الرئيسية  /  أخبار

بيان حركة أنصار ثورة 14 فبراير : رحيل حكم العصابة الخليفية هدف الثورة .. ومن أحب بقاءهم فهو منهم .. والمقاومة والدفاع المقدس حق مشروع كفلته الشرع السماوية


دام برس:

على ضوء تصريحات بعض قادة الجمعيات السياسية بالتعاون مع وزارة الداخلية في نشاطها السياسي وإعلانها عن إستعدادها للتعريف بقادة المقاومة وقادة الميادين والدفاع المقدس وتسليمهم للسلطة الخليفية ، وإعلان البعض الآخر صراحة عن دعم حكم العصابة الخليفية ، وإستنكارهم المتكرر لعمليات المقاومة وبطولات رجال الدفاع المقدس أصدرت حركة أنصار ثورة 14 فبراير بيانا هاما ردت فيه على مزاعم من أرادوا تسلق الثورة وسرقتها من قادتها ورموزها وقادتها الميدانيين وإليكم نص البيان:-

 

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله قاصم الجبارين مبير الظالمين

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا).

(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار)

صدق الله العلي العظيم

 

وفي الحديث: أنه دخل على الإمام الصادق (عليه السلام) رجل فقسم له بالأيمان أنه من أوليائه فولى عليه السلام عنه بوجهه، فدار الرجل إليه وعاود اليمين فولى عنه، فأعاد اليمين ثالثة، فقال له (عليه السلام): «يا هذا من أين معاشك؟ » فقال: إني أخدم السلطان وإني والله لك محب، فقال (عليه السلام): «روى أبي عن أبيه عن جده عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من السماء من قبل الله عزّ وجلّ: أين الظلمة؟ أين أعوان أعوان الظلمة؟ أين من برى لهم قلماً ؟ أين من لاق لهم دواة ؟ أين من جلس معهم ساعة ؟ فيؤتى بهم جميعاً، فيؤمر بهم أن يضرب عليهم بسور من نار، فهم فيه حتى يفرغ الناس من الحساب، ثم يرمى بهم إلى النار».

 

وقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «ينادى يوم القيامة أين الظلمة وأعوانهم، حتى من لاق لهم دواةً، أو برى لهم قلماً، يجمعون في تابوت، فيلقون في النار».

 

كما إعترض الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) على صفوان الجمال في قصته الشهيرة الذي كان يكري جماله لهارون وجماعته وإن كان يذهب بها إلى الحج.

فعن صفوان بن مهران الجمال قال: دخلت على أبي الحسن الأول (عليه السلام) فقال لي: «يا صفوان، كل شي‏ء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً». قلت: جعلت فداك، أي شي‏ء؟. قال (عليه السلام): «كراؤك جمالك من هذا الرجل» ـ يعني هارون ـ.

قلت: والله ما أكريته أشراً ولا بطرا،ً ولا للصيد ولا للهو، ولكني أكريته لهذا الطريق ـ يعني طريق مكة ـ ولا أتولاه بنفسي، ولكني أبعث معه غلماني.

فقال (عليه السلام) لي: «يا صفوان، أيقع كراؤك عليهم؟ ».

قلت: نعم، جعلت فداك.

قال: فقال (عليه السلام) لي: «أتحب بقاءهم حتى يخرج كراؤك؟ ».

قلت: نعم.

قال (عليه السلام): «من أحب بقاءهم فهو منهم، ومن كان منهم كان ورد النار».

قال صفوان: فذهبت فبعت جمالي عن آخرها.

فبلغ ذلك إلى هارون فدعاني، فقال لي: يا صفوان، بلغني أنك بعت جمالك.

قلت: نعم.

قال: ولم؟.

قلت: أنا شيخ كبير، وإن الغلمان لا يفون بالأعمال.

فقال: هيهات هيهات، إني لأعلم من أشار عليك بهذا، أشار عليك بهذا موسى بن جعفر.

قلت: ما لي ولموسى بن جعفر.

فقال: دع هذا عنك فوالله لولا حسن صحبتك لقتلتك".

