترنت فإدمان الشاشة الفضية اليوم غدى مقتصرا على الأطفال والمراهقين حين تصبح الاستثارة البصرية والسمعية في أعلى درجاتها ليعيش المتفرج المشهد ما يؤدي إلى السلبية الجسدية وتشوش وظائف المخ تقول السيدة علا ربة منزل أن ابنتها في الثانية عشر من العمر تقضي وقتاً طويلاً في مشاهدة التلفاز لتغدو منعزلة عن المحيط فلا تسمع ولا تجيب من يناديها مما اضطر الأم لمراقبة ابنتها أكثر وتحديد فترات المشاهدة واشغالها بأمور أخرى كالرياضة وزيارة الأصدقاء .

برامج المسابقات الفضائية والانترنت وحكاية الشهرة .

ولو انتقلنا للحديث عن نوع آخر مختلف من الهوس هو هوس الشهرة حالة ازدادت مؤخراً بفعل ثورة المعلومات فالبحث عن الشهرة في حالة معينة هو استحقاق ونتيجة طبيعية لبذل جهد معين لكن في حالة من الحالات أصبح هوس الشهرة مرضاً يؤرق الشباب فنشاهد اليوم ظاهرة برامج المسابقات الفنية و مسابقات المواهب المميزة كبرنامج " ستار أكاديمي " وبرنامج " آراب غوت تالينت " وغيرها من البرامج التي يتقدم إليها آلاف الشباب بغرض الانتشار والظهور فسحر الشهرة وما تمنحه من راحة وثروة أمر لا يقاوم لكن حتى عديمي الموهبة باتوا يبحثون عن مقاعد لهم على الشاشات وقدمت الانترنت كوسيلة متاحة للنشر فرصة ذهبية لكثيرين باتت مقاطع لهم على وضاعتها في كثير من الأحيان سبيلهم لشهرة واسعة كما قالت لنا دانا طالبة في كلية الآداب فهي ترى أن الشهرة في عاصفة التكنولوجيا الرقمية غدت في متناول عامة الناس وهي حالة شهرة غير مدروسة لكنها تلبي أحياناً شغف كثيرين من طلاب عالم الشهرة .

الشباب والمراهقين وهوس  النجم القدوة

وفي سياق متصل يأتينا الحديث عن هوس الشباب والمراهقين بالنجوم المشهورين وخاصةً الفتيات تقلدن فنانات معينات بطريقة اللباس والشكل وتلاحظ هذه الظاهرة وبكثرة لدى المراهقين الذين تملأ غرفهم صور مغنيين ونجوم أحبوهم . سالي طالبة في الثالث الثانوي تقول أنها  تحب النجم عمرو دياب ومعجبة به لحد الجنون وهي تحلم أن تراه وتجلس معه وكذلك نرى ظاهرة إدمان متابعة كرة القدم ولاعبيها لدى أوساط الشبان وهوسهم بها وارتداءهم قمصاناً وأحذية مشابهة لهؤلاء الأبطال كعشاق ميسي ورونالدينو . يقول محمد أحد مشجعي ريال مدريد أن خزانته مليئة بملابس وأحذية وكرات لفريقه المفضل وأنه مهووس بمباريات  كرة القدم وحضورها ومتابعة أبطالها وتشجيعهم !!


هوس التسوق " الإنيومانيا " : المزيد دوما ولا اكتفاء .


ولو انتقلنا للحديث عن نوع آخر من الهوس – هوس لدى الشبان والفتيات وخاصة في مرحلة الشباب هوس التسوق والشراء " الإنيومانيا " الذي يتجاوز حد معين ليتحول إلى داء تعاني منه السيدات والفتيات بالدرجة الأولى فتراهن في الأسواق رغم عدم حاجتهن يشترين الكثير من الأشياء والمنتجات ومدمني التسوق ينتمون إلى كافة الطبقات وكثير يستدينون ليشتروا وتكاد هذه الحالة أن ترقى لتصبح ظاهرة تستحق الدراسة والعلاج . تقول ياسمين طالبة في كلية الهندسة أنها مولعة بالتسوق ومهووسة بشراء الأحذية والملابس وهي لا تكتف مهما اشترت تبقى في حاجة دائمة للمزيد من كل شيء وهي تنفق معظم مصروفها وتستدين من صديقاتها أحياناً لتشتري وأحياناً أخرى تنزل إلى السوق حتى لو لم ترد أن تشتري فالتسوق حاجة يومية بالنسبة لها .


الجمال .. هوس وعمليات جراحية خطيرة .


وفي ذات المجال نرى أن النساء اليوم ازداد اهتمامهن بجمالهن ومظهرهن فقد غدا المظهر الجميل حاجة ملحة لكن في حالة وصوله إلى العمليات الجراحية الخطيرة للحصول على مواصفات جمالية قياسية وعالمية كالنحافة والوجه الممتلئ والعيون الهوس فاليوم هوس المظهر المثالي الجميل رغبة كل شخص ليكون راضياً عن نفسه وواثقاً من خطواته فمهووسو الجمال يبقون في حالة عدم رضا دائمة عن مظهرهم ويسعون باستمرار لتقليد شكل معين يعتبروه مثالي ومفضل ما يجر عليهم احباطاً وحزناً في حال تعذر هذه المسألة . الساحرة كل ذلك غدا حالة مرضية تتطلب المراقبة وحتى الشباب لم يسلموا من هذا

وللهوس أنواع لا تنتهي

وللهوس أنواع أخرى كثيرة تستوقفك ولا تنتهي فالسيدة منى مثلاً تتحدث عن هوس يعد في حالات كثيرة إيجابياً وفي حالٍ أخرى سلبياً هو هوس النظافة ووسواسها فهي تبقى في حال دائمة من التعقيم والتنظيف وهي دوماً تشعر بحاجة لغسل يديها وتعقيمهم وهذا الوسواس يتعبها ولكن من الصعب عليها التخلص منه . كما تتحدث عن هوس ابنها المراهق بألعاب الكومبيوتر والبلاي ستايشن وجلوسه ساعات طويلة أمامه وتتابع أن الهوس بشيء والإدمان على عادل أو طريقة معينة هو قيد يفرضه وضع معين بشكل تدريجي على المهووس ليتملكه مع الوقت ويصعب عليه التخلص منه .

الهوس طاقة زائدة فلنوظفها جيداً لنبدع .

فمن المهم معرفة أن الهوس بشيء أو شخص أو عادة معينة هي حالة مرضية أدت لظهورها عوامل كثيرة كالفراغ العاطفي والإجتماعي والإكتئاب وضعف الثقة بالنفس وغيرها الكثير وإن الحل الوحيد للتخلص منه هو الإرادة الفعلية للمهووس قضاء على هذه الحالة وذلك باستغلال وقت فراغه بالهوايات والرياضة وكذلك تعزيز الصداقات والعلاقات الأسرية وتعزيز الثقة بالنفس من قبل المحيط كل ذلك يؤدي بهوسك  إلى حتفه ويوصلك لاستقراء نفسي وأمان داخلي فالهوس طاقة زائدة تزهر ابداعاً إن حولتها وأجدت توظيفها .

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=35020