إن ثورة 14 فبراير الكبرى والمجيدة والتي فجرها شباب الثورة واليوم يرعاها إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير والتيار الرسالي وسائر فصائل المعارضة المطالبة بإسقاط النظام والقادة والرموز المناضلين والمجاهدين الرسالين القابعين في قعرالسجون أسست لنضال وجهاد ومنهج جديد بعد تجارب نضاليه وسياسية وطنية طويلة ، فما عاد الإصلاح السياسي والدستوري عند القوى السياسية وشباب الثورة والجماهير مطروحا على الطاولة ، وإنما ثورة 14 فبراير جاءت بعد فشل كل الجهود النضالية والسياسية للقوى السياسية الوطنية في السابق وبعد الفشل الذريع الذي منيت به الجمعيات السياسية التي إدعت بأنها تستطيع التغيير والإصلاح في ظل دستور المنحة الذي فرضه الديكتاتور حمد على الشعب.

إن ثورة الرابع عشر من فبراير جاءت تحمل تطلعات جماهير شعبنا المطالبة برحيل آل خليفة ومحاكمة القتلة والمجرمين والجزارين ومنتهكي الأعراض ومرتكبي مجازر الإبادة الجماعية.

إن بعض الجمعيات السياسية تعيش خارج التاريخ وخارج المعادلة التي فرضتها وأسست لها إرادة الشعب ، الا وهي معادلة حق تقرير المصير وإستعادة السلطة من مغتصبيها .

إن مقاومة الظلم ومواجهة الفساد والإنحراف في الأمة عقيدة راسخة أسس لها أئمتنا المعصومين الأطهار من أهل البیت عليهم السلام ، والشهادة من أجل الدفاع عن المقدسات والأعراض شريعة كل الشرائع ، وقد نهى الدين العظيم عن الركون للظالم وقد وصف سيد الشهداء عليه السلام الساكت عن الحق بالشيطان الأخرس ، كما وقد نهى الإسلام العظيم أن يكون الإنسان جزءاً من نظام الظلم والجور والفساد ، وأن لا يكون مؤيدا لهم بموقف أو بكلمة ، وقد وصف النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهو قائد المسيرة العلماء الذين يتسكعون عند أبواب السلاطين بشر النعوت ، وفوق كل ذلك فقد نهى الله المتعال الركون إلى الظالمين :(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار).

إن مطالب جماهير شعبنا تنطلق من تلك المبادىء الأصيلة التي أسستها لها الديانات السماوية وفي طليعتها الدين الإسلامي العظيم ولم تنطلق يوما من حشرجات خارج هذا السياق لا علمانية ولا ليبرالية كما يحلو لبعض المتلبسين بعبائة الدين أن يصفوا حركة هذا الشعب المؤمن ، ولم تكن المطالب يوما ما محدودة في ظل مطالب بعض الجمعيات السياسية التي تتحرك في دائرة المعادلة السياسية للسلطة الديكتاتورية الظالمة والفاسدة .

إن جماهير شعبنا ليست بحاجة لمثل هذه القوى التي تتفاخر بأنها حركات سياسية راشدة ناضجة ومتقدمة وأنها تدعم حكم العائلة الخليفية وتطالب بكل جرأة وتعسف على إرادة الشعب ببقاء حكم هذه العصابة الفاسدة والمفسدة.

إن جماهير شعبنا التي لا زالت تعيش تحت وطأة الظلم الخليفي ولاقت ما لاقت من إضطهاد وقتل وسفك للدماء وهتك للأعراض والحرمات والمقدسات ليست بحاجة لمن يدعم حكم الطاغوت ويسعى لتثبيت شرعيته وإفلاته من العقاب مع رموز حكمه وجلاوزته ومرتزقته وجلاديه.

إن حركة جماهير شعبنا هي أكبر وأقوى من الجمعيات السياسية التي أسلوبها وديدنها الأبدي مراقبة الأحداث فإذا نجحت الثورة وحققت أهدافها إنقضوا عليها وأدعوا أنهم صانعوها ، وإذا فشلت هاجموها إرضاءً لحكام الجور والظلمة .

وها هنا نحن اليوم نرى بأن السلطة الخليفية قد قامت بإعتقال قادة ورموز الثورة وعدد كبير من قادة الميادين من ثوار 14 فبراير لتخلي الساحة منهم وليأتي المتسلقين والإنتهازيين والنفعيين ليصادروا جهود الثوار وجهادهم وتضحياتهم ويحرفوا مسيرة الثورة من ثورة لإسقاط النظام إلى إستمرار العناد في إضفاء الشرعية على حكم العصابة الخليفية وإعادة تثبيته على رقاب هذا الشعب الذي عانى الكثير من بطش هذا النظام وفساده .

يا جماهير شعبنا الثائر..

يا شباب ثورة 14 فبراير ..

 

لقد وصلت جرأة البعض في الإستخفاف بوعي الشعب ورجاله المقاومين الأشداء بالمجاهرة بتعاونه مع الداخلية وأجهزة القمع الخليفية ووصلت الصلافة بإعلانه إستعداده لتسليم المجاهدين والمقاومين بيده الى العصابة الحاكمة .

إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير تريد لفت أنظار جماهير شعبنا وشبابنا الثوري إلى هذه النقاط الهامة وهي:-

أولا : أن يعلن البعض دعمه لنظام حكم آل خليفة فإن هذا يعني إعلان إصطفاف مع الطاغية حمد في حربه الشعواء ضد الشعب.

ثانيا : إن ذلك يعتبر قفز على الإرادة الشعبية وتحديها بإعتبار أنها أسقطت شرعية هذا النظام وحكم العصابة الخليفية المحتلة.

ثالثا : إن ذلك يعتبر بمثابة إعلان مشاركة لحكم العصابة الخليفية في كل الجرائم التي إرتكبها ضد الناس وضد الوطن.

رابعا : إن ذلك يعني نوع من التعالي والتكبر وإستخفاف بوعي الناس وعقولهم وإرادتهم.

خامسا : إن هذه التصريحات تعكس حالة من الغرور الذاتي تجعل البعض يصرح بمثل هذه التصريحات دون مراعاة لإرادة الأمة والشعب ودون مراعاة أو إحترام لذوي الشهداء وضحايا هذا النظام الفاسد.

سادسا : إن مثل هذه التصريحات تأتي في الوقت الذي قدّم فيه الشعب لحد الآن ما يربو على المائتي شهيد وشهيدة في معركته الراهنة من أجل الكرامة والحرية ، وتأتي في الوقت الذي سقط فيه ثلاثة شهداء خلال أسبوع ووقوع العشرات من الإصابات المتوسطة والبليغة في عدد كبير من الناس ، كما أن مثل ذلك يعد إعلان صريح وفاضح عن الإنعتاق من حركة الإحتجاجات الشعبية وإرادتها في التغيير والإصطفاف إلى جانب السفاحين وسفاكي الدماء ومنتهكي الأعراض.

كما أن هذه التصريحات لا تتجاوز نغمة وسيمفونية إسترضاء العصابة الخليفية الحاكمة وحلفائها الإقليميين وحماتها الغربيين ومحاولة إظهار حسن النية لإستجداء الإصلاح السياسي على شاكلة المكرمات .

ويأتي كشف مثل هذه المواقف والتي لم تأتي بأي شيء يذكر منذ أكثر من مائتين عام ونيف ، وتأتي في ظل تحولات عالمية محيطة هي أكثر ضغطا على الأنظمة السياسية منها على الشعوب.

كما أن هذه التصريحات تأتي كإعلان صريح وفاضح عن مناوءة الثورة وأهدافها الرامية إلى التغيير الجذري الشامل وحق تقرير المصير ، وإعلان عن الإصطفاف والعمالة للنظام ، لكن الموجع فيها والذي سوف تترب عليه آثار وتداعيات خطير في طريقة تعاطي الثوار مع معلنين الحرب ضدهم بهذه الطريقة هو الإعلان عن الإستعداد لتسليم المجاهدين الثوار والمقاومين إلى النظام الطاغي .

فمن المؤكد بأن الثوار لن يقفوا مكتوفي اليد ومتفرجين على من يريد مساعدة العصابة الحاكمة والطاغية حمد على تدميرهم والقضاء عليهم ، فإن عليهم واجب الدفاع عن النفس وحمايتها من خطر التصفية .

لقد جاءت هذه المواقف خلافا للمبادىء والقيم الدينية في قوله تعالى للآية الكريمة التي توجنا بها البيان وهي (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا).

وكان يتوقع أن يحسن من أصطفوا إلى جانب الطغاة أن يعلنوا إنضمامهم إلى جبهة الناس وما تمثله من شرعية ومشروعية لا أن يصرحوا بدعم حكم العصابة الخليفية وإعادة إنتاجه ومحالة تثبيت شرعيته التي سلبها الشعب منه.

وأخيرا فإننا نرى بأن الناس في دفاعهم المقدس محقين وأن السلطة بدأت ولا تزال تمارس العنف بطريقة عنجهية فوقية حتى أن أصدقائها إضطروا للقول بأنها تمارس القوة المفرطة وغير الضرورية ضد المتظاهرين ، فلا يمكن أن نسلب الناس حقهم في الدفاع عن أنفسهم طالما أنهم يتعرضون لبطش السلطة ، والمفروض فينا كمعارضة بل وحتى كمنصفين أن نوجه اللوم للسلطة وأساليبها القمعية ونستنجد بكل ما يمنعها ويردعها من القيام بهذه الإجراءات التعسفية ، لا أن نوجه اللوم للضحايا بصفتهم الطرف الأضعف أو ما يطلق عليه بـ (الجدار الواطىء) ، فإذا لم نقل للسلطة ذلك أو قلنا فلم تستجب لنا فإن ذلك يحتم علينا الوقوف مع الضحية ضد الجلاد المستهتر بحقوق الناس والمتجاوز على حرماتهم لا أن ندعي التعاون مع حكم الظلمة ووزارة أمنه وقمعه وإستعدادنا التام لتقديم المقاومين وقادة الميادين إلى حكم العصابة الخليفية الظالمة.

إننا على ثقة تامة بأن الثورة قد تجاوزت مشاريع إنزال الهزيمة بهم وأن شوكتهم بدت أمضى وأقوى من أي وقت مضى ، فيما بدأ نظام العصابة الخليفية المحتلة يترنح تحتأسطورة صمودهم وثباتهم وإصرارهم على إنتزاع الإستحقاقات هذه المرة .

إن شباب الثورة وجهوا صفعات مؤلمة متتالية للعصابة الحاكمة وقد تجاوزت الثورة بهم تطلعات الإصلاحات السياسية السطحية والهشة للحكم الديكتاتوري الفاشي ، وقد بلغت الحركة السياسية لشعبنا مستوى من النضج السياسي الذي لايمكن أن يقبل بأقل من تحقيق كامل أهدافها .

لقد وصلت الثورة الشعبية إلى مرحلة عصية على الإنكسار إذ بلغت إلى ما يؤهلها لإسقاط النظام وإقامة نظام سياسي تعددي بديل ، يكون فيه الشعب مصدرا كاملا للسلطات ، وتتحقق في ظل هذا النظام العدالة الإجتماعية ويستعيد الشعب الحرية والكرامة المنتهكة ، وتعيش البحرين بعد ذلك بأجواءٍ من الديمقراطية الحقيقية في ظل النظام الجديد ، فإنجازات المقاومة الحسينية الرسالية في هذه الثورة لم تترك مجالا ممكنا بعد اليوم لتثبيت حكم العصابة الخليفية بأي شكل من الأشكال فقد أوصد شباب الثورة كل الطرق التي تؤدي إلى بقاء نظام يكون فيه أبناء الوطن عبيدا وسخرة .

إن التفكير في إعادة تأهيل الحكم الخليفي والإعتراف بشرعيته وكذا الإعلان الصلف بتسليم المجاهدين والمقاومين هو وصمة عار في جبين كل من صرح بذلك ، وشعبنا الثائر قد تجاوز مثل هذه التصريحات المبتذلة والرخيصة وهو سائر وبخطى حثيثة نحو مستقبل سياسي جديد من دون حكم العصابة الخليفية المحتلة.

حركة أنصار ثورة 14 فبراير

المنامة – البحرين

http://14febrayer.com/?type=c_art&atid=5600

http://www.burathanews.com/news_article_216894.html

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=12&id=34247